تشهد مطارات دبي تطورات هائلة على صعيد تحسين تجربة المسافرين والتوسع نحو آفاق جديدة.. وفي مقابلة حصرية مع CNN الاقتصادية خلال القمة العالمية لمستقبل الضيافة 2024، تحدث بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي عن استراتيجيات النمو الحالية، والتحديات المستقبلية المتعلقة بالانتقال إلى مطار آل مكتوم الدولي، وكيفية دمج التكنولوجيا والاستدامة في عمليات المطارات لضمان استمرارية النجاح والابتكار.

التكنولوجيا كعامل رئيسي في تحسين تجربة المسافرين

في معرض حديثه عن كيفية إدارة مطارات دبي للنمو القياسي في عدد المسافرين، أوضح بول غريفيث أن التكنولوجيا كانت ولا تزال المحرك الرئيسي في تحسين العمليات.

ويتوقع المطار أن يسجل هذا العام رقماً قياسياً يبلغ 92.9 مليون مسافر، وذلك بفضل التطورات التكنولوجية التي أسهمت في تسريع الإجراءات وتخفيف التحديات التي يواجهها المسافرون في المطارات.

وأوضح غريفيث: «نحن محظوظون جداً هذا العام لتسجيل رقم قياسي في عدد المسافرين.. الرقم المتوقع هو 92.9 مليون، وقد شهدنا نصف سنة قوياً للغاية، العامل الأساسي هو التكنولوجيا الجديدة التي ساعدت بشكل كبير في تحسين تدفق المسافرين».

كما أشار إلى أن التكنولوجيا لن تكون فقط ركيزة أساسية للنمو الحالي، بل ستلعب دوراً جوهرياً في تصميم مطار آل مكتوم الدولي، «التكنولوجيا هي المفتاح الأساسي لضمان زيادة قدرتنا دون زيادة الأشياء التي لا يحبها الناس مثل المسافات الطويلة أو أوقات الانتظار.. هذا سيلعب دوراً كبيراً في التصميم المستقبلي لمطار آل مكتوم الدولي»، قال غريفيث.

الانتقال إلى مطار آل مكتوم.. تحديات وجداول زمنية

بينما يعمل مطار دبي على تحسين عملياته الحالية، فإن الانتقال إلى مطار آل مكتوم الدولي يظل هدفاً استراتيجياً رئيسياً.

وعلّق غريفيث بأن هذا الانتقال يجب أن يتم بسلاسة لضمان عدم تأثر العمليات خلال فترة الانتقال.

وقال: «علينا النظر في بنية مطارات دبي التحتية والتأكد من وجود انتقال سلس بين المشروعين.. في الوقت الحالي، نتوقع أن تصل قدرة مطار دبي إلى نحو 110 إلى 115 مليوناً، ثم الانتقال إلى مطار آل مكتوم الدولي بمجرد أن تكون البنية التحتية جاهزة».

وحدد غريفيث عام 2032 كهدف أولي للانتقال، لكنه أشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يعتمد على عدة عوامل.

ومع ذلك، أبدى غريفيث ثقة كبيرة في التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن.

الاستدامة.. استراتيجية شاملة لتقليل الانبعاثات

تعتبر الاستدامة موضوعاً بالغ الأهمية على جدول أعمال مطارات دبي، حيث أشار بول غريفيث إلى أن تقليل الانبعاثات يشكل جزءاً أساسياً من الخطط المستقبلية.

وأكد أن جميع رؤساء المؤسسات حول العالم يجب أن يكونوا حريصين على ضمان أن منظوماتهم تتعامل مع التحديات البيئية بشكل فعال.

وأوضح غريفيث أن مطارات دبي تسعى لتحقيق زيادة هائلة في توليد الطاقة الشمسية خلال السنوات القادمة، «نتوقع خلال السنوات القادمة زيادة بمقدار عشرة أضعاف في توليد الطاقة الشمسية.. نحن نقوم بتركيب الألواح الشمسية على كل سطح في المطار»، ذكر غريفيث، مضيفاً أن المطار يخطط للحد من البصمة البيئية من خلال استخدام المركبات الكهربائية والهيدروجينية، ووقود الديزل النظيف.

ويبدو أن الالتزام بالاستدامة لا يتوقف عند الأرض، بل يمتد إلى الجو، حيث تعمل مطارات دبي على تشجيع استخدام وقود الطيران المستدام.

وأكد غريفيث أن هذا الوقود هو المستقبل لصناعة الطيران، وأن المطار يعمل مع العديد من الموردين لضمان توافر الوقود المستدام بكميات كبيرة.

توسع مطار دبي.. ربط عالمي مباشر مع أسواق جديدة

مع تطور التكنولوجيا في صناعة الطيران، أصبحت الطائرات الحديثة قادرة على الطيران لمسافات أطول، ما يتيح لمطار دبي استهداف أسواق جديدة وربط المدينة مباشرة بمزيد من الوجهات.

ويقول غريفيث: «نعتقد في الوقت الحالي أن لدينا 250 مدينة متصلة بشكل مباشر بمطار دبي، نتوقع أن يزيد هذا العدد بشكل كبير خلال السنوات القادمة مع فتح الأسواق الثانوية التي ستربط دبي بشكل مباشر».

ويشير إلى أن هذا التوسع سيسهم في تعزيز موقع دبي كمركز عالمي رئيسي، ويوفر روابط مباشرة إلى العديد من الوجهات الجديدة.