اكتشف خبير علم المحيطات روبرت بالارد في سبتمبر أيلول من عام 1985 حطام سفينة تيتانيك الشهيرة في قاع المحيط بعد 73 عاماً من غرقها، وقد كان اكتشاف موقعها حلماً يراود الكثيرين فقد كانت وما زالت أسطورة تجذب الناس.
وتحظى تيتانيك باهتمام لا ينقطع في جميع أرجاء العالم، وألهمت «السفينة التي لا تغرق» وانتهى بها الحال ترقد في أعماق المحيط العديد من المبدعين، وتحوّلت مأساتها إلى روايات وأفلام كما أجريت حول بعض المقتنيات المتعلقة بها مزادات ضخمة، كل هذا بالإضافة إلى رحلات سياحية كاملة قائمة على قصتها ومكان وجود الحطام.
كانت تيتانيك أكبر باخرة نقل ركاب في العالم في وقتها، وبلغ سعر أرخص تذكرة على متن الدرجة الأولى بها 30 جنيهاً إسترلينياً أي ما يعادل اليوم نحو 4000 يورو.
أسطورية تيتانيك
وأسباب أسطورية تيتانيك بدأت حتى قبل ظهور السفينة إلى النور؛ ففي عام 1898 -قبل 14 عاماً من مأساة تيتانيك- كتب مورغان روبرتسون رواية أطلق عليها اسم «العبث»، وتدور الرواية حول اصطدام أضخم سفينة بنيت على الإطلاق بجبل جليدي وغرقها في المحيط الأطلسي في ليلة باردة من ليالي أبريل نيسان، وكان اسم السفينة في الرواية تايتان واعتبرها في بداية الرواية غير قابلة للغرق.
والعجيب أن تيتانيك غرقت في 15 أبريل نيسان 1912، ولإضافة المزيد من الأسطورية على تيتانيك فإن الغواصة التي غرقت خلال رحلة سياحية لرؤية حطام السفينة في قاع المحيط كانت تدعى تايتان، وكان سعر التذكرة على متن هذه الغواصة 125 ألف دولار.
سر جاذبية تيتانيك
ويرى الخبراء أن السر وراء هذه الجاذبية التي لا تنطفئ لسفينة «تيتانيك» يكمن في السحر والفخامة التي ارتبطت بقصة السفينة، فعلى الرغم من الدعاية الشائعة في ذلك الوقت من أنها «سفينة غير قابلة للغرق»، فقد تعرضت السفينة لمأساة حقيقية أودت بحياة الكثيرين، من بينهم العديد من المشاهير ونجوم المجتمع.
وهناك العديد من الخيارات المتاحة للمهتمين بتاريخ «تيتانيك»، ومن بينها الخيارات التقليدية مثل متاحف تيتانيك المنتشرة في العديد من المدن، منها مدينة بلفاست (التي شهدت تصنيع السفينة الأصلية)، وليفربول (التي تم تسجيل السفينة بها)، وساوثهامبتون (حيث بدأ الركاب رحلتهم)، وكوف (آخر محطة للسفينة في أوروبا).
وهناك أيضاً مكان دفن ضحايا السفينة في مدينة هاليفاكس في مقاطعة نوفا سكوتيا الكندية، والذي يُعد أحد المعالم السياحية الشهيرة التي تجذب عشاق «تيتانيك»، هذا بالإضافة للمشروع الطموح «تيتانيك 2» الذي أعلن عنه رجل الأعمال الأسترالي كليف بالمر لبناء نسخة طبق الأصل من السفينة الأصلية، والذي طال انتظاره طويلاً.
واتفق الخبراء أن حادث الغواصة الأخير سيغيّر الكثير من الأمور، فمن جهة سينبّه عشاق المغامرة بضرورة اتخاذ قرارات أفضل للحفاظ على سلامتهم وأمنهم، ومن جهة أخرى مثل جرس إنذار للجهات المعنية وسلّط الضوء على ضرورة تنظيم الضوابط وتشديد إجراءات الأمان المطلوبة في هذا النوع من الرحلات.