أعلنت شركة «ساب»، الرائدة عالمياً في مجال الحلول الدفاعية والأمنية، عن تسليمها الطائرة الخامسة من طراز «غلوبال أي» إلى دولة الإمارات.

وتعد الصفقة استمراراً لشراكة استراتيجية طويلة الأمد بين الشركة السويدية والإمارات.

وفي حديث مع CNN الاقتصادية، تحدثت هيلين بيتمان، المدير العام لشركة «ساب» في الشرق الأوسط، عن أهمية هذه الشراكة، قائلة: «إن التعاون بين ساب ودولة الإمارات ليس جديداً، فهو يمتد لعقود طويلة، لكن ما يميز هذه الشراكة هو القدرة على الابتكار المتواصل والاستجابة للاحتياجات الدفاعية المتغيرة لدولة الإمارات»، وأوضحت بيتمان أن هذه الشراكة بدأت فعلياً منذ طلب الإمارات خمس طائرات «غلوبال أي» في نوفمبر 2015، مع تسليم أول طائرة في أبريل 2020.

منذ ذلك الحين، تمكنت «ساب» من تسليم الأسطول الكامل المكون من خمس طائرات بحلول سبتمبر 2024، ما يعكس التزام الشركة بتقديم الحلول المتطورة في الوقت المحدد وبأعلى المعايير التقنية.

هذه الطائرات، التي تجمع بين أحدث أجهزة الاستشعار والرادار، تمثل قفزة نوعية في مجال المراقبة الجوية، إذ توفر القدرة على اكتشاف التهديدات الجوية والبحرية والبرية في وقت مبكر وبفعالية عالية.

كيف تطور نظام «غلوبال أي»؟

منذ تسليم أول طائرة «غلوبال أي»، تطورت قدرات النظام بشكل ملحوظ لتواكب التهديدات الأمنية المتزايدة في المنطقة. أوضحت بيتمان في تصريحاتها لـCNN الاقتصادية: «نحن في ساب نعمل باستمرار على تحسين النظام بناءً على احتياجات شركائنا، الإمارات العربية المتحدة -باعتبارها أول عميل خارجي يطلب هذا النظام- استفادت من التعديلات المستمرة التي أجريناها لضمان توافق النظام مع المشهد الأمني المتغير».

واعتبرت بيتمان أن «غلوبال أي» يعد النظام الوحيد القادر على توفير حلول مراقبة متعددة الأبعاد من منصة واحدة، ما يسمح للقوات الإماراتية بكشف التهديدات الجوية والبحرية والبرية في وقت واحد، وأشارت إلى أن هذه القدرة على العمل في بيئات معقدة، مثل اكتشاف الطائرات المسيرة المراوغة أو الأهداف في ظروف التشويش، تجعل من «غلوبال أي» نظاماً استثنائياً في السوق.

تعزيز الأمن القومي

تؤكد بيتمان في حديثها أن «غلوبال أي» لا يعد فقط أداة للدفاع الجوي، بل إنه يمثل قيمة استراتيجية وطنية لدولة الإمارات. النظام يقدم حلولاً متعددة الاستخدامات، بدءاً من الدفاع وحتى دعم مهام الإنقاذ في الكوارث الطبيعية، وهو ما يعزز من مكانته كعنصر محوري في الحفاظ على أمن الدولة.

وأضافت بيتمان: «هذا النظام يقدم للقوات المسلحة الإماراتية قدرة استباقية في كشف التهديدات والرد عليها بسرعة وفعالية، ما يوفر الوقت الحاسم لاتخاذ التدابير اللازمة».

ومنذ أن بدأت «ساب» بتقديم حلولها المتقدمة للإمارات، تطورت الشراكة بشكل كبير، حيث أصبحت الإمارات أحد أهم شركاء «ساب» على المستوى الإقليمي، وقالت بيتمان: «نحن نعتبر الإمارات جزءاً من استراتيجيتنا العالمية، ونعمل على تعزيز هذه العلاقة من خلال تقديم أحدث الابتكارات في مجال الدفاع والتكنولوجيا».

وأوضحت أن مصنع «ساب» في مجمع توازن الصناعي بأبوظبي يعد أحد الأمثلة على استثمار الشركة في الاقتصاد المحلي وتطوير القدرات الدفاعية الإماراتية، بالإضافة إلى ذلك تعمل «ساب» على تقديم حلول متقدمة في مجالات الرادارات وأنظمة التحكم، التي تسهم في تعزيز القدرات الدفاعية لدولة الإمارات.

مستقبل التعاون الدفاعي بين ساب والإمارات

بالإضافة إلى نجاح تسليم طائرات «غلوبال أي»، تمتلك «ساب» خططاً طموحة لمواصلة توسيع وجودها في دولة الإمارات. وأشارت بيتمان إلى أن «ساب» تعتزم تطوير حلول جديدة تعتمد على أحدث الابتكارات في مجال الدفاع، بما في ذلك تقديم أنظمة رادار متقدمة مثل «جيراف» وحلول لإدارة الحركة الجوية للاستخدامات العسكرية والمدنية.

وقالت بيتمان: «نحن نرى في الإمارات شريكاً استراتيجياً طويل الأمد، مع تقدمنا في مشاريع جديدة، نؤمن بأن الشراكة مع الإمارات ستظل قوية وستتوسع لتشمل مجالات أخرى من التكنولوجيا المتقدمة التي تعزز جاهزية الدفاع الوطني للدولة».