أصوات طبول وموسيقى مرتفعة ونشاط لا ينقطع من الباعة الجائلين في ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، مشهد يعبر عن نشاط السياحة في المغرب، بعد هزة مؤقتة بسبب الزلزال المدمر.

تأثرت السياحة في المدينة الحمراء -كما يطلق عليها- بتداعيات الزلزال المدمر، لكن استضافة المغرب اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في مراكش، أسهمت في عودة السياحة ولو تدريجياً مع حضور نحو 14 ألف مشارك في الاجتماعات.

وخلّف زلزال المغرب مئات الضحايا والجرحى، كما تضررت العديد من المعالم والمنشآت السياحية في مدينة مراكش ومنها مآذن وقباب المساجد الشهيرة مثل جامع «الكتبية»، وهو أكبر مسجد بالمدينة.

يقول عربي بن علي، بائع تذكارات وهدايا بساحة جامع الفنا، لـ«CNN الاقتصادية» إن وفود السياح إلى مراكش تأثرت بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب وعلى رأسها مدينة مراكش.

واتفق معه رضا بن طيف، منظم رحلات سياحية في مراكش، إذ لفت إلى أن عدد السياح انخفض بعد قيام العديد من عملائه بإلغاء رحلاتهم التي كانت منظمة من قبل.

وقال بن طيف الذي ينظم الرحلات الصحراوية ورحلات تسلق الجبال «بعد الزلزال مباشرة ألغى العديد من السياح رحلاتهم إلى مراكش، وهذا سبب لي خسائر، إذ انخفض دخلي اليومي من 200 درهم (20 دولاراً) إلى 50 درهماً بالكاد».

ينظر بن طيف إلى ساحة جامع الفنا، وهي قلب السياحة في مراكش، ويضيف أنه على الرغم من الزحام الذي تبدو عليه الساحة حالياً، فإنها تُعد خاوية مقارنةً بالأيام السابقة.

اجتماعات صندوق النقد في مراكش

انعقدت اجتماعات صندوق النقد الدولي في مراكش في موعدها رغم الزلزال لتمنح بن طيف وغيره ممن تعتمد دخولهم على السياحة أملاً في عودة سريعة للنشاط السياحي.

ويرى عبد الحق بن الخدير، رئيس جمعية التجار والحرفيين بسوق جامع الفنا، أن الإصرار على عقد اجتماعات صندوق النقد في موعدها أسهم في جذب السياح، بل أنه زاد عدد القادمين إلى المدينة منذ الزلزال.

وكان موعد انعقاد المؤتمر مهدداً بالتأجيل بسبب الزلزال إلا أن البنك الدولي و صندوق النقد الدولي والسلطات المغربية أعلنوا قبلها بأسبوعين أن المؤتمر سيُعقد في موعده ولن يتأجل، بل أنه فرصة للتضامن مع المتضررين.

ويعوّل المغرب على السياحة لزيادة موارده من الدخل الأجنبي، وخلال الأشهر الثمانية الأولى من العام أظهرت بيانات مكتب الصرف المغربي ارتفاع إيرادات السفر بنحو 32.5 في المئة، على أساس سنوي، لتصل إلى 71.36 مليار درهم مغربي أو ما يعادل 6.89 مليار دولار.

وقفز الإنفاق السياحي، خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2023، بنحو 26 في المئة، على أساس سنوي، ليصل إلى 16.52 مليار درهم مغربي أو ما يعادل 1.6 مليار دولار.