بعد إعلان دناتا، الشركة العالمية الرائدة في مجال خدمات الطيران والسفر، عن أرباحها في السنة المالية 2023-2024 بنمو قياسي بلغ 330 في المئة، تطرّق الرئيس التنفيذي لدناتا، ستيف آلن، إلى أسباب هذه القفزة النوعية خلال حديث مع «CNN الاقتصادية»، وأوضح أن هذا النجاح يعود بشكل مباشر إلى الاستثمارات المكثفة التي قامت بها دناتا في شتى المجالات.
وقال آلن «العام الماضي كان عام الاستثمار، قضينا الكثير من الوقت في مواجهة الضغوط التضخمية، لذلك كان علينا إعادة التفاوض بشأن العقود مع عملائنا للتأكد من قدرتنا على تغطية جزء من هذه التكاليف على الأقل، وهو ما فعلناه».
وأشار إلى أن دناتا أعادت التفاوض بشأن أكثر من 700 عقد مختلف، ما مكنها من العمل بفعالية وجلب النتائج الرائعة، جنباً إلى جنب مع النمو الإجمالي لقطاع الطيران الذي أدى إلى زيادة حجم العمل.
وأضاف أن الشركة قامت بتجنيد أعداد كبيرة من الأشخاص وإعادة تدريبهم، بالإضافة إلى العمل على توفير المعدات للعودة إلى مطارات العالم وتلبية التوسع في أعمال الطيران في جميع أنحاء العالم، ما أسهم في الفوز بالكثير من العقود.
كما أوضح أن أداء الأسواق العالمية، خاصة الأميركتين وأوروبا، أسهم في زيادة أرباح دناتا، مشيراً إلى أن أستراليا لعبت دوراً كبيراً في هذا النجاح، وقال: «لدينا عملية كبيرة جداً في أستراليا التي لم تساعدنا في تجاوز المنعطف فحسب، بل استفدنا حقاً من الأداء الممتاز لفريقنا هناك، ما منحنا ربع حصة السوق في تلك المنطقة».
عام 2024.. عام البحث عن فرص توسّع إضافية
وبالنسبة لتطلعات دناتا لهذا العام، قال آلن إن الشركة شكلت فريقاً متخصصاً للبحث في فرص التوسع، خاصة في المناطق التي تعاني من شح في هذه الصناعة، وأضاف «انظر إلى أميركا الجنوبية، انظر إلى الشرق الأقصى، انظر إلى الشرق الأوسط وشرق إفريقيا، هناك فرص في هذه المناطق للشركات المهنية العالمية للتعامل مع الأرض نيابة عن شركات الطيران، وهذا ما نتطلع إلى القيام به».
وفي منطقة الشرق الأوسط، يرى آلن أن السعودية سوق واعدة يجب النظر فيها، بالإضافة إلى المغرب ومصر اللتين تشهدان نمواً متزايداً في قطاع الطيران، وأكد أن التركيز سيكون في دبي، خاصة مع إعلان تشييد المبنى الجديد في مطار آل مكتوم الدولي، الذي سيوفر فرصة نمو كبيرة وفرص عمل ضخمة، حيث ستنقسم عمليات دناتا بين المطار الحالي والجديد.
أما بالنسبة للتحديات التي قد يواجهها قطاع الطيران هذا العام، بما فيها التحديات الجيوسياسية، فيعتبر آلن أن المشكلات الجيوسياسية والكوارث الطبيعية لا تؤثر على شركات الطيران بشكل كبير، إذ إن الشركات تتمتع بالمرونة الكافية للصمود في وجه تلك العواصف، على عكس جائحة كورونا التي كانت وضعاً فريداً اختبر مرونة الشركات في جميع أنحاء العالم.
وبالنسبة لانعكاسات الأوضاع الجوية المتقلبة التي مرت بها دبي على دناتا، قال آلن إن التأثيرات كانت بشكل رئيسي على قدرة الناس على الذهاب إلى العمل دون أي تأثير على المعدات والمستودعات، وبالتالي لم تفقد دناتا أي أصول.