أعلن الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، ديف كالهون، التنحي عن منصبه نهاية العام الجاري، إثر الحوادث المتكررة التي منيت بها الشركة، ولم يترشح رئيس شركة بوينغ، لاري كيلنر، لإعادة انتخابه مديراً لمجلس الإدارة.
وأعلنت الشركة عن انتخاب مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي السابق لشركة كوالكوم، ستيف مولينكوف، لخلافة كيلنر كمدير لمجلس الإدارة.
كان مولينكوف انضم إلى مجلس الإدارة في عام 2020، وهو حاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية.
وكشفت الشركة أيضاً عن تقاعد ستان ديل، الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ للطائرات التجارية، على أن تتولى ستيفاني بوب، الرئيسة التنفيذية للعمليات في شركة بوينغ منذ يناير كانون الثاني، منصبه على الفور.
كانت شركة بوينغ عانت منذ أكثر من خمس سنوات من المشكلات مع طائراتها، بما في ذلك حادثان مميتان لطائرة 737 ماكس في عامي 2018 و2019؛ ما أسفر عن مقتل 346 شخصاً.
ومؤخراً، انفجرت سدادة باب جانبي لطائرة خطوط ألاسكا الجوية 737 ماكس في يناير كانون الثاني، ما أدى إلى ترك فجوة كبيرة في جانب الطائرة، وأدت هذه المشكلات المتعلقة بالسلامة إلى أكثر من 31 مليار دولار من الخسائر التراكمية.
وعندما سُئل عما يود رؤيته في خليفته، قال كالهون لشبكة (سي إن بي سي) يوم الاثنين، «أريد شخصاً يعرف كيفية التعامل مع الأعمال طويلة الأمد، فالأمر لا يقتصر على إنتاج الطائرة، إنه تطوير الطائرة المقبلة، وهو استثمار بقيمة 50 مليار دولار، لذلك أود أن يكون شخصاً يتمتع بالخبرة الواضحة داخل صناعتنا».
من جهته، قال كالهون في بيان رسمي، «لقد كان قراري التنحي عن منصبي كرئيس تنفيذي في نهاية هذا العام متوقعاً من قبل مجلس الإدارة وسيؤدي إلى العديد من التغييرات في الإدارة، لقد أبلغني لاري كيلنر، رئيس مجلس الإدارة منذ فترة طويلة بأنه لن يسعى لإعادة انتخابه في الاجتماع السنوي المقبل للمساهمين، اختار مجلس الإدارة ستيف مولينكوبف ليخلف لاري كرئيس، سيقود ستيف عملية اختيار خليفتي في منصب الرئيس التنفيذي، يعتقد لاري، بعد أكثر من أربع سنوات كرئيس و13 عاماً في مجلس الإدارة، أن اختيار الرئيس التنفيذي عملية يجب أن يقودها رئيس سيتعاون بشكل وثيق مع الرئيس التنفيذي الجديد».
بدوره، قال كيلنر في بيان رسمي، «بعد أكثر من عقد من الزمان في مجلس الإدارة وعدة سنوات كرئيس له، كنت أفكر في التوقيت المناسب لانتقال القيادة داخل مجلس الإدارة، لقد كان هذا الموضوع قيد المناقشة مع ديف ومجلس الإدارة، بما يتماشى مع الجدول الزمني لمعرفة من سيخلف ديف».
وأضاف «يعتبر ستيف مناسباً بشكل مثالي لتولي دور رئيس مجلس الإدارة، ومن الضروري أن يقود هذا الاختيار رئيس جديد سيتعاون بشكل وثيق مع الرئيس التنفيذي الجديد، ومع وجود مجلس إدارة قوي، وفريق إداري متميز، و170 ألف موظف متخصص في شركة بوينغ، لدي ثقة كاملة في مستقبل شركتنا».
وأعرب مولينكوف عن فخره الشديد وتواضعه لتحمل هذه المسؤولية الجديدة، قائلاً «لدي ثقة كاملة بهذه الشركة وقيادتها، ونحن ملتزمون معاً باتخاذ إجراءات حاسمة لتعزيز السلامة والجودة وتلبية احتياجات عملائنا، كما أود أن أعرب عن امتناني لكل من لاري وديف لتوجيهاتهما المتميزة لشركة بوينغ خلال فترة مليئة بالتحديات والمحورية لشركة بوينغ وقطاع الطيران».
أصبح كالهون، البالغ من العمر 66 عاماً، وهو عضو مجلس إدارة منذ فترة طويلة في شركة بوينغ، رئيساً للشركة في أواخر عام 2019، عندما جرد مجلس الإدارة سلفه دينيس مويلنبورغ من هذا اللقب.
تولى كالهون مسؤولية بوينغ عندما كانت شركة صناعة الطائرات تتطلع إلى التعافي من الأزمات المتتالية، بسبب حادثتي تحطم طائرة ماكس في عامي 2018 و2019 والتي أودت بحياة 346 شخصاً، ثم الجائحة التي أثقلت الشركة بديون بقيمة 38 مليار دولار، وفقاً لما أوردته رويترز.
في عام 2021، أوقفت تسليم طائرات 737 ماكس بعدما أدت مشكلات كهربائية إلى إعادة تحليق جزء من الأسطول، في حين أدى نقص موصل الأسلاك إلى تباطؤ الإنتاج في عام 2022.
في العام الماضي، أجبرتها مشكلة في الجودة لدى شركة سبيريت آيروسيستمز الموردة على وقف تسليم بعض طائرات 737 ماكس.
وفي العام الجاري، أوقفت الهيئات التنظيمية الأميركية مؤقتاً 171 طائرة من طراز ماكس 9 إس لإجراء فحوصات السلامة بعد انفجار لوحة المقصورة على متن طائرة خطوط ألاسكا الجوية.
كما حددت إدارة الطيران الفيدرالية في فبراير شباط، إنتاج بوينغ 737 بنحو 38 طائرة شهرياً وأعطتها 90 يوماً لوضع خطة شاملة لمعالجة الجودة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وجدت عملية تدقيق أجرتها الهيئة التنظيمية حالات متعددة لفشل بوينغ وسبريت أيروسيستمز في الامتثال لمتطلبات مراقبة الجودة.
(كريس إيزيدور – CNN)