في خطوة تعكس طموحات المملكة العربية السعودية لتقديم وجهة سياحية تجمع بين الفخامة والحفاظ على البيئة، يُعد منتجع “شيبارة” في البحر الأحمر مثالاً رائعاً على هذا المزج الفريد، المنتجع الذي يُعد جزءاً من مشروع البحر الأحمر، يقدم تجربة استثنائية حيث يلتقي التصميم المعماري الفاخر مع الالتزام الكامل بالاستدامة، ليؤكد أن السياحة الفاخرة يمكن أن تسير جنباً إلى جنب مع حماية الكوكب.
شيبارة: تحفة بيئية في قلب البحر الأحمر
ما يجعل “شيبارة” فريداً، ليس فقط بتصميمه العائم الذي ينسجم مع البيئة البحرية المحيطة، بل أيضاً بالتزامه المطلق بالاستدامة، ويعتمد المنتجع بنسبة 100% على الطاقة الشمسية، دون أي استخدام للطاقة التقليدية، كما أن المواد المستخدمة في البناء كافة صديقة للبيئة، مع مسارات مائية مصممة بعناية لتتيح للضيوف الوصول إلى غابات المانغروف دون الإضرار بها.
ولإشراك الزوار في الحفاظ على البيئة، يقدم المنتجع برامج بيئية تفاعلية، من بينها زراعة أشجار المانغروف لتعزيز التنوع البيولوجي، هذه المبادرات لا تجعل المنتجع وجهة سياحية فاخرة فقط، بل أيضاً مركزاً للوعي البيئي والمشاركة في حماية الطبيعة.
مشروع البحر الأحمر.. رؤية شاملة للاستدامة
منتجع “شيبارة” جزء من مشروع البحر الأحمر الضخم، الذي تُشرف عليه شركة البحر الأحمر للتطوير، أحد المشاريع العملاقة ضمن رؤية السعودية 2030، وفي مقابلة مع CNN الاقتصادية، أشار راشد آل هتيلة، رئيس الالتزام والتشغيل البيئي في شركة البحر الأحمر الدولية، إلى أن المشروع يعتمد بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة، حيث تنتج شبكة الطاقة الشمسية الخاصة بالشركة نحو 600 ألف كيلوواط سنوياً.
وأوضح آل هتيلة أن هذا الإنجاز يعادل إزالة 100 ألف سيارة من الطرقات، وتقليل نصف مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً، ما يجعل المشروع نموذجاً عالمياً للتنمية المستدامة، وأضاف أن وسائل النقل داخل المشروع كافة تعمل بالوقود البديل أو الكهرباء، في خطوة تعكس التزام الشركة بتقليل الانبعاثات والحفاظ على الطبيعة.
وقال آل هتيلة: “منتجع شيبارة يمثل مثالاً حياً على التصميم المستقبلي والهندسة المعمارية المستدامة، حيث تم دمج الحفاظ على البيئة في جميع مراحل المشروع، من الإنشاء إلى التشغيل“.
رسالة سعودية للعالم
من خلال مشاريعها الطموحة مثل مشروع البحر الأحمر، تقدم المملكة العربية السعودية للعالم رسالة قوية: يمكن للسياحة أن تكون صديقة للبيئة دون المساس بمعايير الفخامة.
في منتجع “شيبارة”، يعيش الزوار تجربة لا تُنسى وسط جمال الطبيعة وتفاصيل التصميم المستدام، إنه تجسيد لرؤية مستقبلية تُظهر أن التنمية المستدامة ليست مجرد فكرة، بل واقع يمكن تحقيقه، لتبقى السعودية رائدة في تحقيق التوازن بين الفخامة وحماية البيئة.