يُتوقَع أن تشهد أسعار القهوة ارتفاعاً متزايداً في البرازيل، أكبر مُنتِج ومُصَدِّر لهذه السلعة في العالم، وذلك نتيجة لتأثر مئات المزارع في ولاية ساو باولو جنوب شرق البلاد بحريق، وهو الأسوأ على الإطلاق الذي تم تسجيله في كاكوندي، المدينة التي تشهد أكبر إنتاج للبن في الولاية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ورغم أن الحريق بدأ من كومة قمامة أضرم النار فيها أحد السكان، فإن انتشاره المدمر والخارج عن السيطرة بالكامل يرجع في المقام الأول إلى الجفاف الشديد الذي ضرب البرازيل العام الماضي، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
ونتيجة جفاف الطقس الذي دام 5 سنوات وقلة الأمطار وانقطاعها عدة أشهر، عندما تتفتح أزهار القهوة تجد صعوبة في المقاومة ويقتلها جفاف الطقس
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وكان عام 2024 هو الأكثر حراً على الإطلاق في البرازيل، مع تسجيل أكبر عدد لحرائق الغابات منذ 14 عاماً، وأتت معظم الحرائق بسبب البشر، وتفاقم انتشارها بسبب الجفاف، ويرتبط الحر والجفاف، بحسب الخبراء، بتغير المناخ.
العام الماضي الأكثر تدميراً
تستحوذ البرازيل على أكثر من ثُلث إنتاج القهوة في العالم، لذا فإن معاناة المزارعين البرازيليين لها تأثير قوي في الأسعار.
وقد ارتفع سعر قهوة أرابيكا، الصنف الأكثر استهلاكاً، بنسبة 90 بالمئة عام 2024، وحطم رقمه القياسي المسجل عام 1977 في 10 ديسمبر كانون الأول، عند 3.48 دولار للرطل في بورصة نيويورك.
وقال المستشار البرازيلي المتخصص في القهوة غي كارفاليو، «أعمل في هذه الصناعة منذ 35 عاماً ولم أواجه مثل هذا الوضع الصعب من قبل، فمنذ الحصاد الكبير الأخير عام 2020، نواجه باستمرار مشكلات تتعلق بالمناخ».
ولفت إلى أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى الحصاد المخيب للآمال لأربع سنوات متتالية في البرازيل من 2021 إلى 2024، والتوقعات غير المتفائلة لعام 2025، فهناك عوامل جيوسياسية، بينها الحواجز الجمركية التي وعد بها دونالد ترامب قبل عودته إلى البيت الأبيض، أو القواعد الأوروبية الجديدة بشأن المنتجات الناتجة عن إزالة الغابات.
لكن بعض مزارعي البن البرازيليين يحاولون التكيُّف مع أزمة المناخ، من خلال زراعة نباتات القهوة في ظل الأشجار لحمايتها من الحرارة.
محاولة للتكيُّف مع الأمر
كما أن زراعة القهوة تحت ظلال الأشجار، كما كانت الحال في موطنها الأصلي في إفريقيا، لا تحميها من الحرارة فحسب، بل تسمح أيضاً للحبوب بأن تنضج بشكل أبطأ، ولذلك يصبح حجمها أكبر وطعمها أحلى، ما يزيد قيمتها في السوق.
كما أن زراعة القهوة تحت ظلال الأشجار، كما كانت الحال في موطنها الأصلي في إفريقيا، لا تحميها من الحرارة فحسب، بل تسمح أيضاً للحبوب بأن تنضج بشكل أبطأ، ولذلك يصبح حجمها أكبر وطعمها أفضل، ما يزيد قيمتها في السوق.