مع اقتراب فصل الشتاء، وعدم أمان الملاجئ، ونقص المياه النظيفة، تهدد الحرب في غزة سكانها بالموت جوعاً، خاصة مع دخول 10 في المئة فقط من المساعدات الإنسانية إلى غزة المتمثلة في الإمدادات الغذائية الضرورية، بحسب بيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي يوم الخميس.

وحذَّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أزمة جوع هائلة يتعرض لها سكان غزة، بينما قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إن إمدادات الغذاء والمياه معدومة عملياً في غزة ولا يصل إلا جزء صغير مما هو مطلوب عبر الحدود.

برنامج الأغذية العالمي يوزع الخبز في مدرسة الأونروا
برنامج الأغذية العالمي يوزع الخبز في مدرسة الأونروا (برنامج الغذاء العالمي)

وأضافت أن سكان غزة أصبحوا مهددين بالموت جوعاً مع اقتراب فصل الشتاء؛ بسبب الملاجئ غير الآمنة، ونقص المياه النظيفة.

أزمة غذائية مع عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة

كان برنامج الأغذية العالمي كشف عن إغلاق المخبز الأخير الذي يعمل بالشراكة معه؛ بسبب نقص الوقود، موضحاً أن إنتاج الخبز توقف بالكامل في غزة في كل المخابز البالغ عددها 130 مخبزاً.

واستطاع برنامج الأغذية العالمي تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل طارئ إلى أكثر من 700 ألف نازخ، ويعتزم زيادة نسبة المساعدات الغذائية حتى تجد طريقها إلى أكثر من مليون شخص في الأسابيع المقبلة.

الحرب في غزة
أهالي غزة يعدون الطعام بجوار المباني المدمرة (رويترز)

من جهته، قال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة شو دونيو، إن المنظمة ترى أن جميع السكان المدنيين في غزة يعانون في هذه المرحلة من انعدام الأمن الغذائي.

وأضاف أن منظمة الفاو تعبئ الإمدادات الزراعية لنقلها إلى غزة بمجرد إتاحة الوصول إليها.

بدورها، حذَّرت عليا زكي، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، من انهيار الأنظمة الغذائية ما يهدد كل سكان غزة بالكامل، فضلاً عن العديد من المخاطر التي تهددهم مثل انتشار الأمراض، خاصة في ظل عدم القدرة على الحصول على الطعام والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.

فلسطيني فر من منزله وسط الغارات الإسرائيلية، يعد الطعام بينما كان يحتمي في مركز تديره الأمم المتحدة
فلسطيني فر من منزله وسط الغارات الإسرائيلية، يعد الطعام بينما كان يحتمي في مركز تديره الأمم المتحدة (رويترز)

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، يوم الاثنين، إن غزة لديها إمدادات من القمح تكفي لمدة 12 يوماً، لكن المطحنة الوحيدة العاملة في القطاع لا يمكنها تحويل القمح إلى دقيق بسبب انقطاع الكهرباء، وأضاف أنه لم يعد هناك مخزون من الزيت النباتي والبقول والسكر والأرز.

ويصطف الناس في المتوسط لمدة تتراوح بين 4 و6 ساعات للحصول على نصف حصة الخبز العادية.

أزمة الغذاء قبل الحرب في غزة

تمتد أزمة الغذاء قبل قصف غزة الأخير، فقبل هذه المرحلة من الصراع، أثار انهيار جميع القطاعات الإنتاجية القلق، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.

وأشار البرنامج قبل الصراع، إلى تأثير الفقر وانعدام الأمن الغذائي في غزة على ما يقرب من 63 في المئة من السكان، بالتزامن مع الركود الاقتصادي، وتقييد التجارة والوصول إلى الموارد.

ووفقاً للدراسات الاستقصائية قبل الحرب في غزة، عانى نحو 50 في المئة من السكان من مستويات منخفضة من المعادن والفيتامينات الأساسية.

وفي أغسطس آب، قدّم برنامج الأغذية العالمي دعمه إلى نحو 204,259 شخصاً فقط من المحتاجين في غزة والضفة الغربية بسبب نقص التمويل، بما يمثل نحو 40 في المئة من المستفيدين المستهدفين.