على مدار عامَين حققت شركات النفط والغاز نمواً هائلاً، إلّا أن موسم الأرباح الحالي يبدو في طريقه إلى الذبول، إذ يقول محللو وول ستريت إن الأرباح تجاوزت ذروتها بالفعل، غير أن الهبوط سيكون بطيئاً، لتستمر الشركات في تحقيق أرباح كبيرة لفترة غير قصيرة.

أرباح شركات النفط حالياً

احتلت الطاقة قائمة الموضوعات الرئيسية في 2022، إذ استحوذ الارتفاع الحاد في أسعار النفط والغاز على اهتمام الناس، كما أنه يعد أحد أهم العوامل المساهمة في ارتفاع معدلات التضخم. وعلى الرغم من التأثير السلبي لارتفاع الأسعار على السائقين، فقد كان خبراً ساراً بالنسبة لصناعة الطاقة؛ إذ إن أسعار النفط ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأسهم شركات القطاع.

وعلى الرغم من سقوط الأسواق تحت وطأة الغموض الاقتصادي والفوضى الجيوسياسية وارتفاع معدلات التضخم وقرارات الاحتياطي الفيدرالي، فإن صناعة الطاقة شهدت ازدهاراً، إذ أنهى المؤشر «ستاندرد أند بورز» عام 2022 بانخفاض بلغ نحو 20 في المئة، في حين حقق قطاع الطاقة نمواً بنحو 60 في المئة، ولم يحقق أي قطاع آخر أرباحاً ولو بنسبة خمسة في المئة فقط العام الماضي.

غير أن المحللين لا يتوقعون استمرار شركات النفط الأميركية في تصدّر المشهد لفترة أطول.

وكتب محللو «إتش إس بي سي غلوبال ريسيرش» في مذكرة إنه «على الرغم من أن عام 2023 سيظل قوياً بالنسبة لشركات النفط الكبرى، فإن معدلات النمو ستستقر عند مستويات أقل من المتوقع قبل شهرَين فقط، نظراً للتصحيح الحاصل في أسعار النفط وانخفاض أسعار الغاز الأوروبية».

ويتوقع «بنك أوف أميركا» أن تنخفض أرباح الربع الرابع لمنتجي النفط والغاز بنسبة 11 في المئة مقارنة بمستويات الربع الثالث.

«من الواضح الآن أن أفضل ربع سنوي من حيث الربحية لشركات النفط قد ولى»، بحسب ما كتبه دوغ ليغيت المحلل في «بنك أوف أميركا».

وأعلن بالفعل عدد من كبريات شركات القطاع عن أرباح أقل، فعلى سبيل المثال، أعلنت «شيفرون» عن أرباح بلغت نحو 7.9 مليار دولار في الربع الأخير، وهي أقل من تلك المحققة في الربع الثالث وأقل من توقعات وول ستريت، على الرغم من أن الشركة ذاتها سجلت أرباحاً سنوية قياسية بلغت 36.5 مليار دولار.

أرباح المستثمرين مستمرة

لا يزال مساهمو شركات النفط في وضع جيد، إذ من المتوقع أن تحقق «إكسون موبيل» و«شيفرون» و«بريتيش بتروليوم» و«شل» و«توتال إنرجيز» أرباحاً ضخمة مجمّعة قدرها 190 مليار دولار للعام 2022، وفقاً لتقديرات «رفينيتيف».

ومن المتوقع أيضاً أن تستخدم تلك الشركات أرباحها لتوزيعها على المساهمين وفي عمليات إعادة الشراء، إذ أعلنت «شيفرون» الأسبوع الماضي عن خططها لشراء ما قيمته 75 مليار دولار من أسهمها، وزيادة أرباحها الفصلية.

قد تؤدي عمليات إعادة الشراء إلى ارتفاع أسعار الأسهم لبعض الوقت، حيث قال ستيوارت غليكمان، نائب مدير الأبحاث في «CFRA»، إنه يعتقد «أن الإنفاق على إعادة شراء الأسهم ربما يكون صمام الأمان… في حال بدأت العوامل الأساسية في التدهور».

ماذا ينتظر شركات النفط في المرحلة المقبلة؟

أحد المخاطر الرئيسية التي تهدد قطاع الطاقة هو احتمال حدوث ركود حاد، والذي قد يتسبب في «انهيار الطلب على النفط»، كما كتب غليكمان، مضيفاً «لقد رأينا حالات سابقة من انخفاض الطلب وانهيار الأسعار إلى الهاوية، مثل ما حدث في 2009، ومرة أخرى في 2020، لذا هذا الاحتمال وارد وليس خارج نطاق التوقعات».

ومع إصدار نتائج «شل» يوم الخميس، و«بريتيش بتروليوم» و«توتال إنرجيز» خلال الأسبوع المقبل، يتوقع المحللون الأسوأ وظهور بعض المؤشرات المستقبلية السلبية.

(نيكول غودكيند – CNN)