سحابة مرسوم عليها رمز الكربون، تتبدد عندما تمر عليها طائرة بوينغ حديثة، هكذا يسوّق عملاق الطيران الأميركي بوينغ لمشروعه البيئي كاسكيد، وكاسكيد عبارة عن كتاب مفتوح يتيح للجميع التعامل مع بيانات الطائرات وأنواع الوقود وحجم انبعاثات كل رحلة، ويهدف بالأساس إلى الوصول بانبعاثات بيونغ إلى صفر بحلول منتصف القرن.
برايان موران، نائب الرئيس للاستدامة والشراكات في بوينغ، قال في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» على هامش مشاركته في كوب 28 في دبي «كاسكيد ليست عملية دعائية بقدر ما هي أداة لتطوير أدائنا لمحو بصمتنا الكربونية بمرور الوقت، فكاسكيد تنظر إلى دورة الحياة الإجمالية لعملية الطيران».
وكاسكيد أداة عامة صممتها بوينغ وجعلتها متاحة للجمهور عبر موقعها، وطورت هذه الخدمة بالشراكة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كامبريدج والاتحاد الدولي للنقل الجوي وناسا، ويسهم النقل الجوي بنحو ثلاثة في المئة من حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.
وبحسب موران، فإن كاسكيد تمنح المستخدم إمكانية التحكم في وضع افتراضاته الخاصة حول الحل الذي يمكن إدماجه ضمن النظام البيئي، موضحاً أن جميع البيانات وكيفية استخدامها جزء من الأداة، ويمكن للجميع التعمق فيها أكثر فأكثر، ويلخص موران قاعدة بيانات كاسكيد بأنها «صورة ذكية جداً تحاول أخذ كل هذه الحلول المعقدة ووضعها في مكان واحد».
وبوينغ متفائلة بشكل كبير بشأن إمكانية الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن، إذ إن هناك الكثير من الحلول المتاحة أمام قطاع النقل الجوي، وقال موران إن من ضمن الحلول «استبدال كل الأسطول الحالي بطائرات جديدة، طائرات أكثر كفاءة، وإدخال وقود الطيران المستدام على نطاق واسع إلى النظام البيئي، فضلاً عن تشغيل الطائرات بكفاءة أكبر وتقديم تصميمات جديدة جذرياً للطائرات والبطاريات والهيدروجين».
وسلّمت بوينغ 405 طائرات جديدة منذ بداية العام الجاري، وتلقت طلبيات توريد طائرات تصل إلى 841 طائرة، ووقعت الشركة صفقتين مهمتين ضمن فعاليات معرض دبي الجوي، إذ أبرمت عقداً مع شركة طيران الإمارات لشراء 55 طائرة عريضة البدن من طراز 777-900، و35 طائرة أخرى من طراز 777-800، وكلاهما من الفئة نفسها، لكن يختلف مدى وحجم كل منهما، كما أبرمت بوينغ صفقة أخرى مع مصر للطيران بلغ حجمها 18 طائرة بوينغ 737 ماكس، وستحل الطائرات الجديدة محل طائرات إيرباص 320 التي تستخدمها الشركة المصرية منذ نحو 18 عاماً.