أكدت شركة بوينغ يوم الاثنين أنها سحبت طلباً قدمته إلى إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية العام الماضي للحصول على إعفاء من معايير السلامة لطائرتها 737 ماكس 7 التي تنتظر التصديق، كما عقدت الشركة وقفة للجودة يوم الخميس في مدينة سياتل الأميركية، حيث تصنع طائراتها من طراز 737، وأوقفت عمليات الإنتاج والتسليم مؤقتاً لمدة يوم.
لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، إذ يبدو أن بداية العام الحالي غير مطمئنة لشركة بوينغ.
ففي الخامس من يناير كانون الثاني، هبطت طائرة بوينغ 737 ماكس 9 التابعة لشركة (ألاسكا إيرلاينز) اضطرارياً بعد انفصال سدّادة مخرج الطوارئ في هذه الطائرة أثناء تحليقها في رحلة داخلية من بورتلاند في ولاية أوريغون إلى أونتاريو في كاليفورنيا، ما دفع رئيس بوينغ التنفيذي، ديف كالهون، للاعتراف بمسؤولية الشركة عما تعرضت له الرحلة، والتعهد بالتزام كامل الشفافية في الواقعة.
وجاء تصريح الرئيس التنفيذي لبوينغ غداة إعلان شركة الطيران الأميركية (ألاسكا إيرلاينز) أنها اكتشفت ما وصفته بأنه «قطع غير مثبتة جيداً» في بعض طائراتها من طراز بوينغ 737 ماكس 9.
وفي 13 يناير كانون الثاني، عادت رحلة داخلية تابعة لشركة طيران أول نيبون اليابانية إلى المطار بعد اكتشاف صدع في نافذة قمرة القيادة للطائرة بوينغ 737-800، وبعد أربعة أيام، أي في 17 يناير، اضطر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تغيير طائرته من طراز بوينغ 737 للعودة إلى واشنطن من دافوس بعد أن تعرضت طائرته لعطل فادح يتعلق بتسرب الأكسجين حسب ما نقلته تقارير صحفية.
إلّا أن الأعطال التقنية لم تطل فقط طائرات بوينغ 737، بل كان لبوينغ 747 حصة أيضاً، إذ هبطت طائرة شحن تابعة لشركة أطلس إير من طراز بوينغ 747-8 اضطرارياً في ميامي في وقت متأخر بعد وقت قصير من مغادرتها، بسبب نشوب حريق في المحرك يوم 19 يناير كانون الثاني.
وأحجمت الشركة عن التعليق عند محاولة «CNN الاقتصادية» التواصل معها، واكتفت ببيان قالت فيه «سنواصل التعاون بشكل كامل وشفاف مع إدارة الطيران الفيدرالية ونتبع توجيهاتها بينما نتخذ إجراءات لتعزيز السلامة والجودة في بوينغ، وسنعمل أيضاً بشكل وثيق مع عملائنا من شركات الطيران أثناء استكمالها إجراءات الفحص المطلوبة لإعادة طائراتهم من طراز 737-9 إلى الخدمة بأمان».
وقال خبير الطيران، شيم مالمكويست لـ«CNN الاقتصادية»، إن ما يحدث هو نتيجة تاريخ طويل من القضايا الصغيرة التي يمكن اعتبارها نوعاً من التفاقم كنتاج للقضايا التي حدثت على أعلى المستويات داخل المنظمة، مشيراً إلى أن الشركة تركّز على تحقيق أقصى عائد للربح للمستثمرين بدلاً من التركيز على الأمور الهندسية الأساسية، وهي المبادئ التي تأسست عليها الشركة منذ 100 عام.
وأشار إلى أن وجود الكثير من ضغوط الإنتاج، يتطلّب اتباع طرق مختصرة، وقد يتم «تفويت بعض الأشياء التقنية عند اتباع الطريق المختصر؛ لذا فهي مجرد نتيجة لضغط الإنتاج الذي تم إنشاؤه ذاتياً من خلال بعض القرارات التي اتخذتها الإدارة التنفيذية العليا في الشركة، ما انعكس على مستوى المنظمة بأكملها، لسوء الحظ».
كما يفسّر مالمكويست ما يحدث بسبب مشكلة أخرى حدثت أثناء جائحة كورونا وفترات التباطؤ، قائلاً إن الشركة سمحت للكثير من كبار المهندسين بالرحيل، واستبدلتهم بآخرين ليست لديهم الخبرات الكافية بأقل تكلفة.
أمّا بالنسبة لوقف العمليات لإجراء فحص السلامة، فيقول مالمكويست إنه الوقت المناسب للتوقف وإعادة تقييم ما يفعلونه من خلال مقابلة الموظفين، والسماح لهم بتقديم أفكار إدارية حول كيفية إصلاحها، وتحديد المشكلات في العمليات التي كانت تُجرى.
خسارة تفوق 33 مليار دولار
وعلى الصعيد المالي، تآكلت القيمة السوقية لشركة بوينغ الأميركية، إذ هبطت من 157.6 مليار دولار بداية العام الجاري إلى نحو 124 مليار دولار اليوم، جرّاء تراجع أسهمها المدرجة في بورصة نيويورك بنسبة 21.6 في المئة خلال شهر.
من جهة أخرى، وبعيداً عن مشكلات طائراتها، لا تزال بوينغ تعاني بشدة لاستعادة معدل إيراداتها إلى مستويات ما قبل الجائحة.
فمن الإيرادات القياسية في 2018 التي تجاوزت 101.13 مليار دولار، ثم 76.5 مليار دولار في 2019، هبطت الإيرادات أثناء الجائحة إلى 58.16 مليار دولار في 2020، ولم تتجاوز 75.7 مليار دولار في 2023.