يؤثر التغير المناخي بشكل مباشر على الأمن الغذائي إذ إن المناخ هو العنصر الرئيسي في إنتاج الغذاء، هذا ما قاله مجيد يحيى مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في دبي لبودكاست «CNN الاقتصادية»، منوهاً بالعلاقة المباشرة بين التغير المناخي والجوع.

وتُعد البلدان الأكثر فقراً هي الأشد تأثراً بالتغيرات المناخية، والتي لا تسهم -أو تسهم بشكل متواضع جداً- في انبعاثات الكربون، بحسب يحيى.

هذا إلى جانب ما تستتبعه التغيرات المناخية من كوراث طبيعية تؤدي إلى أضرار تجبر الناس على النزوح القسري أو الهجرة، ومما يفاقم الأمور سوءاً أن قلة الموارد المتوفرة في المناطق المستضيفة للنازحين قد تتسبب في اندلاع تناحر وصراعات أخرى قد تستمر لفترات طويلة من الزمن وتزيد من أعداد الجوعى، على حد قوله.

وذلك يجعل الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعة وتوفير الغذاء الأساسي مهمّتين شبه مستحيلتين نظراً لتعطل المواصلات وغياب الأمان.

وبينما لا يزال قرابة 850 مليون شخص يعانون من الجوع حول العالم تأتي التغيرات المناخية والصراعات السياسية والاقتصادية لتزيد الوضع تعقيداً، الأمر الذي يضع المنظمات الإنسانية أمام مأزق حقيقي وتحديات للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة والمتمثلة بالقضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة بحلول عام 2030.

وشدد يحيى على أن تحديات التمويل ما زالت من التحديات الأساسية، لا سيما أن البرنامج قد أعلن منتصف هذا العام بلوغ ذروة الفجوة التمويلية التي سجلت مستوى قياسياً وصل إلى 60 في المئة.

ودعا يحيى إلى ضرورة تكثيف التعاون مع القطاع الخاص منوهاً بأن مؤتمر الأطراف كوب 28 سيشكل فرصة لاستكشاف الحلول والتقنيات التي يوفرها القطاع الخاص لا سيما شركات تكنولوجيا المناخ الزراعية.