بدأت الأسهم الأميركية عام 2023 بداية قوية بعد أداء سيئ العام الماضي، إذ صعد المؤشر (داو جونز الصناعي) نحو 2.3 في المئة منذ نهاية ديسمبر كانون الأول 2022 وحتى إغلاق الثالث من فبراير شباط 2023، في حين ارتفع المؤشر (ستاندرد آند بورز 500) بنحو 7.7 في المئة، وزاد (ناسداك المجمع) بنسبة 14.9 في المئة، مسجلاً أفضل أداء منذ يوليو تموز.

جاء ذلك بعد أن شهدت السوق تراجعاً حاداً على مدار 2022، مدفوعاً بمخاوف الركود الاقتصادي مع اتجاه مجلس الاحتياطي الفدرالي لتشديد سياسته النقدية من أجل مكافحة التضخم المتسارع، والذي بلغ أعلى مستوياته في عقود.

فما السبب وراء هذا الانتعاش؟

صعدت الأسهم الأميركية منذ بداية العام الجاري مدفوعة بالآمال في انحسار الضغوط التضخمية، ما سيدفع “الاحتياطي الفدرالي” لكبح وتيرة رفع أسعار الفائدة، وهو ما ظهرت بوادره عندما أعلن البنك المركزي عن زيادة قدرها 25 نقطة أساس فقط في أول اجتماعات 2023.

وقال مايكل شيلدون، كبير مسؤولي الاستثمار لدى (آر دي إم فاينانشال جروب) متحدثاً لشبكة (CNN): «في بداية كل عام عادةً ما ترى انتعاشاً متوسطاً، إذ يبدأ شراء الأسهم التي انخفضت كثيراً في نهاية العام السابق.. والانتعاش القوي هذا العام وارتفاع الأسهم الخاسرة كانا مثالاً واضحاً على ذلك».

وسجل بعض الأسهم الأسوأ أداءً في 2022 مكاسب كبيرة منذ بداية 2023، إذ ارتفعت أسهم سلسلة دور السينما (إيه إم سي) بنسبة 65 في المئة، كما صعد سهم (بيد باث آند بيوند) نحو 30 في المئة، وسهم (جيم ستوب) نحو 25 في المئة.

تلك الشركات كانت أسهمها من أكبر الخاسرين في 2022، وهي أبعد ما تكون عن الأداء القوي، فنتائج (جيم ستوب) تكشف عن خسارة صافية 95 مليون دولار في الربع الثالث من 2022، بينما تكبدت (إيه إم سي) خسارة بنحو 227 مليون دولار، وثمة شائعات عن إشهار إفلاس قريب من (بيد باث آند بيوند) وإغلاق المزيد من الفروع.

ومع انتعاش عملة البتكوين إلى أقل قليلاً من 24 ألف دولار، مقارنة مع أدنى مستوى لها في 52 أسبوعاً عند نحو 15 ألفاً و600 دولار، ارتفعت أسهم شركة العملات المشفرة (كوين بيز) بنسبة مذهلة بلغت 140 في المئة منذ نهاية 2022.

ماذا بعد؟

ستراقب الأسواق خلال الفترة المقبلة البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة ومدى تأثيرها على قرارات “الاحتياطي الفدرالي” لاحقاً، إذ من المقرر أن يجتمع مجلس البنك مرة أخرى في مارس آذار.

وخلال الأسبوع الجاري، تصدر بيانات كل من الميزان التجاري والائتمان الاستهلاكي وثقة المستهلك في الولايات المتحدة، وقرار الفائدة في أستراليا، مع ترقب صدور بيانات التجارة الصينية، والناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا.

كما ينتظر المستثمرون المزيد من النتائج المالية لعدد من الشركات الاستهلاكية، بعدما قادت البنوك الكبرى وشركات النفط والتكنولوجيا الرئيسية تقارير الأرباح منذ بداية العام.

وتصدر هذا الأسبوع نتائج كل من (يام! براندز)، و(بيبسي)، و(كيلوج)، و(يونليفر).

وعلى صعيد شركات الطاقة، تعلن (بي بي) و(ديوك إنرجي) تقارير أرباحها، كما تصدر شركات أخرى -من بينها (نيسان) و(تومسون رويترز)- نتائج أعمالها أيضاً.