يتوقع أن تتجاوز ثروة خمسة أشخاص حاجز التريليون دولار خلال العقد المقبل، إذا استمرت الاتجاهات الحالية للأسواق، وفقاً لتقرير عدم المساواة السنوي الذي أصدرته منظمة أوكسفام أمس الأحد.
كذلك من المتوقع أن يتجاوز الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وسبيس إكس، إيلون ماسك، الذي يعد حالياً أغنى شخص في العالم بثروة تزيد على 430 مليار دولار، حاجز التريليون دولار في أقل من خمس سنوات، ثم ينضم إليه مؤسس أمازون جيف بيزوس، ومؤسس أوراكل لاري إليسون، والرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ، والرئيس التنفيذي لشركة إل في إم اتش برنارد أرنو وعائلته.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يتزامن تقرير أوكسفام، الذي يستند إلى البيانات التي جمعتها مجلة فوربس، مع انطلاق الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، وهو تجمع نخبوي لأغنى الأغنياء وقادة العالم، ويأتي إصداره أيضاً في اليوم السابق لتنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي هو بالمصادفة ملياردير أيضاً.
كان عام 2024 عاماً مربحاً للغاية للأفراد والأسر الأكثر ثراءً في العالم، ويرجع ذلك جزئياً إلى طفرة سوق الأسهم الأميركية، وزاد صافي ثروات الأغنياء بسرعة كبيرة، لدرجة أن أوكسفام عدلت تقديراتها من العام الماضي بأن تريليونيراً واحداً فقط سيتوج في العقد المقبل إلى خمسة تريليونيرات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
قالت ريبيكا ريدل، كبيرة مسؤولي السياسات في أوكسفام أميركا، عن تريليون دولار "هذا مبلغ لا يمكن تصوره، هذا التفاوت الشديد ليس شيئاً للاحتفال به".
انضم إلى صفوف فئة المليارديرات العام الماضي ما يزيد قليلاً على 200 شخص إلى ما يقرب من 2770 شخصاً، وارتفعت ثرواتهم بمقدار 2.1 تريليون دولار، أسرع بثلاث مرات من العام السابق، إلى إجمالي 15 تريليون دولار.
في الولايات المتحدة وحدها، حيث يقيم 816 مليارديراً، ارتفع صافي ثروة هذه المجموعة بمقدار 1.4 تريليون دولار.
وعلاوة على ذلك، إذا فقد أي شخص من أغنى عشرة رجال في العالم 99 في المئة من ثروته، فسيظل مليارديراً.
وفي الوقت نفسه فإن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر هو تقريباً عددهم نفسه في عام 1990، وفقاً للتقرير، نقلاً عن بيانات البنك الدولي.
الثروة الموروثة
يشير تقرير أوكسفام لهذا العام، بعنوان "وارثون وليسوا صانعين"، إلى أن أكثر من ثلث ثروة مليارديرات العالم تنبع من الميراث.
في عام 2023 جمع المزيد من المليارديرات ثرواتهم من خلال الميراث أكثر من ريادة الأعمال لأول مرة، بالإضافة إلى ذلك فإن مصدر ثروات كل المليارديرات السبعة عشر الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً هو الإرث.
وقالت ريبيكا ريدل إن هذا النقل للأصول مدعوم بحقيقة أن ثلثي بلدان العالم لا تفرض ضرائب الميراث على الورثة المباشرين، وفي الولايات المتحدة تم إضعاف ضريبة التركة من خلال التخفيضات الضريبية واستراتيجيات التهرب منها.
"إننا على وشك أن نشهد، إذا لم نتحرك، أكبر عملية نقل للثروة بين الأجيال في تاريخ البشرية، تقريباً لا يتم دفع الضرائب عنها، ولا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا"، كما قالت ريبيكا ريدل، مضيفة أن منظمة أوكسفام تدعو الحكومات إلى ضمان دفع الأثرياء والشركات حصتهم العادلة من الضرائب.
القوة السياسية المتنامية
إن الأثرياء يمارسون نفوذاً متزايداً على السياسة، وتقول منظمة أوكسفام إن إدارة ترامب القادمة هي مثال على ذلك، فهي تضم ما يقرب من اثني عشر شخصاً تبلغ ثروتهم مليار دولار على الأقل بمفردهم أو بالمشاركة مع أزواجهم، ما يجعلها واحدة من أغنى الإدارات في التاريخ.
يعمل ماسك، الذي ضخ أكثر من 260 مليون دولار في حملة ترامب لعام 2024، كمستشار بارز للرئيس المنتخب ويشارك في قيادة ما يسمى إدارة كفاءة الحكومة.
وقالت ريدل "إن ماسك والتأثير الهائل الذي يتمتع به على السياسة يعرفنا معنى قوة الملياردير غير المقيدة التي أصبحت تحدد نظامنا الاقتصادي والسياسي".
وفي خطابه الوداعي من المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، حذر الرئيس السابق جو بايدن من تركيز السلطة بين "عدد قليل جداً من الأشخاص الأثرياء للغاية".
وقال "اليوم، تتشكل في أميركا أوليغارشية من الثروة والسلطة والنفوذ الهائلين، ما يهدد حرفياً ديمقراطيتنا بأكملها وحقوقنا وحرياتنا الأساسية وفرصة عادلة للجميع للتقدم".