في أول مقابلة كاملة باللغة الإنجليزية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لاقى حديث الأمير السعودي مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية اهتماماً عالمياً واسعاً.

تحدث الأمير محمد عن التطور والنماء الاقتصادي الذي تشهده المملكة في السنوات الأخيرة، واصفاً الدولة السعودية، «نحن الدولة الأسرع نمواً في هذا الكوكب»، وأضاف، «لدينا مشاريع طموحة في جميع القطاعات؛ لذلك نحن الأسرع في كل صناعة على هذه الأرض».

أدار اللقاء كبير المذيعين السياسيين في شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، بريت باير، في جزيرة سندالة السعودية، إحدى مشروعات نيوم، واصفاً ولي العهد السعودي بأنه «زعيم ذو رؤية» في إشارة لتوجهه نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

تطرّق اللقاء لعدة موضوعات مهمة، منها العلاقات السعودية الأميركية، والطموح النووي لدولة إيران، والمفاوضات السعودية مع إسرائيل، وسياسة النفط السعودي.

السعودية تشهد تحوُّلاً جذرياً

وفي أول أسئلته لولي العهد السعودي تطرق حديث المذيع الأميركي إلى التحوُّل الجذري الذي شهدته السعودية في السنوات الأخيرة، وفي معرض إجابته عن هذا السؤال أوضح الأمير سلمان أن الدولة كان لديها بعض التحديات القليلة السابقة مع فرص كثيرة يجب استغلالها من أجل التقدم قائلاً «نحتاج إلى المُضي قُدُماً نحو سعودية أفضل» على حد تعبيره.

ومن ناحية أخرى تحدث ولي العهد عن الاتفاق الجديد حول إنشاء مشروع السكك الحديدية والموانئ ضمن مجموعة العشرين، الذي سيربط بين أوروبا ودول الخليج والهند، إذ يعد أحد أهم الأعمدة اللوجستية القادمة في هيكل الصناعة والتجارة للدولة السعودية والمنطقة.

وأشار ولي العهد إلى أن هذا الممر اللوجستي سيقلل من وقت نقل البضائع بين أوروبا والهند بمعدل بين ثلاثة وستة أيام، ما سينعكس على زيادة الكفاءة، وتوفير الموارد من وقت وأموال، هذا الاتفاق الجديد لا ينحصر فقط على الموانئ والممرات الحديدية، إنما سيوفر أيضاً شبكات الطاقة وكابلات البيانات الممتدة بين الدول المشتركة على طول هذا الطريق.

ومع تركيز السعودية على تقليل الاعتماد على النفط والتوجه نحو إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة، أكد الأمير سلمان أن هذا الاتفاق سيدعم إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وتصديرها لأوروبا والهند.

العلاقات السعودية الأميركية

أشار الأمير محمد في حديثه إلى أن هناك تعاوناً وثيقاً بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية حول العديد من القضايا العالمية، مثل اليمن، والقضية الفلسطينية.

كما نوَّه إلى أن المملكة تعد أكبر مشترٍ للسلاح من أميركا، وبفارق كبير عن باقي المشترين، مؤكداً أن هذه الروابط العسكرية والأمنية بين الدولتين تأتي في صالح الطرفين، إذ يقوي موقف المملكة في الشرق الأوسط ويعزز مكانة أميركا في المنطقة.

وحول التقارب الأخير بين المملكة والصين، قال الأمير إن الصين تلعب دوراً جوهرياً بالنسبة للعالم، وإن سقوطها يمثل سقوطاً للعالم أجمع بما في ذلك أميركا.

الطموح النووي الإيراني

ورداً على سؤال بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال الأمير السعودي إنه يرفض امتلاك أي دولة للسلاح النووي؛ لأن هذا يمثل تهديداً للعالم أجمع، وأنه في حالة امتلكت إيران سلاحاً نووياً ستضطر المملكة لامتلاك سلاح نووي هي الأخرى، لكنه لا يتمنى حدوث ذلك.

وأعرب عن سعادته بالتقارب التاريخي الأخير بين إيران والسعودية معرباً عن تفاؤله بانتهاء عقود من الصراع بين الدولتين.

السياسة النفطية وموقف المملكة تجاه روسيا

وتعليقاً على موقف الدولة السعودية تجاه الحرب الروسية الأوكرانية والاتهامات الموجهة للمملكة بشأن دعم روسيا، أكد ولي العهد السعودي أن مصلحة المملكة وضبط أسواق النفط العالمية هما ما يحرك السياسة النفطية للمملكة، وأن الأمر لا علاقة له بدعم طرف دون الأخر.

وقال إن المملكة تربطها علاقات تجارية قوية مع كلتا الدولتين، معرباً عن أمله في حل الصراع قريباً.

المفاوضات السعودية الإسرائيلية

وبالحديث عن العلاقات السعودية الإسرائيلية، أكد ولي العهد السعودي أن القضية الفلسطينية أولوية قُصوى لضمان استمرار العلاقات مع إسرائيل، وأن أكثر ما يشغله هو حصول الفلسطينيين على حياة أفضل وحل الصراع.

طموح السعودية في مجال الرياضة

وبالنسبة لولي العهد السعودي يمثل الاستثمار الرياضي بوابة للنهوض بالقطاع السياحي، مشيراً إلى أن مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي ارتفع من 3 في المئة إلى 7 في المئة، كما ارتفعت مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلى من 0.4 في المئة إلى 1.5 في المئة.

وأشار إلى أن الاستثمار الرياضي يخلق حراكاً اقتصادياً، ويساعد على توفير فرص عمل، فضلاً عن تنشيط قطاعَي الترفيه والسياحة.

وكشف اللقاء عن الجانب الإنساني لولي العهد السعودي، فأثناء اصطحابه لمذيع فوكس نيوز في جولة في جزيرة سندالة، تحدث الأمير محمد عن شغفه بألعاب الفيديو منذ الصغر، وأن هذه هي الهواية التي يمارسها عندما يريد الابتعاد قليلاً عن أعباء العمل.