في إطار جهود العديد من الشركات للتصدي للتحديات البيئية، «CNN الاقتصادية» تلقي الضو على رؤية شركة بوينغ في مقابلة مع برايان موران، نائب الرئيس للاستدامة والشراكات في بوينغ، وهي واحدة من أبرز شركات صناعة الطيران في العالم، وتهدف إلى تحقيق أهداف مستدامة بدخول الوقود المستدام للسوق حيث تقديم وسائل النقل الجوي بطريقة أكثر صداقة للبيئة.
في حديثه خلال فاعليات معرض دبي للطيران، أكد موران أن هناك عدداً من الخطوات الرئيسية تتخذها بوينغ لتحقيق هدفها المتمثل في إزالة الكربون من الفضاء الجوي بحلول منتصف القرن، الخطوة الأولى ترتبط بتجديد أسطول الطائرات، حيث يتم تسجيل إقبال كبير على الطائرات الموفرة للوقود، يُسهم كل طراز في تحقيق الهدف البيئي بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة. الخطوة الثانية ترتبط بالكفاءة التشغيلية، حيث يتم التركيز على تحسين كفاءة الرحلات والاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في قمرة القيادة، والهدف هو تحقيق طيران أكثر كفاءة في السماء، مستفيدين من التنبؤ بأنماط الطقس وتجنب الظروف الجوية السيئة.
الخطوة الثالثة ترتبط بالطاقة المتجددة، وليس فقط استخدام وقود الطيران المستدام، بل أيضاً استكشاف تقنيات جديدة ومستدامة مثل الهيدروجين وأنظمة الدفع الكهربائية.
من جهة أخرى، يرى موران أن وقود الطيران المستدام يلعب دوراً حيوياً في تحقيق الأهداف البيئية، إذ يقلل من الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 50 و85 في المئة، وعلى الرغم من التحديات الفنية والاقتصادية التي تواجه إنتاجه بشكل وفير، فإن موران يؤكد التزام بوينغ بتسريع وتيرة دخول الوقود المستدام إلى السوق.
من ناحية المنطقة، تبرز جهود الدول العربية في مجال الاستدامة في الطيران، وتعمل بوينغ مع جامعة خليفة منذ أكثر من 15 عاماً، وتعاونت مع مركز «مصدر» لتحويل الطاقة إلى سائل، مستكشفة سبل توسيع استخدام الوقود المستدام في مختلف الظروف والمناطق، وتبقى هناك تحديات تواجه صناعة الطيران في رحلتها نحو الاستدامة، ويعتبر موران أن التوازن بين الابتكار والاقتصاد والأمان هو العنصر الرئيسي.