شهد هذا الصيف سلسلة من الأحداث الكارثية في مدن سياحية مشهورة، حيث شهدت حرائق في اليونان وفيضانات في إيطاليا.
ألقت هذه الأحداث الضوء على واحدة من أكبر التحديات التي نواجهها اليوم، وهو تغير المناخ، لكن آثار هذه التغيرات لا تقتصر على البيئة فحسب، بل تطول أيضاً صناعة السفر والسياحة بشكل كبير.
فبعد جائحة كوفيد-19، ظهرت فترة ما عرف باسم «السفر الانتقامي» أي السفر بشغف وبكثرة، عندما بدأت الوجهات بإعادة فتح حدودها مجدداً، وقرر الناس تعويض الوقت الضائع، لكن التركيز لم ينصب بالقدر الكافي على مدى تأثير رحلات السفر على البيئة والمناخ، لا سيما في وقت يكافح فيه العالم بقوة تغير المناخ وتأثيراته على البشرية.
غلوريا جويفارا، وزيرة السياحة السابقة في المكسيك ورئيسة المركز العالمي للسياحة المستدامة (STGC)، الذي يعتبر أول تحالف عالمي متعدد البلدان ومتعدد الأطراف يدعم صناعة السفر والسياحة في الانتقال نحو تحقيق الصفر الكربوني، تشير في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» إلى أهمية القطاع وتأثيره على المناخ، قائلة إن السياحة والسفر يسهمان بنحو ثمانية في المئة من انبعاثات الكربون العالمية، ومن ثم فهناك فرصة للسفر والسياحة لكي تصبح جزءاً من الحل.
عادة عند الحديث عن أثر السفر على المناخ، يتجه التفكير إلى الانبعاثات الكربونية الناجمة عن حركة الطائرات، وهي تمثل بالفعل نسبة من الانبعاثات العالمية، لكن هناك جوانب أخرى قد لا تقل أهمية، مثل هدر الطعام والمياه أثناء السفر.
تقول جويفارا «إذا كنت ستعد طبقك بنفسك في بوفيه مفتوح، فاستخدم طبقاً أصغر أو حاول استهلاك طعام أقل، سيحدث ذلك تأثيراً كبيراً في العالم».
وتابعت «بصفتك مسافراً، يجب أن تكون واعياً، وعليك محاولة تقليل استهلاكك للمياه، هناك العديد من المجالات التي يمكنك المساعدة فيها كمسافر، حتى مع الاقتصاد الدائري، الذي سيفيد حتماً».