أصبحت الهند، اليوم الخميس، رابع دولة تنجح في تحقيق الالتحام غير المأهول بالفضاء، وهو إنجاز يُنظر إليه على أنه محوري للبعثات المستقبلية مع تعزيز نيودلهي مكانتها كقوة فضائية عالمية.
الولايات المتحدة وروسيا والصين هي الدول الوحيدة الأخرى التي طوّرت واختبرت قدرة الالتحام.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقالت منظمة أبحاث الفضاء الهندية في منشور على تويتر "اكتملت عملية الالتحام بالمركبة الفضائية بنجاح! إنها لحظة تاريخية".
وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن سعادته بالإنجاز الفضائي الجديد قائلاً، في منشور على إكس: "تهانينا لعلمائنا ووكالة الفضاء الهندية وكل مجتمع الفضاء على نجاح عملية الالتحام الفضائي للأقمار الصناعية؛ إنها خطوة مهمة نحو تحقيق مهمات الفضاء الطموحة التي تنوي الهند تنفيذها في السنوات القادمة".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وتضمنت مهمة وكالة الفضاء الهندية، التي أطلق عليها اسم تجربة الالتحام الفضائي (SpaDex)، نشر مركبتين فضائيتين صغيرتين، تزن كل منهما نحو 220 كيلوغراماً، في مدار أرضي منخفض.
وانطلقت المركبتان الفضائيتان، اللتان أطلق عليهما اسم تارغت وتشيسر، من مركز ساتيش داوان الفضائي في ولاية أندرا براديش الجنوبية في 30 ديسمبر كانون الأول على متن صاروخ PSLV هندي الصنع.
وقال وزير الفضاء الهندي، جيتندرا سينغ، على منصة إكس وقت إطلاق الصاروخ: "مهمة سباديكس الهندية تمثل بداية حقبة جديدة في استكشاف الفضاء، حيث تظهر براعة الهند التكنولوجية وطموحها".
تشكل تقنية الإرساء أهمية بالغة لمشاريع الفضاء المستقبلية، مثل خدمة الأقمار الصناعية وعندما تكون هناك حاجة لإطلاق صواريخ متعددة لتحقيق أهداف المهمة.
وبحسب منظمة أبحاث الفضاء الهندية فإن تكنولوجيا الالتحام التي يتم تطويرها محلياً ستكون حاسمة إذا كانت الهند تريد أن تنجح في تعزيز طموحاتها في وضع مواطن هندي على القمر، وبناء محطة فضائية محلية الصنع، وإعادة عينات من القمر.
تلك التكنولوجيا ستسمح للهند بنقل المواد من قمر صناعي أو مركبة فضائية إلى أخرى، مثل الحمولات أو العينات القمرية أو -في النهاية- البشر في الفضاء، بحسب تصريحات سينغ في مؤتمر صحفي يوم 31 ديسمبر كانون الأول.
وكجزء من المهمة، ستوضح المركبة الفضائية الملتحمة أيضاً عملية نقل الطاقة الكهربائية بينها بمجرد ربطها. وهذا أمر ضروري لتشغيل الروبوتات في الفضاء، والتحكم في المركبة الفضائية، وعمليات الحمولة خلال المهام المستقبلية.
قبل الالتحام، أجرت الهند يوم الأحد "محاولة تجريبية" إذ تم تقريب القمرين الصناعيين تدريجياً من بعضهما بعضاً في المدار حتى وصلا إلى مسافة 3 أمتار بينهما، قبل العودة إلى "مسافة آمنة".
وجاء الالتحام الناجح بعد تأجيل التجربة مرتين في السابع والتاسع من يناير كانون الثاني بسبب مشكلات فنية، وانحراف المركبتين الفضائيتين أكثر من المتوقع خلال مناورة لتقريبهما من بعضهما.
سباق الفضاء العالمي
تسارعت طموحات الهند الفضائية في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي انتخب لولاية ثالثة في يونيو حزيران الماضي، والذي حاول تأكيد مكانة الهند على الساحة العالمية.
في عام 2023، انضمت الهند إلى نادي الفضاء النخبوي لتصبح رابع دولة تهبط بمركبة فضائية على القمر.
وقد جمعت مهمة شاندرايان 3 التاريخية، وهي الأولى التي تهبط بهدوء بالقرب من القطب الجنوبي غير المستكشف للقمر، عينات تساعد العلماء على فهم كيفية تشكل القمر وتطوره بمرور الوقت.
وكجزء من خططها الطموحة، تهدف الهند إلى إطلاق أول مهمة مأهولة إلى الفضاء في السنوات القليلة المقبلة، وإرسال رائد فضاء إلى القمر -وهو إنجاز لم تحققه سوى الولايات المتحدة- بحلول عام 2040.
كما وضعت البلاد نصب عينيها بناء محطة فضائية خاصة بها بحلول عام 2035، والتي ستسمى "محطة بهاراتيا أنتاريكشا"، وإطلاق أول مهمة مدارية لها إلى كوكب الزهرة في عام 2028.
كما تخطط لإعادة عينات من القمر كجزء من برنامجها القمري الجاري "تشانداريان" في عام 2027.
كما بذلت الهند جهوداً كبيرة لتسويق قطاعها الفضائي في السنوات الأخيرة؛ ما سمح بالمؤسسات الخاصة وتسهيل الموافقات على الاستثمار الأجنبي، والذي ركز على بناء وإطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة في مدار أرضي منخفض بتكلفة أقل.
وفي تجربة الالتحام التي جرت يوم الأحد، تم دمج الصاروخ والمركبة الفضائية واختبارهما في شركة أنانث تكنولوجيز الخاصة، في سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد.
(هيلين ريجان- CNN)