حطمت درجات الحرارة الحارقة الأرقام القياسية، وأحدثت الفوضى في بعض الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم، هل سيعيد السياح التفكير في خطط سفرهم؟ هل يمكنهم استرداد أموال حجوزاتهم المدفوعة؟ أم أنهم لن يتراجعوا عن مخططاتهم وسيجدون طرقاً للتأقلم؟

فيما يلي بعض الإجابات عن العديد من الأسئلة الرئيسية التي قد يطرحها المسافرون عندما يتجهون لإحدى الدول المتأثرة بموجات التغير المناخي، ويحتمل أن تؤثر الظروف الخطرة بسبب درجات الحرارة الحارقة على عطلتهم.

ما المناطق المتأثرة؟

تأثرت وجهات السفر العالمية في كلٍّ من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا بشكلٍ كبير، وذلك بارتفاع درجات الحرارة الشديد الناجم عن تغير المناخ.

في الولايات المتحدة على سبيل المثال، وصلت درجات الحرارة في «وادي الموت»، الذي يمتد على طول جزء من حدود وسط كاليفورنيا مع نيفادا والمعروف بأنه «أكثر الأماكن حرارة على وجه الأرض»، إلى 128 فهرنهايت (53.3 درجة مئوية) يوم الأحد، وفقاً للأرصاد الجوية المحلية.

واجه المسافرون في تكساس وفلوريدا أيضاً طقساً حاراً بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة، بينما قفزت درجات الحرارة في فينيكس إلى 114 فهرنهايت في عطلة نهاية الأسبوع، ويسجل يوم الثلاثاء اليوم التاسع عشر على التوالي، في قياس درجة الحرارة عند 110 فهرنهايت أو أكثر في عاصمة ولاية أريزونا.

وقد أُصدرت تحذيرات صحية من قبل المسؤولين في أوروبا في دول مثل إيطاليا وفرنسا بسبب الطقس القاسي.

بدأ عدد من السياح في الانهيار بسبب إصابتهم بضربات الشمس، من بينهم مواطن بريطاني فقد وعيه بالقرب من الكولوسيوم الروماني القديم يوم الثلاثاء.

اشتدت الحرارة أيضاً في إسبانيا، حيث أُصدر تحذير شديد في مكان العطلات الشهير مايوركا، إذ من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 109 فهرنهايت (43 درجة مئوية).

اشتعلت حرائق الغابات في مدينة «لابالما» الواقعة في جزر الكناري، ما أدى إلى إجلاء ما يصل إلى أربعة آلاف شخص من منازلهم.

في الأسبوع الماضي، أغلقت وزارة الثقافة اليونانية الأكروبوليس في أثينا من منتصف النهار بالتوقيت المحلي حتى الساعة 5 مساءً نتيجة للحرارة.

سجلت الصين أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق يوم الأحد، حيث أدى الطقس القاسي إلى ارتفاع درجة الحرارة إلى ما يقرب من 126 فهرنهايت (52 درجة مئوية) في مقاطعة شينجيانغ الشمالية الغربية.

تخطت درجات الحرارة العالمية الأرقام القياسية لها على طوال الأسابيع الماضية، إذ سُجلت أكثر الأيام حرارة على الإطلاق، ويبدو أن هذا الأمر سيستمر مع اشتداد الحرارة في العديد من البلدان حول العالم.

وفقاً للأرقام الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، شهد شهر يونيو حزيران أعلى متوسط درجات حرارة عالمية على الإطلاق، واستمر هذا حتى يوليو تموز.

هل السفر إلى المناطق المتأثرة بموجات الحرارة آمن؟

في المناطق ذات درجات الحرارة الحارقة، قد يعاني المسافرون لمشاهدة معالم المدينة بالسرعة المعتادة، وقد يحتاجون إلى التكييف أو إلغاء مسارات الرحلة، سيكون هذا أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة أو في الفئات الأكثر حساسية، مثل كبار السن والأطفال الصغار.

قد يتوجه الأشخاص لزيارة أماكن سياحية ويجدونها مغلقة في حالة تعرضها لمخاطر الفيضانات، أو حرائق الغابات، أو الأعاصير، لذلك من المهم متابعة تعليمات الحكومات المحلية للأماكن المُسافر إليها، ومراعاة التنبيهات الصادرة عن تلك البلاد.

نصائح للتعامل مع ارتفاع الحرارة


  • حاول الخروج في الصباح الباكر قبل أن تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع في نحو الساعة 11 صباحاً.

  • وعلى الرغم من أن الحكمة التقليدية تشير إلى أن منتصف النهار هو أكثر الأوقات حرارة في اليوم، فإن الحرارة في الواقع تستمر في الارتفاع حتى وقت مبكر من المساء، وتكون درجات الحرارة في فترة ما بعد الظهر أكثر إزعاجاً مما كانت عليه في الصباح.

  • اغسل يديك ومعصميك، والوجه، والذراعين باستمرار بالماء البارد قدر الإمكان (في أوروبا تسهل النوافير هذه العملية).

  • خذ حماماً بارداً عندما تستطيع، وحاول التجفيف بالهواء إن أمكن.

  • تنصح السلطات الإيطالية السكان بقضاء ثلاث ساعات على الأقل يومياً في بيئة مكيفة الهواء، لذلك إذا كنت تشاهد معالم المدينة، فابحث عن متحف أو معرض أو مطعم مغلق للجوء إليه.

  • ارتدِ ملابس فضفاضة وخفيفة مصنوعة من مواد خفيفة الوزن، ولا تنس الواقي من الشمس، وكرر استخدامه بانتظام، واستخدم مروحة؛ فالمروحة المحمولة باليد يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في شعورك.

  • ينصح بشرب المزيد من الماء أكثر من المعتاد، ولا يجب الانتظار حتى الشعور بالعطش للشرب.

  • عندما يحين وقت تناول الطعام، أعط الأولوية للأطعمة المليئة بالمياه مثل، الخضار النيئة والسلطات، أو الفواكه مثل البطيخ أو العنب.

  • إذا كنت مصاباً بالربو، أو لديك حالات صحية مزمنة أخرى يمكن أن تتفاقم بسبب الحرارة أو الرطوبة، يجدر بك طلب المشورة الطبية حول أفضل السبل للتعامل مع رحلتك.

  • تحقق مما إذا كان المكان الذي تقيم فيه به مكيف هواء، إذا كنت تندرج ضمن فئة عالية الخطورة، فسيكون ذلك أمراً بالغ الأهمية.

  • أخيراً، تأكد من حصولك على تأمين سفر يغطي النفقات الطبية، بهذه الطريقة إذا كنت بحاجة إلى علاج من أمراض نتيجة التعرض للحرارة القاسية فستتم تغطيتك، أيضاً إذا كنت في فئة عالية الخطورة ونصحك طبيبك بعدم السفر، فيجب أن يغطي التأمين مصاريف إلغاء الرحلة.




يمكن أن تسبب الحرارة الشديدة عدداً من المشكلات الطبية التي يمكن أن تكون خطيرة أو قد تؤدي إلى الوفاة، وأفادت التقارير بأن ما يقرب من 62 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال موجة الحر التي اجتاحت أوروبا عام 2022، وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال، يموت أكثر من 700 شخص من الحرارة الشديدة سنوياً، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض.

تعتبر ضربة الشمس والإجهاد الحراري من أكبر المخاطر، إذا لاحظت أياً من الأعراض التالية، فإن مركز السيطرة على الأمراض ينصح بطلب العناية الطبية الفورية.

تشمل أعراض ضربة الشمس ارتفاع درجة حرارة الجسم التي تزيد على 103 فهرنهايت (39.4 درجة مئوية)، والجلد الساخن والأحمر دون تعرق، والصداع والدوخة، واضطراب المعدة، والإغماء، يجب أن يبرد المصابون بالتهوية والماء البارد على الجلد بدلاً من تناول المزيد من السوائل، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض.

أما عن الإرهاق الحراري فيتسم بالتعرق الشديد وتشنجات العضلات والإرهاق وشحوب الجلد، يمكن أن يعاني المصابون أيضاً من الصداع، والدوخة، واضطراب المعدة، والإغماء، يحدد مركز السيطرة على الأمراض الخطوات التي يجب اتخاذها لعلاج أعراض الأمراض المرتبطة بالحرارة أثناء انتظار العناية الطبية.

يجب على أي شخص يعاني من الربو أو صعوبات التنفس الأخرى أن يدرك أن حرائق الغابات ليست فقط هي التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم حالته، الرطوبة -كما رأينا في كثير من أوروبا، وخاصة إيطاليا- يمكن أن يكون لها التأثير نفسه.