بسبب حظر السفر الذي فرضته الولايات المتحدة على جامايكا في يناير، تعمل جامايكا من خلال وزارة السياحة على تنويع جنسيات السياح الذين تنوي استقطابهم.

وخلال مقابلة مع CNN الاقتصادية، قال وزير السياحة إدموند بارتليت «نتطلع إلى تعزيز علاقاتنا مع شركائنا الرئيسيين، وهم الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأوروبا، ونسعى جاهدين لجذب سياح جدد من الشرق الأوسط وإفريقيا، وبشكل خاص من الهند والصين، بالإضافة إلى تركيزنا الشديد على أميركا اللاتينية وأميركا الجنوبية».

ومن أجل الوصول إلى هدفهم في جذب السياح من الشرق الأوسط، أوضح الوزير أن وزارته ناقشت مع شركة طيران الإمارات إمكانية عقد شراكات، وهم كذلك مهتمون بشدة بالسوق السعودية.

وقال بارتليت، «نحن متحمسون لتعزيز حضور جامايكا بشكل أكبر في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ونتطلع إلى جلب علامات تجارية جديدة إلى جامايكا والاستفادة من رأس المال لتطوير أصول السياحة لدينا».

كانت وزارة الخارجية الأميركية قد أصدرت تحذيراً بشأن السفر إلى جامايكا في يناير بسبب ارتفاع معدل الجرائم وضعف الخدمات الطبية، وصنفت البلاد ضمن المستوى الثالث من الخطورة، وهو المستوى الذي يشجع الناس على «إعادة النظر في السفر»، أي مستوى واحد فقط قبل التحذير الأكثر خطورة.

رداً على ذلك، أكد مجلس السياحة الجامايكي أنه على الرغم من وجود مناطق في جامايكا تشهد معدلات جريمة عالية، فإن السياح نادراً ما يتعرضون لها بشكل مباشر، وأشار إلى أن معدل الجريمة ضد زوار جامايكا منخفض جداً، حيث يبلغ 0.01 في المئة.

في شهر يناير من عام 2024، سجلت الشرطة الجامايكية 83 جريمة قتل، وهو رقم أقل من 109 جرائم قتل تم الإبلاغ عنها في الفترة نفسها من عام 2023.

الاعتماد على قطاع السياحة

يُعتبر قطاع السياحة بالغ الأهمية للبلاد، إذ يسهم بشكل مباشر بنسبة 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وبشكل غير مباشر نحو 34 في المئة منه، وقد شهد إجمالي الأرباح للفترة 2023-2024 زيادة بنسبة 9.6 في المئة مقارنة بالعام المالي السابق.

من العوامل الرئيسية التي تسهم في هذه المنافع الاقتصادية هي السياحة البحرية، حيث تأتي 23 مليون سفينة من إجمالي 28 مليون سفينة حول العالم إلى منطقة البحر الكاريبي، وبحسب بارتليت «تمكنا من التعافي بشكل أسرع من معظم الوجهات بعد الجائحة، وفي العام الماضي استقبلت جامايكا 1.3 مليون سفينة، وهو ما يقل قليلاً عن 200 ألف سفينة أقل من أفضل وقت لدينا على الإطلاق، ونتوقع هذا العام أن تعود الأرقام إلى ما كانت عليه في عام 2019».

العام الماضي حقق قطاع السياحة 4.38 مليار دولار، ولكن تم صرف الغالبية العظمى من هذا المبلغ خارج الدولة بسبب تكاليف التسويق والإعلان والترويج، وأوضح الوزير «التدفق الخارجي يشكل نحو 60 في المئة من الإجمالي بينما يتم استخدام الـ40 في المئة الأخرى الآن للرواتب وتكاليف الطاقة والمواد الغذائية والإمدادات التي نحصل عليها للزائر عند قدومه».

على الرغم من أن البلد لا يستفيد من الجزء الأكبر من الإيرادات، فإن الشعب وجد طريقة للاستفادة من هذا القطاع، ففي 2023 كان 30 في المئة من جميع الزوار الذين جاؤوا لقضاء الإجازة في جامايكا يبحثون عن مكان للإقامة من خلال موقع Airbnb.

وعلق بارتليت «لذلك يعد هذا القطاع الفرعي متنامياً ومفيداً لأنه يضفي طابعاً ديمقراطياً على قطاع الإقامة الفرعي بأكمله ويمكّن المواطن الجامايكي العادي في أي جزء من البلاد من الاستفادة مادياً».

إذاً تواجه جامايكا تحديات جمة ناتجة عن تغييرات في سياسات السفر الدولية ومخاطر أمنية محتملة، ولكنها تظل مصممة على تحويل هذه التحديات إلى فرص من خلال استراتيجيات مبتكرة لتنويع مصادر السياحة وتعزيز الاستثمارات، ومع الجهود المستمرة لتحسين البنية التحتية والخدمات، إلى جانب تقديم تجارب سياحية فريدة، تهدف جامايكا إلى تعزيز نموها الاقتصادي وضمان استمرارها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية.