في أوائل الألفية الجديدة، كان بإمكان المسافرين في الولايات المتحدة الوصول إلى المطار قبل موعد رحلتهم بعشرين دقيقة والتجول براحة إلى بوابة الصعود، لكن هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 قلبت المشهد رأساً على عقب.
ليس ذلك بالنسبة للولايات المتحدة فقط، ولكن أيضاً لقطاع الطيران العالمي، إذ فتحت الباب لإجراءات أمنية صارمة في المطارات، ما أثر على سلامة السفر الجوي وتجربة المسافر كما نعرفها اليوم.
بداية عصر إدارة أمن المواصلات (TSA)
قبل هجمات 11 سبتمبر أيلول، كانت شركات الأمن الخاصة تدير عمليات الفحص في مطارات الولايات المتحدة، لكن في أعقاب الهجمات، أسست الحكومة الأمريكية إدارة أمن المواصلات (TSA) لتركيز الجهود الأمنية، وبدأت إدارة أمن المواصلات الإشراف على إجراءات الفحص، فتغير النموذج من مقدمي الخدمات الخاصة إلى موظفي الحكومة الفيدرالية.
لوائح صارمة بشأن الأغراض المحمولة في اليد
ربما كانت واحدة من أكثر التغييرات الملموسة للمسافرين هي مجموعة القواعد الجديدة بشأن الأغراض المحمولة في اليد، إذ حظرت أغراضاً مثل الأشياء الحادة والمقصات والإبر وحتى بعض السوائل.
التحقق من الهوية ووسائل التعرف المتقدمة
شهد العالم بعد أحداث 11 سبتمبر استثمارات كبيرة في التكنولوجيا لتعزيز آليات التحقق من هويات المسافرين؛ أصبحت التقنيات البيومترية مثل التعرف على بصمات الأصابع والتعرف على الوجه جزءاً أساسياً من التحقق من الهوية، وبدأت المطارات في جميع أنحاء العالم اعتماد هذه الحلول المتقدمة
قائمة منع السفر
أُنشِئت قاعدة بيانات تضم أسماء الأفراد ذوي الروابط المحتملة بالإرهاب أو التهديدات الأمنية، وجرى منعهم من السفر على متن الطائرات لتصبح قاعدة منع السفر أداة حاسمة في تعزيز أمان الطيران.
آفاق المستقبل
مع انتشار جائحة كوفيد-19، لم تعد التدابير الأمنية تقتصر على التصدي للإرهاب؛ إذ زادت أهمية الصحة والنظافة، وأصدرت المطارات توجيهات بارتداء الكمامات والامتثال للتباعد الاجتماعي وتعزيز بروتوكولات النظافة الشخصية.
وتشير دراسة حديثة إلى أن الناس يشعرون بالمزيد من القلق بشأن الإصابة بفيروس كوفيد-19 في المطارات أكثر من قلقهم من حوادث إرهابية محتملة، ويثير هذا التحول في التصور أسئلة حول ضرورة الإجراءات الأمنية الصارمة التي دخلت حيز التنفيذ بعد هجمات 11 سبتمبر، لأكثر من عقدين من الزمن.
وتظل صناعة الطيران ملتزمة بالتوازن بين الحاجة إلى الأمان ورغبة المسافرين في الراحة، ومع استمرار تطور العالم، ستتطور أيضاً الاستراتيجيات والتقنيات المستخدمة لضمان أمان وراحة المسافرين.