«قُم بشراء يختٍ، واستمتع به، وامضِ عطلاتك عليه، ونضمن لك أننا سنستطيع تأجيره لصالحك بما يغطي نفقات اليخت وصيانته، مع تحقيق بعض العائد من أجلك» بهذه الجملة البسيطة -وإن كان ثمنها بضعة ملايين دولارات- يلخص ماجد شربيني المدير الإداري لشركة «ألتوس» لتشغيل اليخوت طموح شركته، وذلك في مقابلة مع «CNN الاقتصادية».
يضيف شربيني «هدفنا تغيير ثقافة اقتناء اليخوت في السعودية، بما يتواكب مع المشروعات الجديدة على ساحل البحر الأحمر».
نموذج أعمال «ألتوس» لليخوت
شربيني يبني فلسفته أو نموذج أعمال الشركة على رؤية 2030 التي تتبناها المملكة العربية السعودية برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي يحتل الترفيه جزءاً مهماً منها، إذ من المتوقع أن تظهر المراحل الأولى من مشروع أمالا السياحي قبل نهاية العام لتستفيد سواحل المملكة الواقعة على البحر الأحمر من السياحة في المنطقة.
وفي العام التالي، تتوالى مشروعات البحر الأحمر، لكن يظل مشروع نيوم حجر الزاوية لهذه الاستثمارات الكُبرى، ومن المتوقع أن تبلغ طاقة مرسى نيوم نحو ألف يخت كبير.
«ألتوس» التي تعمل في إدارة وتأجير اليخوت (الشارتر)، بدأت العمل في موناكو، عاصمة اليخوت في العالم، قبل نحو 40 عاماً، وجاء افتتاح فرع في السعودية بداية العام بهدف الحصول على جزء من كعكة إيرادات السياحة الكبيرة التي تنتظرها السعودية، فحسب رؤية المملكة 2030، ترغب الرياض في مساهمة السياحة بنحو 10 في المئة من حجم الناتج المحلي الإجمالي الذي تخطَّى بقليل تريليون دولار للمرة الأولى في التاريخ عام 2022.
ويضيف شربيني أن عدد ومستوى اليخوت المتاحة في السعودية لا يسمح باستيعاب هذه الصناعة، ويؤكد أن «المملكة ستشهد زيادة كبيرة في أعداد اليخوت الفارهة والمهتمين بها، وسيجذب البحر الأحمر الكثير من مالكي اليخوت طوال أشهر الشتاء في أوروبا، لأن البحر الأحمر يتمتع بدرجات حرارة دافئة أغلب العام، والسعودية تمتلك شواطئ بكراً تمتد من الشمال حتى الجنوب في جيزان».
وتكمُن استراتيجية «ألتوس»، التي تمتلك سجلات تضم نحو 1400 يخت للإيجار (شارتر) في غرب المتوسط وأماكن أخرى من العالم، في إقناع السعوديين بتملك اليخوت «واعتبارها أصولاً» ضمن المحافظ الاستثمارية للمهتمين باليخوت في السعودية، إذ تطمح في نقل اليخوت الفارهة من أوروبا إلى سواحل السعودية الغربية عبر قناة السويس.
«ألتوس» تستثمر في يختين كبيرين
تضخُّ «ألتوس» لليخوت استثمارات في بناء يختين كبيرين، أحدهما كانت قد أعلنت عنه في معرض دبي الدولي لليخوت في مارس آذار الماضي، ويحمل اسم «أريس» ويبلغ طوله 50 متراً، وتقوم شركة «أر إم كي مارينز» ببنائه في أحد أحواضها بإسطنبول، ويجري بناء بدن اليخت الذي يبلغ مداه 5000 ميل بحري من الصلب والألومنيوم، ومن المتوقع أن يدخل اليخت الخدمة في عام 2025.
وتستهدف السعودية 100 مليون زيارة سياحية داخلية وخارجية بحلول عام 2030، حققت منها 70 مليوناً العام الماضي، وتفوقت زيارات السياحة والعمل في السعودية في عام 2022 على زيارات الحج والعمرة؛ إذ بلغ عدد مرتادي الأماكن المقدسة، حسب تصريحات سابقة لوزير الاقتصاد السعودي فيصل الإبراهيم، نحو 30 مليون زائر.