يكثر الحديث عن أن العقلية هي الفارق الحقيقي بين الأغنياء والفقراء، وترصد CNN الاقتصادية لكم ما المقصود بالعقلية المالية، وكيف تؤثر على علاقتك بأموالك من خلال آراء عدد من خبراء الاقتصاد.
ويرى الخبير الاقتصادي ستيف بورنز أن هناك خمس طرق للتعرف على عقلية الثراء لدى الأغنياء مقابل عقلية الإفلاس لدى الفقراء، وقال إن عقليتنا تشكل مصيرنا المالي أكثر مما ندرك؛ فالطريقة التي نفكر بها في المال والفرصة والنمو يمكن أن تدفعنا نحو الثروة، أو تبقينا محاصرين في حلقة من الصراع المالي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
5 فوارق بين الأغنياء والفقراء
وأضاف بورنز أن أول فارق هو "التفكير الطويل الأجل مقابل التفكير القصير الأجل؛ إذ يعطي الأثرياء الأولوية باستمرار للمكافآت المستقبلية على الإشباع الفوري، بينما قد ينفق الآخرون شيكات رواتبهم بالكامل على أحدث الأدوات أو السلع الفاخرة؛ فإن أولئك الذين لديهم عقلية الثراء يستثمرون في الأصول التي ترتفع قيمتها بمرور الوقت".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأوضح الخبير الاقتصادي أن ثاني الفوارق هو "عقلية الوفرة مقابل عقلية الندرة، وينظر الأفراد الأثرياء إلى العالم من خلال عدسة الوفرة، وهم يرون الفرص حيث يرى الآخرون العقبات، ويعتقد الأثرياء أنه توجد دائماً طريقة لخلق القيمة وتوليد الثروة".
وتابع الخبير الاقتصادي "غالباً ما ينظر أولئك الذين لديهم عقلية الندرة إلى الحياة على أنها لعبة محصلتها صفر، معتقدين أن نجاح شخص آخر يقلل من فرصهم، وهذا يخلق عقلية تنافسية بدلاً من عقلية تعاونية يمكن أن تحد من فرص التواصل والشراكة".
ثالث الفوارق بحسب بورنز "الاستثمار في النمو مقابل العقلية الثابتة، ويتعامل الأفراد الناجحون مع التنمية الشخصية باعتبارها استثماراً بالغ الأهمية؛ فهم يسعون بانتظام إلى اكتساب المعرفة والمهارات والآفاق الجديدة من خلال الكتب والدورات التدريبية والتوجيه والتواصل".
وأشار بورنز إلى أنه "على النقيض من ذلك، غالباً ما يقاوم أولئك الذين لديهم عقلية الإفلاس فرص التعلم، وينظرون إليها على أنها تكاليف غير ضرورية وليست استثمارات قيمة، وقد يشكون من سعر الدورة التدريبية دون النظر إلى عائدها المحتمل على الاستثمار".
وقال الخبير الاقتصادي إن الفارق الرابع هو "المخاطر المحسوبة مقابل الخوف من الفشل؛ إذ يفهم بناة الثروة أن النمو يتطلب الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم، وهم يتخذون مخاطر محسوبة بعد تحليل وتخطيط دقيقين؛ مدركين أن كل مشروع ناجح ينطوي على درجة معينة من عدم اليقين".
وأضاف الخبير الاقتصادي "غالباً ما يسمح أولئك المحاصرون في عقلية الإفلاس للخوف بشل حركتهم، وقد تكون لديهم أفكار رائعة لكنهم لا يتصرفون بشأنها أبداً؛ لأنهم يخشون ما قد يحدث من خطأ، هذا الشلل يبقيهم عالقين في مواقف مألوفة، ولكنها غير مرضية".
آخر فارق بحسب بورنز هو "التركيز على خلق القيمة مقابل بيع الوقت، ويفكر الأفراد الأثرياء باستمرار في كيفية حل المشكلات وإضافة قيمة إلى حياة الآخرين، إنهم يدركون أن الثروة تتبع خلق القيمة، ويبحثون بنشاط عن طرق لخدمة احتياجات الآخرين".
وتابع بورنز "تركز العقلية المفلسة فقط على مقايضة الوقت بالمال، والتفكير فقط في الراتب التالي بدلاً من خلق قيمة دائمة، هذه العقلية تحد من إمكانات الكسب للفرد إلى الساعات التي يمكنه العمل فيها".
ويرى الخبير الاقتصادي "لا يحدث التحول من عقلية مفلسة إلى عقلية ثرية بين عشية وضحاها، لكن فهم هذه الاختلافات الرئيسية هو الخطوة الأولى نحو التحول، ويتعلق الأمر بتطوير أنماط وعادات فكرية جديدة تتوافق مع خلق الثروة على المدى الطويل".
استراتيجيات الأغنياء مقابل عقلية الفقراء
من جانبه سلط المستثمر الأميركي والخبير في قطاع العقارات كين ماكيلروي في سلسلة منشورات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إكس -تويتر سابقاً- الضوء على الاستراتيجيات التي يتبعها الأغنياء ولا يمارسها الفقراء، وقال "ما الفارق الحقيقي بين الأغنياء والفقراء؟ فالأمر لا يتعلق بكمية المال التي تجنيها، إنما يتعلق بكيفية تفكيرك في المال"، معقباً "هذه هي الاستراتيجيات التي يستخدمها الأثرياء لبناء ثروة دائمة، وكيف يمكنك البدء في القيام بالشيء نفسه اليوم".
وأضاف ماكيلروي أن أول استراتيجية توضح الفرق بين عقلة الأثرياء والفقراء هي "ركز على الأصول المدرة للدخل، إما أن تكون أنت الأصل المولد للدخل (وظيفتك) أو أنك تمتلك أصولاً تدر دخلاً لك (العقارات والشركات)"، موضحاً "يستخدم الأثرياء مدخراتهم لشراء أصول مدرة للدخل، أما الفقراء؛ فهم ينفقون على الالتزامات القابلة للاستهلاك".
وتابع المستثمر الأميركي أن ثاني استراتيجية تكشف الفارق هي "استخدم الديون كأداة للثروة، فالدين الجيد يساوي الأموال المقترضة المستخدمة في الحصول على أصول تدر دخلاً، فيما الدين السيئ يساوي القروض ذات الفائدة المرتفعة لأشياء مثل الإجازات أو الملابس، وهو نوع القروض الذي عادة ما يلجأ إليه الفقراء"، مشيراً إلى أنه "يسمح الأغنياء للآخرين مثل المستأجرين والعملاء بسداد ديونهم الجيدة".
وأوضح ماكيلروي أن الاستراتيجية الثالثة التي يستخدمها الأغنياء ولا يقترب منها الفقراء هي "أتقن لعبة الضرائب، فمن المرجح أن تكون الضرائب هي أكبر نفقات في حياتك، ويستخدم الأثرياء استراتيجيات مثل: الإهلاك وفصل التكاليف، وإهلاك المكافآت، وتسمح لهم هذه الاستراتيجيات بتقليل الضرائب بشكل قانوني مع تنمية محافظهم".
وقال ماكيلروي إن رابع الاستراتيجيات التي يتبعها الأثرياء ولم يتعلمها الفقراء هي "حماية أصولك، ولا يمتلك الأثرياء أصولاً باسمهم، إنهم يستخدمون شركات ذات مسؤولية محدودة وصناديق ائتمانية لحماية ثرواتهم من الدعاوى القضائية والمسؤولية"، معقباً "إذا كنت تبني ثروة، ففكر في إنشاء هياكل لحماية أصولك التي اكتسبتها بشق الأنفس".
آخر فارق بين الأغنياء والفقراء بحسب ماكيلروي هو "إدارة الأموال بشكل مختلف، إذ يعيش الفقراء على الراتب الشهري، فيما تدخر الطبقة المتوسطة للتقاعد وتسلم الأموال لمديري الثروات، أما الأغنياء فهم يتولون السيطرة ويعيدون استثمار الأموال بنشاط في أصول تتدفق نقداً، ويركزون على سرعة دوران المال".
وشدد المستثمر الأميركي على أن "الثروة الحقيقية لا تتعلق فقط بالطائرات أو السيارات أو المنازل، إنها تبدأ بفهم كيفية فهم اللعبة والفوز بها، فالقواعد لن تتغير"، متسائلاً "هل أنت مستعد لتغيير طريقة تفكيرك في المال؟".