قال عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة في سلطنة عمان خلال مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، إن المشكلات الجيوسياسية تؤثر بالتأكيد على قطاع السياحة في المنطقة، لكن تأثر القطاع في السلطنة بالأمر ما زال محدوداً.

ولمواجهة تداعيات المشكلات الإقليمية، تعمل الوزارة على تنويع سوقها السياحية من خلال استقطاب سُيَّاح من مناطق جديدة «وبهذا نكون قلصنا نسبة المخاطر لدينا» حسب ما قال البوسعيدي خلال المقابلة التي أجريت على هامش معرض سوق السفر العربي.

وفي عام 2023 وصل عدد السائحين في عمان إلى 4 ملايين سائح بزيادة قدرها 37 في المئة مقارنة بعام 2022، ويتوقع البوسعيدي ارتفاع هذه الأرقام عام 2024.

أمّا حجم الاستثمارات السياحية المستهدف من الآن حتى عام 2025 فهو 3 مليارات ريال عماني، وتم إنفاق 2.4 مليار ريال عماني من هذا المبلغ في مشاريع قيد التنفيذ، وتشمل هذه الاستثمارات مجمعات سياحية متكاملة، وفنادق، وتجارب سياحية وترفيهية.

وبلغت نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي في سلطنة عمان العام الماضي 2.4 في المئة، وتهدف الوزارة إلى الوصول بهذه النسبة إلى ما يتراوح بين 6 و8 في المئة قبل عام 2040.

ولزيادة هذه النسبة تعقد وزارة السياحة العديد من الشراكات مع دول عربية مجاورة مثل الإمارات والسعودية بهدف تعزيز القدرة التنافسية في القطاع وجذب أعداد أكبر من السائحين.

وبسؤاله عن اهتمامات وزارة السياحة لهذا العام، أوضح البوسعيدي أن هناك خططاً طموحة لتوسيع الفرص الاقتصادية في محافظة ظفار بجنوب السلطنة هذا الموسم وفي المواسم القادمة.

خطط تنمية القطاع السياحي في ظفار

وعن أبرز فعاليات موسم خريف ظفار لعام 2024، قال أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار خلال لقاء مع «CNN الاقتصادية»، إن أنشطة وفعاليات هذا العام ستبدأ مبكراً بالتزامن مع دخول موسم الخريف بتاريخ 21 يونيو حزيران، وتستمر إلى نهاية موسم الخريف فلكياً (أي 20 سبتمبر أيلول القادم ولمدة ثلاثة أشهر)، وهي ضعف المدة التي كانت تخصص لفعاليات موسم الخريف سابقاً.

وأضاف أنه من المتوقع أن يسهم ذلك في استقطاب عدد أكبر من السياح خلال فترة زمنية أطول بما من شأنه زيادة قدرة المحافظة على استيعاب أعداد أكبر من السياح، وكذلك المساهمة في انسيابية الحركة المرورية، وسوف تتوزّع الفعاليات في عدة مواقع قائمة وأخرى جديدة.

وصرّح الغساني بأن فعاليات سياحية يطلق عليها اسم «عودة الماضي» ستقام لأول مرة في منطقة السعادة في ظفار بعد تحديث أنشطتها لتشمل محاكاة البيئات المحلية في المحافظة مع إضافة بيئات جديدة من بعض محافظات سلطنة عُمان، إذ تتضمن الفنون التقليدية والأسواق التراثية ومنتجات متنوعة للحرفيين والحرفيات بالإضافة إلى عروض وفنون حية تجسّد الثقافة العُمانية.

قال الغساني إن «مساهمة القطاع في الناتج المحلي بالمنطقة حالياً هي 2.5 في المئة، وشهدت المنطقة زيادة بنسبة 18.4 في المئة في عدد السياح بين خريف 2023 وخريف 2022، إذ بلغ عددهم خلال موسم الخريف فقط 962 ألف زائر مقارنة بـ813 ألف زائر عام 2022، ومن المتوقع أن يتجاوز زوار الموسم لهذا العام حاجز المليون زائر».

ورافقت هذه الزيادة زيادة في إنفاق السائحين إذ ارتفع المبلغ من 86 مليون ريال عماني في خريف 2022 إلى 103 ملايين ريال عماني الخريف الماضي.

وذكر الغساني أن الاستثمارات في قطاع السياحة تدر منافع اقتصادية مهمة للمنطقة، فمقابل كل ريال صُرِف على التنمية تضاعفت عائدات الإنفاق بما يتراوح بين 20 و30 ضعفاً.

واختتم حديثه قائلاً «العديد من السياح هم مقيمون في دول الخليج ويأتون من البر في العطل والمناسبات، وهذا يدل على أن تسهيلات الدخول عبر الحدود تدر منافع اقتصادية وسياحية».