«السفر الأسرع من الصوت، في رأيي، يهدف إلى تقريب العالم من بعضه بعضاً. رؤيتنا النهائية هي رحلة أسرع من الصوت لكل مسافر على كل مسار»، هذا هو ما ورد على لسان بليك شول مؤسس شركة «بوم سوبرسونيك» ومديرها التنفيذي، لشبكة CNN.

وتأمل «بوم سوبرسونيك» التي تتخذ من كولورادو بالولايات المتحدة مقراً لها في أن تبدأ الرحلات التجارية لطائرتها «أوفيرتشر» الأسرع من الصوت عام 2029.

والطائرة مصممة لحمل ما يتراوح بين 64 و80 راكباً، وستحلق بسرعة 1.7 ماخ على ارتفاع 60 ألف قدم؛ أي ضعف سرعة طائرات البدن العريض مثل بوينغ 787 وإيرباص إيه 350.

يهدف الجدول الزمني الحالي لشركة «بوم سوبرسونيك» إلى إطلاق أول رحلة لطائرتها عام 2027 واستصدار شهادة لتشغيلها عام 2029.

وقال ريتشارد إيفانز، الخبير في قطاع الطيران، إن تدشين رحلات هذه الطائرات عام 2029 سيكون صعباً، مقارناً إياها بالطائرة بوينغ777-9 ، وهي نسخة مختلفة من طائرة موجودة وليست طرازاً جديداً تماماً، وسيكون تطويرها قد استغرق 12 عاماً عند دخولها الخدمة، كما اعترف شول بأن طموح شركته ينطوي على تحديات.

فما التحديات؟

أولها الوقود المستدام؛ إن المحركات من المكونات الأكثر أهمية في الطائرات الأسرع من الصوت لأنها يجب أن تدفع الطائرة بسرعة أكبر من الطائرات العادية، ما يتطلب تصميماً مختلفاً، وأطلق على محرك «أوفيرتشر» اسم سيمفوني، وهو مصمم ليعمل بوقود الطيران المستدام، وهو نوع من وقود الطائرات تَعد طرق إنتاجه بخفض انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80%، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي.

إلّا أن البنية التحتية للوقود المستدام لا يزال أمامها الكثير كما أن محركات الطائرات الأسرع من الصوت ستحرق وقوداً أكثر نسبياً، فسيكون من الصعب الترويج لفكرة استدامة السفر الأسرع من الصوت.

وقال إيفانز إنه من الصعب رؤية كيف سيصب الطيران الأسرع من الصوت في صالح تحقيق هدف إزالة الكربون في قطاع الطيران، وأضاف «يتطلب الأمر وقوداً أكثر بكثير لكل راكب، سواء كان وقوداً مستداماً أو تقليدياً، مقارنة بالطيران على المسار نفسه في نوع مختلف من الطائرات»، وتابع «وحتى لو تسنى استخدام وقود الطيران المستدام بنسبة مئة بالمئة (في الطائرات الأسرع من الصوت) فإن ذلك يعني تفويت فرصة استخدامه بطريقة أكثر كفاءة».

والضجيج هو ثاني التحديات على طريق حلم الطيران الأسرع من الصوت الذي تحظره اللوائح الحالية على الأرض، ما يعني أن الطائرة ستكون قادرة على تجاوز سرعة الصوت فقط فوق المحيطات. يقول شول «إن التخفيف من فرقعة اختراق حاجز الصوت جزء من المستقبل».

كما يقول إيفانز إن نجاح تشغيل الطائرة «أوفرتشير» يتوقف على ما إذا كانت شركات الطيران ستحلق بها بمعدلات تحليق الطائرات التقليدية أي ما يتراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف ساعة سنوياً لتعويض تكلفة اقتنائها، إلّا أن الطائرة كونكورد، وهي أول طائرة ركاب أسرع من الصوت، لم تصل قط إلى مثل تلك المعدلات من الاستخدام؛ إذ حلقت بمعدل يصل إلى ألف ساعة في السنة.

وكانت كونكورد أول طائرة تجارية أسرع من الصوت وتحمل ركاباً وتم بناؤها بالاشتراك بين مصنّعي الطائرات في بريطانيا وفرنسا.

وعبرت كونكورد، التي كانت تسع مئة راكب، المحيط الأطلسي للمرة الأولى في 1971، وانطلقت في أول رحلة تجارية بطائرة أسرع من الصوت في 21 يناير 1976.

وكانت كونكورد جزءاً من أسطول طائرات الخطوط الجوية الفرنسية والبريطانية لكنها أُحيلت للتقاعد في أكتوبر 2003 بعد حادث مميت.