قالت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية إن نتائج مراجعة خط إنتاج طائرات بوينغ 737 ماكس ومورديها، والتي استمرت لمدة ستة أسابيع، أظهرت مشكلات متعددة في الامتثال لمتطلبات جودة التصنيع ومعايير السلامة، ومنحت بوينغ 90 يوماً لتقديم خطة تفصل خطوات لتحسين مراقبة الجودة وإصلاح الأضرار الخطيرة التي وجدها تقرير إدارة الطيران في طائرات بوينغ.

كانت إدارة الطيران الفيدرالية قد أطلقت في يناير عملية مراجعة لخط إنتاج بوينغ، ووجدت مشكلات في محركات الطائرات وأنظمة إزالة الجليد ومآخذ هواء المحركات والبراغي التي تثبت الأبواب إلى هيكل الطائرة.

وقالت إدارة الطيران أيضاً إنها ستمنع بوينغ من توسيع إنتاجها من طائرات 737 ماكس حتى تتأكد من ضوابط الجودة.

يذكر أن التحقيق بدأ بعد انفصال أحد أبواب طائرة تابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز من طراز 737 ماكس خلال رحلة طيران، ما تسبب في فجوة كبيرة في جانب الطائرة بعد وقت قصير من الإقلاع بسبب عدم وجود أربعة براغ رئيسية تثبت الباب بهيكل الطائرة.

وقالت إدارة الطيران الفيدرالية في بيان صحفي، «لقد حددت إدارة الطيران الفيدرالية مشكلات في عدم الامتثال في التحكم في عملية التصنيع في بوينغ، ومناولة الأجزاء وتخزينها، ومراقبة المنتج»، لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل على الفور.

كشف تقرير منفصل تم إطلاقه قبل حادثة الباب، ولكن صدر في فبراير، عن وجود «ثغرات» في ثقافة السلامة في شركة بوينغ، بما في ذلك مخاوف بين الموظفين بشأن الإبلاغ عن قضايا تتعلق بسلامة الطائرات.

من جانبها قالت بوينغ إنها مستعدة للقيام بكل ما هو مطلوب لتحسين الجودة.

وجاء في بيان الشركة أن الشفافية سادت في كل هذه المناقشات، «لدينا صورة واضحة عما يجب القيام به وستعمل بوينغ على تطوير خطة عمل شاملة بمعايير قابلة للقياس توضح التغيير العميق الذي يطالب به المدير [مايكل] ويتاكر وإدارة الطيران الفيدرالية، إن فريقنا القيادي في بوينغ ملتزم تماماً بمواجهة هذا التحدي».

وعانت ماكس من سلسلة مشكلات على مدى السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك حادثان مميتان أسفرا عن مقتل 346 شخصاً في أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019، ما أدى إلى إيقاف تشغيل الطائرة لمدة 20 شهراً.

أهمية إزالة الجليد

وقد يبدو أن معدات إزالة الجليد داخل محركات الطائرات ليست على القدر نفسه من الأهمية في الصيف مقارنة بالشتاء لكن درجات الحرارة المنخفضة في الارتفاعات العالية التي تحلق فيها الطائرات التجارية وكمية رطوبة السحب التي ينبغي عليها الخوض فيها تجعل معدات إزالة الجليد ضرورية طيلة العام.

وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إن مشكلة ماكس التي اكتشفت حديثاً قد تتسبب في توقف محركات الطائرة عن العمل، ومن الممكن أن تؤدي أي مشكلة كهربائية إلى «فقدان الدفع على كلا المحركين بسبب الضرر الناجم عن التشغيل في ظروف الجليد».

وقالت جيسيكا كوال وهي متحدثة باسم بوينغ، إن المشكلة تم اكتشافها خلال تحليل هندسي أجرته الشركة قبل ثلاث سنوات، وتمثل «مصدر قلق طفيفاً لم يسبق له مثيل خلال عقود من الخدمة» في كل من الأجيال الحالية والسابقة من 737، وقالت الشركة إنها كشفت عن المشكلة لشركات الطيران وإدارة الطيران الفيدرالية في ذلك الوقت، وقدمت حلاً لها.

يأتي اكتشاف المشكلة في عام 2021 تزامناً مع طلب الشركة في ذلك العام إيقاف بعض طائرات ماكس عن التحليق بسبب مشكلة كهربائية مختلفة، وخضعت طائرة بوينغ ماكس، التي كانت في ذلك الوقت قد عادت للتو إلى الخدمة بعد ما يقرب من عامين من إيقاف تشغيلها بسبب الحادثين المميتين، لتحليل شامل لنظامها الكهربائي.

مشكلة أخرى مع دريملاينر

وبعد أقل من أسبوع على نشر الملحوظة الخاصة بالطائرة 737 ماكس، أبلغت إدارة الطيران الفيدرالية عن مشكلة منفصلة تتعلق بإزالة الجليد في الطائرة 787 دريملاينر متعلقة بأضرار ناتجة عن الحرارة في مآخذ الهواء القريبة من أنبوب إذابة الجليد قد تؤدي إلى سقوط وحدة مآخذ الهواء من الطائرة كلياً.

وقالت إن قفلاً معطوباً قد يتسبب في سخونة مدخل أحد المحركات ويجازف بإلحاق أضرار جسيمة بالطائرة.

وفي عام 2018، انفك غطاء خارجي لمحرك إحدى طائرات 737 ماكس على متن رحلة تابعة لشركة ساوث ويست إيرلاينز، ما تسبب في جذب الراكبة الجالسة بجوار تلك النافذة ناحية الفتحة وعلى الرغم من أن ركاباً آخرين تمكنوا من إعادتها إلى الداخل مرة أخرى فإنها فارقت الحياة جراء صدمة حادة أصابت الرأس والرقبة والجذع.

وقالت كوال إن بوينغ تعمل على إعادة تصميم الجزء الخاص بمحرك 787 دريملاينر للحيلولة دون وقوع المزيد من المشكلات وإنه قد تم اكتشاف المشكلة في أقل من عشرين من بين أكثر من 1000 طائرة دريملاينر في الخدمة.