في الوقت الذي خدم فيه التطور التكنولوجي صناعة السيارات الكهربائية، مع تأكيد المصنعين بشدة على الحاجة إلى استبدال محركات الاحتراق الداخلي، لا يزال عالم الملاحة البحرية يعاني من بطء وتيرة التطور في صناعة القوارب واليخوت الكهربائية.

وعلى غرار المرحلة المبكرة من صناعة السيارات الكهربائية، فإن عدم وجود بنية تحتية للشحن إلى جانب سرعات الإبحار المنخفضة نسبياً والمطلوبة للحفاظ على الطاقة أديا إلى تباطؤ معدل اعتماد القوارب الكهربائية.

ووفقاً للخبراء، تبلغ حصة السيارات الكهربائية في السوق 15%، لكن نسبة القوارب الكهربائية في السوق تتراوح بين 1 و2% فقط.

ولكن كريستوف بالين، المؤسس المشارك لشركة تايد التابعة لشركة (بي إم دبليو)، يرى أنه يوجد تفسير لهذه الفجوة بين السيارات والقوارب «فما حدث في الصناعة البحرية على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية هو أننا قمنا بإزالة الكربون وكهربة القطاعات التي تسهل إزالة الكربون منها فقط كالقوارب الصغيرة، والبطيئة، والتي تكون طاقتها منخفضة، أو القوارب القصيرة المدى».

ويقول أرتور بولوكزانسكي مدير العلاقات العامة في سانريف «مع اليخوت الشراعية يكون الأمر أسهل بكثير لأنك تستفيد من الدفع الطبيعي، وهو دفع الرياح، أما بالنسبة لليخوت الكهربائية، فالأمر أكثر تعقيداً.. لكنني أعتقد أننا نتحرك بالفعل في الاتجاه الصحيح».

وتمتلك سانريف الآن 30 يختاً كهربائياً في دفتر الطلبات، وهو ما يزيد على 50% من إجمالي الطلبيات، وتوسع نطاق نشاطها في الإمارات من خلال حوض بناء سفن جديد في رأس الخيمة لتصنيع اليخوت الهجينة.

وسيتولى حوض بناء السفن في رأس الخيمة الاهتمام بسجل طلبات آلتيمت ياكتس والذي يبلغ حالياً 22 وحدة، وفي غضون ثلاثة أشهر، ستصبح رأس الخيمة منطقة تصنيع يخوت هجينة.

أحدث تقنيات القوارب الكهربائية

بحسب بالين، فإن تكنولوجيا الرقائق المعدنية أحدثت طفرة كبيرة، فباستخدام الرقائق يمكن تقليل متطلبات طاقة القارب بنسبة تصل إلى 80%، «ويمكننا إزالة الكربون وكهربة الأجزاء التي لا يمكن كهربتها، وهذا ما نفعله في تايد، نحن نصنع تكنولوجيا الرقائق المعدنية ونستهدف فيها الطرف الفاخر من السوق».

وتسمح هذه التكنولوجيا للقارب أن يتحرك بخفة شديدة على سطح الماء لأنه، وفقاً لبالين، «لديك أجنحة أسفل القارب ترفعه ما بين 50 سم ومتر فوق سطح البحر».

وتطور (بي.إم.دبليو) هذه التكنولوجيا مع تايد بهدف المشاركة في مستقبل القوارب الكهربائية.

أما سانريف فتعمل، بحسب بولوكزانسكي على مجموعة من الحلول «تبدأ بالطلاء السفلي الذي نستخدمه، وتطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية الخاصة بنا.. لدينا شاحن بطاريات ومحركات كهربائية وأشرعة عالية الأداء ومولدات مائية».

اليخوت.. انبعاثات كبيرة لنشاط ترفيهي

يرى المسؤولون الذين تحدثت معهم «CNN الاقتصادية» أنه على الرغم من أن إجمالي الانبعاثات الناتجة عن صناعة اليخوت ربما يمثل جزءاً صغيراً من إجمالي الانبعاثات الناتجة عن صناعة الشحن، فإن انبعاثات هذا القطاع كبيرة بالمقارنة مع العدد المحدود من الأفراد الذين يمارسون نشاطاً ترفيهياً.

ولا توجد تقديرات يُعتد بها لكمية الكربون التي تنبعث من اليخوت الفاخرة البالغ عددها 6000 يخت في العالم، لكن إحدى الدراسات التي أجريت على البصمة الكربونية للمليارديرات وجدت أن اليخوت كانت أكبر مساهم، قبل الطائرات الخاصة.

وقال ريتشارد ويلك، من معهد الأنثروبولوجيا المفتوح، والذي شارك في كتابة الدراسة «حتى القصر الموجود على جزيرة خاصة له تأثير أقل من اليخوت لأنه ثابت في مكان واحد على الأقل».