كشف تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أن الهبوط المفاجئ لطائرة بوينغ 787 دريملاينر التابعة لشركة لاتام إيرلاينز في الأسبوع الماضي قد يكون ناجماً عن خطأ ارتُكِب في قمرة القيادة، وليس أي خلل في طائرة بوينغ.

وقال تقرير الصحيفة، إن مضيفة الطيران ربما ضغطت عن طريق الخطأ على مفتاح عند مقعد الطيار في أثناء تقديم وجبة، ما أدّى لدفع مقدمة الطائرة للأسفل، وتسبب في اختلال توازن الطائرة مؤقتاً.

أدّى الحادث لإصابة عشرات المسافرين، ولكن لحسن الحظ لم يصب أحد بجروح خطيرة في تلك الرحلة واستعاد الطيار السيطرة في النهاية وهبط بالطائرة بسلام.

وقالت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية إنها تنظر في إشعار بوينغ لشركات الطيران بشأن مفاتيح مقاعد قمرة القيادة، وتعقد الوكالة اجتماعاً لمجلس خبراء السلامة لتقديم تعليقات إلى بوينغ بشأن إشعارها لشركات الطيران التي تشغل طراز دريملاينر.

وبدأت شركة أميركان إيرلاينز بإخبار طياريها بأنها حددت خطراً محتملاً بشأن المفاتيح الموجودة في الجزء الخلفي من مقاعد الطيارين في طائرات دريملاينر، وقالت إنه يجب إطلاع جميع ركاب قمرة القيادة على أهمية عدم استخدام المفتاح الموجود في الجزء العلوي الخلفي من مقعد الطيار عندما يكون المقعد مشغولاً، وفقاً للإشعار الذي حصلت عليه شبكة CNN.

وسيكون خبراً جيداً لشركة بوينغ إذا تمت تبرئتها من أي خطأ في رحلة لاتام، خاصة وأنها تواجه تحقيقات متعددة من قبل كل من إدارة الطيران الفيدرالية والمجلس الوطني لسلامة النقل بشأن حادثة وقعت في نهاية الأسبوع الأول من هذا العام.

ففي الخامس من يناير كانون الثاني 2024، انفجر باب طائرة خطوط ألاسكا الجوية 737 ماكس بعد إقلاعها مباشرة، وكشف تحقيق فيدرالي أولي أن بوينغ ربما لم تضع البراغي في ما يسمى بسدادة الباب المصممة لمنع انفجار هذا الجزء من الطائرة، وأدى ذلك إلى وقف مؤقت لطائرات محددة من طراز 737 ماكس.

أعقبت ذلك جلسات استماع في الكونغرس، وتأخير الإنتاج والتسليم، وتحقيقات فيدرالية متعددة -بما في ذلك تحقيق جنائي- ما دفع سهم الشركة لخسارة ربع قيمته هذا العام، وخسارة أكثر من 40 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة.

معايير السلامة في بوينغ

قالت إدارة الطيران الفيدرالية إن مشكلات السلامة والجودة التي تواجهها بوينغ قد تمتد إلى معايير الشركة وكيفية إدارتها لسير عمل الإنتاج، إذ قال مدير إدارة الطيران الفيدرالية مايك ويتاكر لشبكة CNN إن الهيئة التنظيمية وجدت مشكلات تتعلق بالجوانب «المهمة حقاً» في خط التصنيع والتجميع الخاص بالشركة.

وذكر ويتاكر في مؤتمر صحفي «في بعض الأحيان يكون الأمر هو الترتيب الذي يتم به إنجاز العمل، قد يبدو الأمر عادياً، ولكن من المهم حقاً في المصنع أن تكون لديك طريقة لتتبع أدواتك بفاعلية، بحيث يكون لديك الأداة الصحيحة وتعرف أنك لم تتركها وراءك».

وقالت بوينغ إنها تعمل على حل العديد من المشكلات التي حددها ويتاكر، فيما أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية تعليمات إلى صانعة الطائرات بتقديم خطة لإصلاح مشكلات الإنتاج بحلول أواخر مايو أيار.

في غضون ذلك، يحقق محققون من سلطات الطيران النيوزيلندية والتشيلية في المعلومات الواردة من الصناديق السوداء لرحلة شركة الطيران التشيلية لاتام بالإضافة إلى تسجيل صوتي لما قيل داخل قمرة القيادة، بينما تأمل بوينغ في تأكيد براءة طائرتها من المسؤولية عن هذا الحادث.