أعلنت شركة «سبيس 42» الإماراتية الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء، إنجازاً جديداً بإطلاق المرحلة الثانية من كوكبة «فورسايت»، وهو ما يمثّل خطوة مهمة في تطوير قدرات الإمارات في رصد الأرض باستخدام الأقمار الصناعية المتقدمة.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها عبد الله الشامسي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «بيانات» للحلول الذكية، التابعة لـ«سبيس 42»، لـ(CNN الاقتصادية).
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تقنية متقدمة لرصد الأرض
في حديثه لـ(CNN الاقتصادية)، أوضح عبد الله الشامسي أن كوكبة «فورسايت» تهدف إلى إحداث تغيير جذري في طريقة رصد الأرض، قائلاً: «الأقمار الصناعية الجديدة تستخدم تكنولوجيا الاستشعار النشط الراداري (SAR)، ما يمكننا من رصد الأرض بدقة عالية بغض النظر عن الظروف الجوية أو الوقت.. هذه التقنية تُتيح رؤية التفاصيل الدقيقة التي قد تكون غير مرئية بواسطة أنظمة التصوير التقليدية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف أن هذه التقنية لا تقتصر على رصد التفاصيل الصغيرة فحسب، بل تُستخدم أيضاً في دعم مشاريع التخطيط الحضري بشكل أكثر دقة واستدامة، مشيراً إلى أن البيانات التي توفّرها هذه الأقمار تساعد على تقييم التغيرات الأرضية وتحديد الاحتياجات الفعلية للتطوير.
إدارة الأزمات والكوارث
من أبرز تطبيقات أقمار «فورسايت» دعم الاستجابة السريعة للأزمات والكوارث الطبيعية. وأشار الشامسي إلى أن البيانات التي تُجمع في الوقت الفعلي تُستخدم لتوجيه فرق الإنقاذ إلى المناطق الأكثر تضرراً، ما يعزز كفاءة عمليات الإغاثة، وأضاف: «بدلاً من العمل بعشوائية، توفّر هذه البيانات أساساً دقيقاً يٌتيح توجيه الموارد بفاعلية، ما يساعد على تقليل الأضرار البشرية والمادية».
تحقيق رؤية الإمارات للفضاء 2030
في إطار الحديث عن الأهداف الاستراتيجية، أكد الشامسي أن هذا المشروع يأتي متماشياً مع استراتيجية الإمارات الوطنية للفضاء 2030، وقال: «نسعى إلى أن تكون الإمارات رائدة في قطاع الفضاء عالمياً.. كوكبة فورسايت ليست مجرد مشروع، إنها انعكاس لرؤية الدولة نحو تحقيق الاستقلالية التقنية وتعزيز القدرات الوطنية».
وأشار إلى أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب شراكات استراتيجية قوية، وأكد الشامسي أن جزءاً من الكوكبة يتم تصنيعه محلياً لضمان نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى الكوادر الإماراتية، ما يُسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاستدامة في هذا القطاع.
تعاون دولي ونجاح محلي
بحسب البيان الصحفي الصادر عن الشركة، تم إطلاق الأقمار الصناعية «فورسايت-1» و«فورسايت-2» بالتعاون مع شركة «ICEYE»، الرائدة عالمياً في تكنولوجيا الاستشعار الراداري.
وقد تم الإطلاق من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا عبر مهمة Transporter-12 Rideshare التابعة لشركة SpaceX، حيث تم التحقق من نجاح الاتصال بالأقمار وبدء العمليات التشغيلية الأولية.
من جانبه، أكد كريم ميشيل الصباغ، العضو المنتدب لشركة «سبيس 42»، في البيان الصحفي، أن هذا الإنجاز يمثّل «علامة فارقة في تطوير قطاع الفضاء الإماراتي وتعزيز قدرات الدولة في توفير بيانات جيومكانية دقيقة في الوقت الفعلي».
تعزيز الجاهزية والاستجابة
كما أشار حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة «بيانات للحلول الذكية»، في البيان الصحفي إلى أهمية هذا المشروع في تحسين جاهزية الإمارات للتعامل مع الطوارئ والكوارث. وقال: «الأقمار الصناعية الجديدة تُمكّننا من تقديم صور دقيقة وسريعة لفرق الإغاثة، ما يدعم عمليات الإنقاذ بشكل مباشر وفعّال».
مستقبل مشرق لقطاع الفضاء الإماراتي
يمثل مشروع «فورسايت» جزءاً من برنامج الإمارات لرصد الأرض، الذي أُطلق عام 2023 بهدف تطوير قدرات الاستشعار عن بُعد باستخدام تقنيات متقدمة.
ومن المقرر أن تكتمل كوكبة الأقمار بحلول عام 2027، لتضع الإمارات في مصاف الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال.
هذا الإنجاز الجديد يعكس التزام «سبيس 42» بتعزيز الابتكار المحلي وتعزيز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً لتكنولوجيا الفضاء.. ومع استمرار الشركة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، يبدو أن المستقبل يحمل المزيد من الفرص لتطوير هذا القطاع الحيوي.