لماذا قد توافق الصين على بيع تيك توك إلى إيلون ماسك؟

الملياردير الأميركي إيلون ماسك. (CNN)
لماذا قد توافق الصين على بيع تيك توك إلى إيلون ماسك؟
الملياردير الأميركي إيلون ماسك. (CNN)

بعد معارضة سابقة لفكرة بيع تيك توك لتجنب الحظر الوشيك، ربما وجدت الحكومة الصينية مالكاً يمكنها التأقلم معه، وهو إيلون ماسك.

بحسب تقارير إعلامية، يناقش المسؤولون الصينيون، الذين يتوقع أن يكون لهم رأي في ما إذا كان يمكن بيع أصول تيك توك في الولايات المتحدة إلى مشترٍ أميركي وكيف يمكن ذلك، خياراً محتملاً يتضمن بيع جزء على الأقل من النسخة الأميركية من التطبيق إلى شركة إكس، ولم تؤكد شبكة CNN المناقشات بشكلٍ مستقل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ستمثّل المناقشات تحولاً صارخاً في موقف الصين بشأن بيع تيك توك قبل أيام فقط من دخول القانون الذي قد يحظر التطبيق في الولايات المتحدة حيز التنفيذ.. ولتجنب الحظر، سيسمح القانون لشركة بايت دانس، الشركة الأم لتيك توك، ببيعها إلى مالك مقره الولايات المتحدة.

وتأتي هذه التقارير بعدما أشارت المحكمة العليا الأسبوع الماضي إلى أنها ستؤيّد القانون، على الرغم من مخاوف الأمن القومي، وحجة تيك توك بأنه يمثّل حملة غير قانونية على حرية التعبير.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقالت وزارة التجارة الصينية في وقت سابق، إنها "ستعارض بشدة" البيع القسري لتيك توك، على الرغم من أن المشترين المحتملين الآخرين رفعوا أيديهم، كما أشارت شركة بايت دانس، الشركة الأم لتيك توك، في وقتٍ سابق، إلى أن التطبيق ليس للبيع.

ولم يستجب كل من بايت دانس وماسك لطلبات التعليق على التقارير، وهاجمت تيك توك هذه التقارير، إذ قال المتحدث باسم الشركة مايكل هيوز لشبكة CNN "لا يمكن أن يتوقع منا التعليق على خيال محض".

ومع ذلك، هناك أسباب منطقية قد تجعل ماسك وبايت دانس والصين يرون أنه من مصلحتهم تسهيل بيع أصول تيك توك إلى مالك إكس.

بيع المنصة لماسك.. فرصة أم عقبة؟

بالنسبة للصين، فإن بيع التطبيق إلى ماسك قد يعني وضع تيك توك في أيدي حليف، أي شخص تعتمد إمبراطوريته التجارية بشكل كبير على السوق الصينية، والذي يحظى باهتمام الرئيس القادم ترامب في وقت تبحث فيه الصين عن نفوذ في مفاوضات التعريفات الجمركية.

بالنسبة لماسك، فإن الاستحواذ على تيك توك والحفاظ على وصول الأميركيين إلى التطبيق في اللحظة الأخيرة بعد أن قاومت منصة تيك توك الحظر على أساس التعديل الأول من شأنه أن يلعب بشكلٍ مباشر في صورة أمام نفسه كمدافع عن حرية التعبير.

كما قد يمنحه ذلك السيطرة على منصة وسائط اجتماعية أكبر وأكثر نفوذاً من إكس، التي استخدمها بنجاح بالفعل لتعزيز مصالحه الخاصة، بما في ذلك مساعدة إعادة انتخاب دونالد ترامب. ولدى ماسك بالفعل فريق -مهما كان صغيراً- في إكس على دراية بإدارة خوارزمية وسائل التواصل الاجتماعي ومبيعات الإعلانات.

وقال جيمس أندرو لويس، مدير برنامج التكنولوجيات الاستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى شبكة CNN "أراهن على أن الأمر مجرد محاولة من جانب ماسك أو الصينيين لمعرفة رد الفعل. ربما يحاول الصينيون معرفة مكانهم في صفقة أكبر مع ترامب، لكنني لا أستطيع أن أراهم يتخلون عنها مجاناً".

لكن مثل هذه الصفقة قد تواجه عقبات حقيقية، بما في ذلك حصول ماسك على الأموال اللازمة لشراء التطبيق في صفقة قد تكلف ما بين 40 مليار دولار و50 مليار دولار، وفقاً لمحلل ويدبوش دان إيفز.

صديق للصين

في السياق ذاته، من المتوقع أن تحتاج شركة بايت دانس إلى موافقة الحكومة الصينية لبيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة بسبب قيود التصدير التي قد تمنع بيع التكنولوجيا الحساسة، مثل خوارزمية توصية التطبيق، دون ترخيص.

وإذا فشل الطعن القانوني الذي قدمته الشركة أمام المحكمة العليا، فقد يُنظر إلى ماسك باعتباره المشتري الأميركي الأكثر ودية تجاه الصين، نظراً للكم الكبير من الأعمال التي يتولاها في البلاد.

تعد الصين ثاني أكبر سوق لشركة تسلا؛ ففي الربع الثالث من عام 2024 وحده، حققت تسلا إيرادات بلغت 5.7 مليار دولار من الصين، كما يُعدّ مصنع تسلا العملاق في شنغهاي، والذي أشاد به ماسك باعتباره يبني سيارات الشركة ذات الجودة الأعلى، من بين أكثر مصانع الشركة إنتاجية. كما تعمل الشركة حالياً على بناء مصنع ضخم للبطاريات في شنغهاي.

كان إيلون ماسك قد عقد اجتماعات متعددة مع مسؤولين صينيين في السنوات الأخيرة، بما في ذلك محادثة مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين، في أبريل نيسان الماضي، إذ أشاد المسؤول بشركة تسلا باعتبارها "نموذجاً ناجحاً" للتعاون بين الولايات المتحدة والصين.

وقال ماسك للي خلال الاجتماع "تسلا مستعدة لتعميق التعاون مع الصين وتحقيق المزيد من النتائج المربحة للجانبين".

في الوقت ذاته، قد ترغب الصين في استخدام ماسك للوصول إلى ترامب. يمكن أن تكون صفقة تيك توك بمثابة رافعة في المفاوضات مع الإدارة القادمة لتجنب التعريفات الجمركية الضخمة التي هدد الرئيس المنتخب بفرضها على السلع المستوردة من البلاد، ما قد يتسبب في قيام الشركات الكبرى بتصنيع سلع أقل هناك. بعد التبرع لحملة إعادة انتخاب ترامب، أصبح ماسك أحد أقرب مستشاريه، ويقال إنه انضم إلى المكالمات بين الرئيس القادم وقادة العالم الآخرين.

وإذا أعطى ترامب موافقته، فقد يستخدم الرئيس القادم الصفقة أيضاً للزعم بأنه أوفى بوعده بإنقاذ تيك توك للأميركيين.. يمنح قانون حظر أو بيع تيك توك الرئيس سلطة تقديرية لتقرير ما إذا كان ما يُسمّى "التخلص المؤهل" من التطبيق قد حدث بالفعل للسماح لتيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة.

ليست صفقة مضمونة

من المرجح أن يكون السؤال الكبير الذي يخيم على أي مناقشات حول شراء ماسك لتطبيق تيك توك هو كيفية قدرته على تحمل تكاليف ذلك. على الرغم من أن ماسك من بين أغنى الأشخاص في العالم، فإن الجزء الأكبر من ثروته مرتبط بأسهم شركة تسلا وشركاته الأخرى.

وبعد استحواذه الخاسر على إكس، المعروفة سابقاً باسم تويتر، قبل أكثر من عامين، قد يواجه ماسك وقتاً أكثر صعوبة في العثور على شركاء تمويليين لعرض شراء تيك توك، على الرغم من أن تطبيق الفيديو القصير يتمتع بالتأكيد بنشاط إعلاني أكثر ربحية من إكس.

كانت عملية شراء ماسك لشركة تويتر مقابل 44 مليار دولار باهظة الثمن، كما أدت القرارات اللاحقة التي اتخذها الملياردير الأميركي بعد عملية الشراء إلى انخفاض قيمة شركة التواصل الاجتماعي بشكل أكبر.

وبحسب ما ورد في عدد من التقارير المختلفة، فقد ترك هذا التحول في إكس البنوك التي أقرضته المال لشراء تويتر غير قادرة على التخلص من الديون دون خسارة الأموال، ما تركها تعاني مشكلات كبيرة في ميزانياتها العمومية.

هناك حدود لكيفية استخدام ماسك لـ170 مليار دولار من أسهم تسلا التي يمتلكها بشكل مباشر كضمان للقروض أيضاً. ومع ذلك، قد تكون البنوك مهتمة بالعمل مع ماسك، والذي من المتوقع أن تستفيد شركاته الأخرى أيضاً من ارتباطه بالبيت الأبيض.. وارتفعت القيمة الصافية لماسك منذ الانتخابات.

حتى لو تمكن ماسك من شراء التطبيق، فلا يوجد ما يشير إلى ما إذا كان مستخدمو تيك توك سيستمرون تحت إدارة المالك الجديد.

(كلير دافي - CNN)