دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ يوم الأحد، مع نص الاتفاق على وقف القتال خلال الأسابيع الستة الأولى من تنفيذه، والإفراج التدريجي عن الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، وتدفق المساعدات إلى غزة، وقد أثار وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل آمالاً حذرة في إنهاء الحرب.
منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، تسببت الهجمات المتتالية على القطاع في إحداث تأثير مدمر، إذ حذرت وكالات الإغاثة من أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومرافق المياه والرعاية الصحية، سوف تستغرق سنوات لإعادة بنائها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
إليكم نظرة على ما أصبحت عليه غزة بعد 15 شهراً من الحرب.
الخسائر البشرية
قُتل أكثر من 45 ألف فلسطيني وجُرح أكثر من 100 ألف آخرين خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، كما قُتل ما لا يقل عن 1642 إسرائيلياً خلال الفترة ذاتها، بمن في ذلك 1200 في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر تشرين الأول، وما لا يقل عن 37 رهينة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
لا يزال هناك 11 ألف شخص آخرين في عداد المفقودين، ومن المرجح أنهم إما مفقودون أو لم يعثر عليهم بعد تحت الأنقاض، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
لكن الأبحاث الأخيرة تشير إلى أن عدد القتلى قد يكون أعلى بكثير من التقديرات الحالية، فقد وجدت دراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، ونُشرت كذلك في مجلة لانسيت هذا الشهر أن وزارة الصحة الفلسطينية قللت من عدد القتلى بنحو 41 في المئة، ووفقاً للدراسة بدءاً من أكتوبر تشرين الأول 2024، يُعتقد أن عدد سكان غزة الذين قتلوا بسبب العنف تجاوز 70 ألفاً.
وفي الوقت ذاته، قالت وزارة الصحة في أكتوبر تشرين الأول إن ثلث القتلى في العام الأول من الحرب كانوا من الأطفال.
دمار البنية التحتية ونزوح 90% من السكان
أدت الضربات العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير معظم أجزاء غزة، وكانت مدينة غزة الأكثر تضرراً، ووفقاً للأمم المتحدة، فقد تم تدمير أو إتلاف نحو 436 ألف وحدة سكنية في مختلف أنحاء القطاع.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 1.9 مليون فلسطيني، أو نحو 90 في المئة من السكان، نزحوا داخلياً، وقد نزح العديد من سكان غزة مرات عديدة، بعضهم حتى عشر مرات.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامره بانتظام بإخلاء السكان من منطقة خطرة إلى أخرى، كما أكدت مراراً وتكراراً أن «غزة لا يوجد بها مكان آمن»، ووفقاً لبيانات معهد دراسة الحرب، صدرت أوامر الإخلاء في 67 في المئة من مساحة غزة طوال فترة الحرب.
منطقة المواصي
أصبحت منطقة المواصي، التي تبلغ مساحتها 67 كيلومتراً مربعاً (25.9 ميل مربع)، أي ما يقرب من حجم مانهاتن، منطقة النزوح واللجوء الرئيسية لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أمرهم الجيش الإسرائيلي بمغادرة منازلهم، قبل الحرب كان هناك 9 آلاف شخص يعيشون هناك، وبحلول يوليو تموز 2024 تضخم عدد سكان المخيم إلى 1.7 مليون، وفقاً لشبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة المدعومة من الأمم المتحدة، وفي أكتوبر تشرين الأول قُدِّر عدد سكان المخيم بنحو 730 ألفاً، وفقاً لليونيسف.
ورغم تصنيفها كمنطقة إنسانية من قبل إسرائيل، تعرضت المواصي لغارات جوية إسرائيلية متكررة.
نحو 91% من سكان غزة في أزمة جوع
تشير التقديرات إلى أن 91 في المئة من سكان غزة يواجهون أزمة جوع، ويشمل ذلك أكثر من 340 ألف شخص يعانون من الجوع، وفقاً لتوقعات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
يعاني العديد من الأشخاص في غزة من صعوبة الحصول على الغذاء منذ أكثر من عام.
قبل الحرب، كانت غزة «مكتفية ذاتياً إلى حد كبير» من المنتجات الطازجة، وفقاً للأمم المتحدة، ووفقاً للبنك الدولي أدت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى إتلاف أو تدمير ما يصل إلى 96 في المئة من الأصول الزراعية، بما في ذلك المزارع والبساتين، وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية لشبكة CNN إنها «لا تضر بالأراضي الزراعية عمداً وتسعى إلى التخفيف من التأثير البيئي في غياب الضرورة التشغيلية».
تعتمد معظم مناطق غزة على المساعدات الإنسانية، لكن السلطات الإسرائيلية أغلقت العديد من نقاط دخول المساعدات إلى غزة طوال فترة الحرب.
ويشمل ذلك معبر رفح مع مصر، والذي كان في السابق أحد أكبر وأهم المعابر التي تستقبل المساعدات إلى غزة، والذي أُغلق منذ مايو أيار 2024، عندما سيطرت إسرائيل عليه، وكانت نقاط دخول المساعدات الأخرى مفتوحة مع إمكانية وصول محدودة للغاية.
وقالت الأمم المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني إن الناس «يتضورون جوعاً مع احتدام الصراع، مع منع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى المحتاجين».
قبل الحرب، كان متوسط عدد الشاحنات التي تدخل غزة يومياً 500 شاحنة -أي نحو 15 ألف شاحنة شهرياً- محملة بالمساعدات والسلع التجارية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تحديث يوم الثلاثاء إن 2205 شاحنات مساعدات فقط دخلت غزة في شهر ديسمبر كانون الأول، باستثناء المركبات التجارية والوقود.
ورفضت إسرائيل هذا الرقم، قائلة إنه لا يوجد حد لكمية المساعدات التي يمكن أن تدخل غزة، وإن أكثر من 5 آلاف شاحنة دخلت على مدار الشهر، وفقاً لبيان صادر عن مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، الذي يدير تدفق المساعدات إلى القطاع.
وفي الوقت ذاته، تواجه الشاحنات التي تدخل غزة الآن تحديات إضافية في التحرك عبر القطاع؛ إذ تضرر ما يقرب من 68 في المئة من شبكة الطرق، وفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجراه برنامج الأمم المتحدة.
المنشآت الطبية
بات نظام الرعاية الصحية في غزة في حالة خراب، فقبل أكتوبر تشرين الأول 2023، كان هناك 36 مستشفى عاملاً في غزة، أما الآن فلا يوجد مستشفى واحد في غزة يعمل بكامل طاقته.
بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول، فإن نمط الهجمات الإسرائيلية «دفع النظام الصحي إلى حافة الانهيار التام»، وحتى الآن أكدت منظمة الصحة العالمية وقوع 654 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية في غزة، ما أسفر عن مقتل 886 شخصاً وإصابة 1349 آخرين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس يختبئون داخل المستشفيات ويخزنون الأسلحة فيها.
نصف مستشفيات غزة فقط تعمل جزئياً، وتعتمد فقط على المساعدات وتسليم الوقود للعمل.
ويستمر نقص الوقود في تهديد خدمات الرعاية لنحو ألفي مريض، وفقاً لمجموعة الصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية، نحو 10 في المئة منهم في وحدات العناية المركزة، بالإضافة إلى ذلك يُقدر أن أكثر من 12 ألف مريض يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل إلى الخارج.
الانهيار الاقتصادي
أشار البنك الدولي إلى أن الحرب في قطاع غزة تسببت في انهيار الناتج المحلي الإجمالي لقطاع غزة بنسبة 86 في المئة في نهاية النصف الأول من عام 2024، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.
كما قال إن الصراع الدائر في الشرق الأوسط ما زال يؤثّر بشكل كارثي في الاقتصاد الفلسطيني ويدفع القطاع إلى أزمة غير مسبوقة.
بالإضافة لذلك، ارتفع التضخم في قطاع غزة بنسبة 300 في المئة في الأشهر الـ12 حتى أكتوبر تشرين الأول، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 440 في المئة، وأسعار الطاقة بأكثر من 200 في المئة.