في وقت يشهد العالم اضطرابات كبيرة في قطاع السفر بسبب مشاكل سلاسل الإمداد، والصراعات في أوروبا والشرق الأوسط، والتحقيقات في شركات الطيران مثل بوينغ، تظل شركة ويز إير قادرة على تحقيق نجاحات ملحوظة، فرغم التحديات العديدة التي تواجهها الصناعة، استطاعت ويز إير الحفاظ على طلب قوي ومستدام على رحلاتها، ويتضح هذا من خلال توسع عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و نتائجها المالية بحسب ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة ويز إير، جوزيف فارادي لـ«CNN الاقتصادية».
التحول المالي والأداء القوي
عادت شركة ويز إير إلى الربحية في عام 2023 لأول مرة في ثلاث سنوات، حيث حققت زيادة قوية بنسبة 21.4 في المئة في عدد الركاب ليصل إلى 62 مليون راكب، فبلغت أرباح الشركة للسنة المالية المنتهية في 31 مارس آذار نحو 365.9 مليون يورو، بعد أن كانت خسائرها 535.1 مليون يورو في العام السابق، وارتفعت الإيرادات بنسبة 30.2 في المئة لتصل إلى 5.07 مليار يورو، مقارنة بـ3.90 مليار يورو في العام السابق.
في المقابلة أكد فارادي، أن «النمو يساعد في تحسين أداء التكلفة في الأعمال، وقمنا بتحسين تكلفة الوحدة بشكل كبير، نحن في مجال السلع، وأقل تكلفة تفوز، عززنا أداءنا التشغيلي والآن نحن نؤدي كواحدة من أفضل شركات الطيران في أوروبا والمنطقة الأوسع»، كما أشار إلى أن الشركة ستستفيد من نضج أعمالها، حيث تم استثمار الكثير في السعة الجديدة على مدار السنوات الثلاث الماضية، وهي الآن في مرحلة الاستفادة من تلك الاستثمارات.
التوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
حققت شركة ويز إير تقدماً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في السعودية والإمارات، وأشار فارادي إلى أن ويز إير أصبحت شركة طيران راسخة في أبوظبي، حيث نمت أعداد الركاب بنسبة تزيد على 40 في المئة في العام الماضي، ومن المتوقع استمرار النمو في المستقبل القريب، كما أضاف أن الشركة قد عززت حركة المرور القادمة إلى السعودية وأنها متفائلة بشأن الفرص المستقبلية في المنطقة لا سيما أنها لا تزال سوقاً جديدة بالنسبة للشركة، لكنها تشهد طلباً قوياً ومتزايداً على خدماتها.
إدارة التحديات التشغيلية والاضطرابات
واجهت ويز إير تحديات تشغيلية عديدة، بما في ذلك عمليات تفتيش المحركات التي أوقفت جزءاً من أسطولها، وأوضح فارادي أن الشركة قادرة على معالجة هذه التغييرات بسرعة وفعالية بفضل مرونتها وتكيفها، وأضاف أن الشركة واجهت اضطرابات بسبب الصراع في الشرق الأوسط ومشاكل مراقبة الحركة الجوية، مؤكداً أن التنويع العالي في أعمالها يساعد في التعامل مع هذه المخاطر، وأوضح فارادي أن أفضل طريقة للتعامل مع أي نوع من المخاطر في الصناعة هي التنويع.
وأضاف أن الشركة أظهرت مرونتها في التعامل مع الأزمات، مثل الحرب في أوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط.
مبادرات الاستدامة والأداء البيئي
تلتزم ويز إير بتحقيق الاستدامة وتقليل الأثر البيئي، أشار فارادي إلى أن الشركة تطير بأحد أصغر أساطيل الطائرات في العالم وتتبنى إجراءات تشغيلية متقدمة لتقليل بصمتها الكربونية إلى الحد الأدنى، نتيجة لذلك تم الاعتراف بويز إير مرتين متتاليتين كأفضل شركة طيران في العالم من حيث الانبعاثات الكربونية، تعمل الشركة على تحسين أدائها كل عام من خلال تبني مبادرات جديدة مثل الوقود الحيوي للطيران والعمل مع الشركات المصنعة لتطوير تقنيات جديدة تقلل من انبعاثات الكربون.
وأشار فارادي إلى أن أداء الاستدامة لشركة ويز إير يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية: التكنولوجيا، وكفاءة الطائرات، وطريقة تشغيلها، وأضاف أن الشركة تطير بأحد أصغر أساطيل الطائرات في العالم ولديها أحد أكبر عدد المقاعد في أي أسطول طائرات ضيقة البدن في العالم، كما أضاف أن الشركة تتبنى إجراءات تشغيلية متقدمة جداً لضمان تقليل بصمتها الكربونية إلى الحد الأدنى.