«ثروة»: 90% من محافظ الأفراد توظَّف في سوق الأسهم الأميركية

«ثروة»: 90% من محافظ الأفراد توظَّف في سوق الأسهم الأميركية

تلعب التكنولوجيا المالية دوراً محورياً في تشجيع الأفراد على الاستثمار في الأسواق المالية من خلال توفير حلول مبتكرة تُسهِّل الوصول إلى هذه الأسواق وتبسط عمليات الاستثمار.

وتلقى هذه المنصات -خاصة التي تعتمد على الاستثمار الآلي- رواجاً في المنطقة مؤخراً.. فمن المتوقع على الصعيد العالمي أن يصل عدد مستخدميها إلى نحو 35 مليون مستخدم بحلول لعام 2028 وبحجم أصول مدارة تقدر بـ2.3 مليار دولار، وفق ستاتيستا.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وعلى الرغم من الافتقار إلى معلومات دقيقة حول عدد العملاء وحجم الأعمال لهذه المنصات   الفينتك  الاستثمارية في المنطقة فإن سوقها تشهد نمواً متسارعاً بسبب زيادة الوعي المالي والثقة بالتكنولوجيا وتوجه معظم دول المنطقة نحو التحول الرقمي والشمول المالي، مع تفاوت في ما بينها في نسب الانتشار والتبني.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقال مارك شهوان، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة «ثروة» التي تعد من أبرز المنصات الإقليمية في مجال الاستثمار الرقمي، لـCNN الاقتصادية إن الفينتك لعبت دوراً أساسياً في تشجيع استثمار الأفراد عبر سهولة الوصول وإتاحة البدء بالاستثمار بمبالغ صغيرة من خلال تخفيض الحد الأدنى للاستثمار وفتح إمكانية تملك جزئي للسهم.

وكشف شهوان أن العائدات الاستثمارية للمنصة وصلت في عام 2024 إلى نحو 100 مليون دولار مع قاعدة عملاء «ثروة» تعادل 200 ألف عميل.

وبحسب تقرير «هلا فانتشر» وصل حجم التداول عبر منصة «ثروة» لعام 2023 إلى مليار دولار مع نمو بنسبة 260% في الودائع الشهرية.

أين توظف الاستثمارات؟

كشف شهوان أن 90% من استثمارات الأفراد على منصات الاستثمار الرقمي تتركز على سوق الأسهم الأميركية راصداً زيادة في الطلب على سوق الأسهم المحلية من قِبل الأفراد في المنطقة، الأمر الذي يعكس تركيز منصات الفينتك على الأسواق المالية الأميركية في ظل التحديات التي تواجه أسواق المال العربية في جذب الاستثمارات الفردية.

ورغم النمو الملحوظ في بعض الأسواق العربية فإن العديد منها ما زال يعاني محدودية التنوع في القطاعات المدرجة، إذ تهيمن الشركات الحكومية أو القطاعات التقليدية مثل البنوك والطاقة؛ ما يقلل فرص التنوع التي يبحث عنها المستثمرون.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه المستثمرون الأفراد عقبات مثل نقص السيولة في بعض الأسواق المحلية، وضعف الشفافية مقارنة بالأسواق العالمية؛ ما يؤثر سلباً على الثقة ويزيد من المخاطر، كما أن عدم وجود أدوات استثمارية مبتكرة بكثرة مثل صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)، إلى جانب القيود التنظيمية في بعض الأسواق، يعد عاملاً يحد من جاذبيتها.

على العكس من ذلك، تقدم الأسواق الأميركية بيئة استثمارية أكثر تنوعاً واستقراراً، إذ يمكن للمستثمرين الأفراد الاستفادة من النمو في قطاعات التكنولوجيا، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى وجود سيولة عالية وتنظيم قوي؛ هذا يجعلها وجهة مثالية للمستثمرين الباحثين عن عوائد طويلة الأجل وفرص استثمارية متنوعة.

ويقول شهوان إن المشكلة لا تكمن في الثقة بقدر ما هي مسألة عقلية تحتاج إلى الوقت والأدوات لكي تتطور.

تغيير في المفاهيم 

يرى شهوان ضرورة تغيير نمط التفكير السائد والقاضي بالحكم على المستثمرين الأفراد بأنهم ليسوا على القدر المطلوب من الكفاءة التي تؤهلهم للاستثمار، وقال «نحن هنا لتغيير هذه المفاهيم خاصة بعد أن لمسنا وعياً ورغبة واهتماماً من قبل الأفراد للاستثمار».

وأضاف أن المهم ليس حجم الاستثمار بقدر القيام به وممارسته لنضمن التحول من ثقافة الادخار وإيداع الأموال في حسابات مصرفية إلى ثقافة الاستثمار وتوظيف الأموال لكسب المزيد من العائدات.

و في حين تصل نسبة الأفراد الذين يستثمرون في سوق الأسهم الأميركية إلى 60% كما أفاد شهوان فإن  هذه النسبة هي متواضعة في البورصات العربية التي لا تزال أسواقها تتسم بغالبية مؤسساتية "فالسوق الأميركية توفر أداءً قوياً وسيولة وشركات معروفة وموثوقة".

ورصد مارك اهتماماً متزايداً من قبل المستثمرين الأفراد في المنطقة للاندماج بمنظومة الاستثمار، خاصة مع ما توفره المنطقة من فرص يتمثل أبرزها في موجة الاكتتابات التي تشهدها الأسواق مؤخراً، ناصحاً بضرورة توسيع قاعدة الإدراجات لتطول شركات من القطاع الخاص أيضاً، ما يعزز الثقة ويوسع الفرص بالنسبة للمستثمرين.

يذكر أن منصة "ثروة" تأسست عام 2017 بترخيص من قِبل هيئة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي بهدف جعل الاستثمار أكثر سهولة وأقل تكلفة.

وجمعت عبر جولات تمويلية نحو 25 مليون دولار شارك فيها مبادلة وغلوبال 500 وشركة مشاريع كويت القابضة (كيبكو) وADQ مستفيدة من الطلب المتزايد على الحلول الاستثمارية الرقمية.