وصلت الفيضانات إلى مدينة أورينبورغ الروسية يوم الخميس، بعد أن فاضت أنهار رئيسية عبر روسيا وكازاخستان مع ارتفاع منسوب المياه وذوبان الثلوج، في أسوأ فيضانات تشهدها هذه المناطق منذ ما يقرب من قرن بسبب تغير المناخ.

وأجبر الطوفان أكثر من 110 آلاف شخص على ترك منازلهم في جبال الأورال الروسية وسيبيريا وكازاخستان، بعدما فاضت السدود بمياه الأنهار الكبرى مثل نهر الأورال، الذي يتدفق عبر كازاخستان إلى بحر قزوين.

وقال سكان مدينة أورينبورغ إن مياه نهر الأورال ارتفعت بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ، ما أجبرهم على الفرار مع أطفالهم وحيواناتهم الأليفة وبعض ممتلكاتهم فقط.

وارتفع منسوب مياه نهر الأورال بسرعة إلى 10.82 متر، وهو أعلى بكثير من المستوى الذي تعتبره السلطات المحلية آمناً، وكان قد حذر المسؤولون من أن ذروة الفيضانات قد تصل إلى أورينبورغ يوم الخميس.

كما ارتفعت مستويات المياه في تومسك في سيبيريا، والتي تقع على نهر توم، أحد روافد نهر أوب، وفي كورغان، التي تمتد على نهر توبول، ما أدى لإجلاء أكثر من ستة آلاف شخص من منطقة كورغان.

ومن المتوقع أن يصل فيضان نهري توبول وإيشيم في منطقة تيومين الروسية إلى ذروته في الفترة من 23 إلى 25 أبريل نيسان، عقب ذروة فيضان نهري توبول وإيشيم، والاثنان من روافد نهر إرتيش الذي يشكل مع نهر أوب، سابع أكبر نهر في العالم.

وقال بيان للكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد اجتماعاً مع وزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف وحكام أورينبورغ وكورغان وتيومين، وهي المناطق الأكثر تضرراً، مؤكداً أن بوتين يخصص جزءاً كبيراً من يومه للفيضانات.

ذوبان الثلوج إنذار خطر

تعتبر فيضانات الربيع أمراً معتاداً عليه في جميع أنحاء روسيا – التي تعادل مساحتها الولايات المتحدة وأستراليا مجتمعتين- إذ تذوب ثلوج الشتاء الكثيفة، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في الأنهار القوية في روسيا وآسيا الوسطى.

لكن هذا العام، تسببت مجموعة من العوامل في حدوث فيضانات شديدة بشكل غير عادي، وفقاً لعمال الطوارئ الذين قالوا إن التربة كانت مشبعة بالمياه قبل الشتاء ثم تجمدت تحت تساقط الثلوج العميقة التي ذابت بسرعة كبيرة مع ارتفاع درجات الحرارة في الربيع والأمطار الغزيرة.

وحذَّر الباحثون في مجال المناخ منذ فترة طويلة من أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يزيد من حدوث الظواهر الجوية المتطرفة، وأن روسيا ذات الغابات الكثيفة تشكل أهمية كبرى في معادلة المناخ العالمي.

وقالت وزارة الطوارئ بروسيا يوم الخميس إن عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بلغ أكثر من 98 ألفاً، وإن حالة الطوارئ لا تزال سارية في ثماني مناطق في البلاد.

وأضافت الوزارة الروسية أن عمال الطوارئ أزالوا 8.8 مليون متر مكعب (310 ملايين قدم مكعبة) من المياه من المناطق التي غمرتها الفيضانات، كما أعلنت الحكومة الكازاخستانية أن الحركة مقيدة على مئات الكيلومترات من الطرق في مناطق أكتوبي وأكمولا وأتيراو وكوستاناي ومانجيستاو وشمال كازاخستان.

(رويترز).