«الشقيقات الثلاث».. هكذا كان يُطلق على السفن الثلاث الفاخرة؛ «أوليمبك» و«تيتانيك» و«بريتانيك»، التي صنعتها شركة الشحن العالمية «وايت ستار لاين» لتغيير مفهوم السفر الفاخر في أوائل القرن العشرين.
وطالما ذاع صيت « تيتانيك»، سفينة الركاب البريطانية الشهيرة التي صنعتها الشركة لتكون أكبر باخرة نقل ركاب في العالم حينها، قبل أن تستقر بها الحال في قاع المحيط بعد أربعة أيام فقط من انطلاقها نتيجة اصطدامها بجبل جليدي أثناء رحلتها الأولى والأخيرة.
فهذه القصة يعلمها العالم أجمع، لكن ما لا يعلمه الكثيرون هو أن لسفينة «تيتانيك» العملاقة أختين أصغر منها حجماً، إذ صنعت «وايت ستار»، ثلاثة تصاميم متقاربة بدأت بسفينة «أوليمبك» في عام 1911 (وهي أقدم السفن الثلاث) تليها «تيتانيك» في 1912، ثم بريتانيك في عام 1914.
ونعرف جميعاً مصير سفينة «تيتانيك» المأساوي الذي راح ضحيته ما يزيد على 1500 شخص.
لكن ماذا كان مصير الشقيقتين الأخريين، «أوليمبك» و«بريتانيك»؟
سفينة «أوليمبك» والحرب العالمية الأولى
أنشئت «أوليمبك» قبل «تيتانيك» و«بريتانيك»، في حوض هارلاند آند وولف لبناء السفن في بلفاست، في أيرلندا الشمالية، لتكون سفينة ركاب عملاقة عابرة للمحيط.
وعلى عكس مسيرة «تيتانيك» التي انتهت سريعاً في غضون أيام قليلة من انطلاقها، امتدت مسيرة «أوليمبك» لنحو 24 عاماً، لكنها لم تعتمد فقط على الرحلات المدنية، إذ شاركت ضمن الأسطول البريطاني في الحرب العالمية الأولى لنقل الجنود البريطانيين أثناء الحرب.
وبعد انتهاء الحرب في عام 1918، عادت «أوليمبك» إلى الخدمة المدنية لتواصل رحلتها كناقلة ركاب فاخرة حتى قرار الشركة سحبها من الخدمة وبيعها كخردة في عام 1935.
«بريتانيك».. المستشفى العائم
على غرار شقيقاتها الأكبر سناً، بدأت «بريتانيك» رحلتها كسفينة نقل ركاب عبر المحيط الأطلسي، لكنها سرعان ما تحولت إلى مستشفى عسكري عائم لنقل الجنود المصابين والجرحى أثناء الحرب العالمية الأولى، بحسب جمعية الجبهة الغربية، التي تأسست بهدف تعزيز ذكرى الحرب العالمية الأولى.
لكن يبدو أن «بريتانيك» كانت أقل حظاً من «أوليمبيك» إذ اختارت المكوث بجوار شقيقتها المنكوبة «تيتانيك» في قاع المحيط بعد غرقها وسط ظروف مجهولة أسفرت عن ثقب في الجانب الأيمن للسفينة وتسرب المياه إلى داخلها، لتغرق السفينة في غضون ساعة.
وتتباين الروايات حول السبب الحقيقي لغرق السفينة، وإن كان معظمها يرجح تعرضها للاصطدام بأحد الألغام البحرية.
لكن بفضل تحسينات السلامة التي اتبعتها شركة «وايت ستار» بعد غرق سفينة «تيتانيك»، استطاع أكثر من ألف شخص النجاة من حادثة «بريتانيك»، بينما فقد نحو 30 شخصاً فقط حياتهم، لتُكتب نهاية مؤلمة جديدة لأصغر الأخوات، وإن كانت أقل مأساوية من نهاية شقيقتها الوسطى «تيتانيك».