في مقابلة مطولة وصريحة ببرنامج «كلام بيزنس» على CNN الاقتصادية، كشف رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور عن رؤيته للوضع الاقتصادي في عدد من الدول العربية، كما تحدث بصراحة عن استثماراته ومشاريعه السابقة، فضلاً عن بداياته في عالم المال والأعمال.
المقابلة تطرقت لمواقف الملياردير الإماراتي السياسية والاقتصادية، بداية بتصريحاته القوية حول استثماراته في لبنان وخطته لنقل فندقه «متروبوليتان بيروت» من الدولة العربية نظراً لـ«عدم الأمان» على حد قوله.
منذ أكثر من 17 عاماً، يمتلك خلف الحبتور مجموعة من الاستثمارات في لبنان تشمل فنادق مثل متروبوليتان بيروت، ومشاريع ترفيهية وعقارات وأراضي سكنية وتجارية، لكنه أعلن مؤخراً نيته نقل أحد أبرز فنادقه من لبنان.
وقال إن استثماراته هناك مجمّدة وغير قادرة على الحركة، مقدّراً خسائره بنحو 1.4 مليار دولار، كما تحدث عن أزمة تحويل الأموال من لبنان إلى الخارج بسبب القيود المصرفية المفروضة من البنك المركزي منذ عام 2019، وهي القيود التي طالت أموال المستثمرين اللبنانيين والأجانب على حد سواء.
ورغم ذلك، أشاد الحبتور، خلال المقابلة، بالرئيس اللبناني جوزيف عون الذي وصفه بـ«النظيف والمخلص».
وقال: «الحبتور رجل أعمال كبير ومعروف، ولا توجد علامة استفهام على أمواله، لكننا نريد معالجة تحديات المصارف للبنانيين والجميع».
وتعليقاً على احتمالية نقل الفندق من بيروت، قال الحبتور إنه فكر في نقله إلى سوريا أو الأردن، وأوضح أنه سبق أن عمل في الأردن كمقاول، ووجد دعماً كبيراً من الدولة، كما أعرب عن إعجابه بالملك عبد الله الثاني والشعب الأردني.
وأكد الحبتور إنه سيزور سوريا قريباً لدراسة مشاريع استثمارية هناك.
وقال: «جاءتنا عدة دعوات من سوريا، وإن شاء الله سنجري زيارة لسوريا ونسلم عليها.. المشكلة أني لا أعرف أحداً في سوريا إلى هذا اليوم، بس سنذهب لدراسة مشاريع ونشوف بلدهم الجميلة».
الحبتور لم يحدد مشروعاً مباشراً في أي من الدولتين، لكنه أوضح أن استثماراته المستقبلية ستكون في مجالات تخصصه، وهي السيارات، الفنادق، والتأمين.
«لا يوجد خليجي لا يحب مصر، وأنا منهم، أحب مصر».
هكذا بدأ الحبتور حديثه عن مصر، إذ نشر مقطع فيديو له مؤخراً وهو يمشي في شوارع القاهرة ويحتسي القهوة في أحد المقاهي الشعبية.
ومن أكثر ما أثار الجدل في المقابلة حديث الحبتور عن محاولاته للاستثمار في مصر، حيث قال إنه قدم مشروعاً ضخماً عام 2023 بقيمة 6 مليارات دولار، لإقامة «الحبتور سيتي القاهرة»، وهو مشروع يتضمن فنادق وبنية تحتية سياحية متطورة في قلب العاصمة المصرية.
وقال الحبتور، «تقدمنا نحن، وأنا كتبت لفخامة الرئيس السيسي عن المشروع هذا، وبعدين اتصلوا بنا رئيس مجلس الوزراء واجتمعنا مع رئيس مجلس الوزراء، وشرحنا عن المشروع كله وطلبنا منهم بعض المعلومات.. وقيمة المشروع كانت نحو 6 مليارات دولار، مشروع ضخم جداً، كل شيء فيه جنة الدنيا على الأرض، وطلبنا مرة ومرتين منهم أظن كان عندهم أولويات وأنا ما ألومهم ضغط الشغل اللي عندهم هذا، وانسحبنا من هذا المشروع».
وكشف الحبتور أنه كان قد عرض شراء فندق «ريجال هايتس» في مدينة العلمين السياحية، لكنه رفض السعر الذي وصفه بـ«الخيالي»، قائلاً إنه طالب بحساب قيمة الغرف بسعر عالمي مثل نيويورك ولندن وباريس، لكن الطرف المصري أصر على سعر مرتفع لا يعكس القيمة الفعلية.
وكشف الحبتور أنه قابل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بين عامي 2016 و2017.
وقال الحبتور: «اللقاء كان جميلاً جداً.. تكلمنا وجلسنا وهو رجل الحقيقة له احترامه وتقديره عندي أنا شخصياً.. وقلت له: أول شيء أنا دائماً أنصح بعدم أخذ القروض من البنك الدولي لأن متى ما تأخذ القروض منها تصبح عبداً عندهم.. وقلت له أنا شفت أراضي فاضية للحكومة، أراضي، في صلاح سالم وقلت له يجب أن نحولها ونبيع على الأقل بمليار دولار أو نعمل مشاريع».
وأضاف الحبتور: «أكيد سيادة الرئيس ما يتذكر هالكلام لأن عنده مليون شغلة ولكني قلت له إنه بهذه المشاريع سيرتاحون من أي ضغط وقلت له: مالكم أرضكم فلوسكم وانتهى الموضوع».
أما عن إعادة التفكير في الاستثمار في مشاريع كبيرة في مصر، فقال الحبتور إن الأوان قد فات.
أكد الحبتور أن السيارات تمثل أحد القطاعات الأساسية في مجموعته، مشيراً إلى نجاحه في استيراد وبيع السيارات الفخمة، وتوسيع شبكة الوكالات التابعة للمجموعة.
ولم يكشف عن أرقام تفصيلية، لكنه أوضح أن السوق الإماراتي لا يزال نشطاً، وأن شغفه الشخصي بالسيارات الفاخرة ينعكس على إدارة هذا القطاع.
وكشف الحبتور إن سيارات بوغاتي لا تعود بالربح الكبير على المجموعة ولكن سيارات اقتصادية أخرى مثل ميتسوبيشي وفوسو مربحة.
ختم الحبتور حديثه برسالة واضحة للحكومات العربية: «الفلوس لا تأتي بدون أمن وأمان».
وأكد أن الأموال الخليجية يمكن أن تضخ المليارات في الأسواق العربية إذا توفرت بيئة شفافة، وآمنة، ومتعاونة مع المستثمر.
وأشار إلى أن المستثمرين العرب يبحثون عن الأمان والاستقرار، وليس فقط عن الربح، وأن لديهم الاستعداد لدعم الدول الشقيقة بشرط احترام قوانين السوق.