في خطوة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مجال النقل العالمي، تستعد أبوظبي لاستضافة النسخة الأولى من معرض ومؤتمر البنية التحتية للنقل بالسكك الحديدية المعروف بـ«غلوبال ريل 2024».
تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تهدف الفاعلية إلى إعادة تعريف مستقبل النقل المستدام والذكي، ومن المتوقع أن يجمع الحدث بين أكثر من 150 من كبار القادة والمسؤولين العالميين، ليكون بمثابة نقطة انطلاق لعصر جديد من الابتكار في قطاع السكك الحديدية.
رؤية النقل المستدام
يأتي المؤتمر في إطار توجيهات القيادة في دولة الإمارات نحو تعزيز قطاع النقل المستدام، حيث يُعتبر الحدث خطوة مهمة في سبيل تعزيز مكانة الدولة قائداً عالمياً في هذا المجال.
ففي بيان أكد الشيخ ناصر القاسمي، الوكيل المساعد لقطاع تنظيم البنية التحتية والنقل بوزارة الطاقة والبنية التحتية، أن استضافة هذا الحدث تُعدّ شهادة على بروز الإمارات كقوة محورية في مجالات النقل والبنية التحتية، وأضاف «الدعم الذي نلقاه من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان يعكس التزام القيادة في دولة الإمارات بتطوير حلول مبتكرة للنقل وتحقيق تحول نحو الاستدامة».
أهداف غلوبال ريل
يُعدّ المؤتمر تجمعاً فريداً لأكثر من 150 من كبار الشخصيات من صُنّاع القرار والوزراء والقادة التنفيذيين من جميع أنحاء العالم، وذلك لاستعراض الفرص والتحديات التي تواجه قطاع السكك الحديدية.
ومن بين المتحدثين البارزين الذين سيشاركون في المؤتمر جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات، إضافة إلى ممثلين عن كبرى الشركات العالمية في مجال السكك الحديدية مثل «ألستوم»، «سيمنز موبيليتي»، و«هايبرلوب تي تي».
صرّح عمر السبيعي، المدير التنفيذي للشؤون التجارية والأداء في شركة الاتحاد للقطارات، لـCNN الاقتصادية، بأن المؤتمر سيسهم في «تحفيز التعاون بين الدول والجهات المختلفة لتحقيق نقل مستدام ومتطور»، وأوضح السبيعي أن النقل بالسكك الحديدية أصبح اليوم حلاً استراتيجياً لتحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز سلاسل التوريد العالمية، مشيراً إلى أن الإمارات تلعب دوراً قيادياً في هذا المجال.
بنية تحتية مستقبلية
سيتم خلال المؤتمر مناقشة عدد من المحاور الرئيسية التي تشمل مواضيع متعددة تتعلق بالبنية التحتية للنقل، وتمويل المشاريع، وتقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل، والتحول نحو النقل المستدام، كما سيتناول المؤتمر مواضيع حول أمن وسلامة النقل، وتخطيط المدن الذكية، ومفاهيم التنقل متعدد الوسائط، يُعدّ هذا المؤتمر فرصة ذهبية لاستعراض التطورات التقنية الحديثة في قطاع السكك الحديدية واستعراض كيفية تطبيقها لتطوير شبكة نقل عالمية أكثر كفاءة ومرونة.
أوضح السبيعي في حديثه أن «قطاع النقل بالسكك الحديدية يواجه العديد من التحديات تماماً مثل النقل البري والجوي، ولكن من خلال المؤتمر سنتمكن من تسليط الضوء على أحدث الابتكارات والحلول التي ستسهم في تجاوز هذه التحديات وتحقيق نقل مستدام»، ودعا الحضور إلى «الانضمام إلى المؤتمر لاكتشاف أحدث التقنيات والحلول التي تتيح تحقيق تحول نوعي في قطاع النقل».
إضافة إلى النقاشات الاستراتيجية، سيحتوي المؤتمر على جناح مخصص للتمويل، يهدف إلى جمع المستثمرين مع مطوري مشاريع البنية التحتية، ما يتيح فرصة استثنائية لتطوير شراكات استراتيجية وإيجاد حلول تمويلية تعزز قطاع النقل، كما سيكون هناك جناح آخر للابتكار، حيث سيتم عرض أحدث الحلول التقنية والابتكارات التي تهدف إلى تحسين كفاءة وسرعة النقل، مع ضمان أعلى معايير السلامة والبيئة.
مستقبل مستدام
يرى القائمون على المؤتمر أن النقل بالسكك الحديدية يُعدّ جزءاً أساسياً من الحلول العالمية لتحقيق الاستدامة في قطاع النقل، ومع تطور التكنولوجيات الجديدة واعتماد سياسات أكثر استدامة، يُمكن للنقل بالسكك الحديدية أن يلعب دوراً محورياً في تخفيف انبعاثات الكربون وتعزيز التوزيع اللوجستي.
واختتم السبيعي حديثه بالتأكيد على أن «الإمارات تُعدّ من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث تسعى دائماً إلى احتلال مراتب متقدمة في جميع المجالات، بما في ذلك النقل بالسكك الحديدية، ونأمل من خلال هذا المؤتمر أن نتمكن من تعزيز التعاون العالمي لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وأماناً في قطاع النقل».