في خطوة مثيرة للجدل، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى تنفيذ أجندته الطموحة وإحداث تغيير شامل في الحكومة الفيدرالية، وذلك في أول يوم من ولايته الثانية.
وقال ترامب خلال خطابه الافتتاحي بعد أدائه اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة «بهذه الإجراءات سنبدأ عملية استعادة الولايات المتحدة بشكل كامل، وبدء ثورة قائمة على المنطق السليم»، مضيفاً «العصر الذهبي لأميركا يبدأ الآن».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفي ما يلي أبرز القرارات التي وقعها ترامب في اليوم الأول من ولايته:
تأجيل حظر تطبيق «تيك توك»
وقع ترامب أمراً تنفيذياً يؤجل الموعد النهائي الذي فرضته إدارة بايدن على شركة «ByteDance»، المالكة لتطبيق «تيك توك»، لبيع التطبيق أو مواجهة الحظر في الولايات المتحدة، ويعطيه مهلة لمدة 75 يوماً بعدما كان من المقرر إغلاقه في 19 يناير كانون الثاني 2025.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويوجه الأمر المدعي العام بعدم تطبيق القانون للسماح لإدارة ترامب بفرصة تحديد مسار العمل المناسب في ما يتعلق بالتطبيق، كما يوجه وزارة العدل إلى إصدار رسائل إلى شركات مثل أبل وغوغل وأوراكل، التي تعمل مع «تيك توك»، بهدف التأكد من عدم وجود انتهاك للقانون وأنه لا توجد مسؤولية عن أي سلوك حدث خلال الفترة المحددة أعلاه.
التعريفات الجمركية.. بدء التحقيق
قال الرئيس دونالد ترامب في حفل التوقيع في المكتب البيضاوي، مساء الاثنين، إن إدارته ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على المكسيك وكندا في الأول من فبراير شباط، وهو تغيير غير عادي في السياسة التجارية لأميركا الشمالية قد يؤدي إلى رفع الأسعار للمستهلكين الأميركيين.
وعندما سُئل ترامب حول الرسوم الجمركية على الصين، أشار إلى أن التعريفات واسعة النطاق التي فرضها خلال إدارته الأولى لا تزال سارية بعد أن تركها الرئيس السابق جو بايدن إلى حد كبير في مكانها.
ويوجه الإجراء التنفيذي وزيري التجارة والخزانة والممثل التجاري للولايات المتحدة إلى التحقيق في أسباب العجز التجاري الأميركي مع الدول الأجنبية، لتحديد كيفية بناء «خدمة الإيرادات الخارجية» لجمع الرسوم الجمركية، وتحديد الممارسات التجارية غير العادلة، فضلاً عن مراجعة الاتفاقيات التجارية الحالية لإجراء التحسينات المحتملة.
كما أنه يوجه الوكالات الحكومية إلى تحليل كيفية تأثير اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) التي وقعها ترامب في فترة ولايته الأولى على العمال والشركات الأميركية، وما إذا كان ينبغي لأميركا أن تظل في اتفاقية التجارة الحرة.
إلغاء قرارات إدارة بايدن
تراجع ترامب عن 78 قراراً تنفيذياً صادراً عن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بما في ذلك سياسات تتعلق بحماية حقوق مجتمع الميم، وتجديد العقود مع السجون الخاصة، وتطبيق قيود على الذكاء الاصطناعي.
عفو شامل عن متهمي أحداث 6 يناير
أصدر ترامب عفواً عاماً يشمل نحو 500 شخص ممن اتهموا في أحداث الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير كانون الثاني 2021، وشمل القرار تخفيف الأحكام عن 14 شخصاً من القيادات البارزة في جماعات مثل «براود بويز Proud Boys» و«أوث كيبرز Oath Keepers».
كان هذا القرار وفاءً لوعد قطعه ترامب خلال حملته الانتخابية لعام 2024، لكنه فاجأ الجميع بنطاق العفو غير المسبوق.
إجراءات للهجرة
أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية، موجهاً لاستخدام موارد البنتاغون لبناء الجدار الحدودي، كما أصدر أمراً تنفيذياً يسعى لتقييد منح الجنسية بالولادة في حالات محددة، وهو قرار يُتوقع أن يثير تحديات قانونية كبيرة.
انسحاب من منظمة الصحة العالمية
أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، مستشهداً بفشل المنظمة في التعامل مع الأزمات الصحية مثل جائحة كورونا، وكذلك ما وصفه بالتأثير السياسي غير المبرر للدول الأعضاء.
تجميد التوظيف وإعادة العمل من المكتب
وقع ترامب أمراً بتجميد التوظيف في المؤسسات الفيدرالية، مع استثناءات تشمل الجيش وأدواراً تتعلق بالأمن القومي، كما ألزم جميع الموظفين الفيدراليين بالعودة إلى العمل من مكاتبهم بدوام كامل.
اتفاقية باريس والطاقة
أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاقية باريس للمناخ، مبرراً قراره بأنها «اتفاقية غير متوازنة»، كما أطلق مبادرات لتسريع إنتاج الطاقة وتقليل القيود البيئية.
قرارات رمزية: إعادة تسمية معالم أميركية
في خطوة أثارت الجدل، أمر ترامب بإعادة تسمية جبل دينالي في ألاسكا ليعود إلى اسمه السابق «جبل مكينلي»، تكريماً للرئيس ويليام مكينلي.
كما وجّه بتغيير اسم خليج المكسيك إلى «خليج أميركا»، مؤكداً أن هذه القرارات تهدف إلى تعزيز الإرث الوطني للولايات المتحدة.
تحديات قانونية محتملة
في نهاية المطاف، ورغم جرأة هذه القرارات، فإنه يُتوقع مواجهة العديد منها تحديات قانونية جمة، خاصة تلك المتعلقة بالهجرة وحقوق الأفراد، كما يرى مراقبون أن هذه التحركات تشكل جزءاً من خطة ترامب لتعزيز قاعدته السياسية مع بدء ولايته الثانية.
(CNN، رويترز)
{{ article.formatted_date }}
