خالفت شركة «جنرال موتورز» الأميركية، تصريحاتها التي أدلت بها بوقت سابق في يناير كانون الثاني، حينما قالت إنها ستوفر نحو ملياري دولار دون التخطيط لتسريح موظفيها، بعدما أفادت يوم الخميس بأنها تبحث عمن يريد ترك وظيفته طواعية.
في ملف تنظيمي، قالت شركة صناعة السيارات، إنها تتطلع إلى توفير التكاليف من خلال برنامج الفصل الطوعي الذي يحصل بموجبه الموظفون المؤهلون على تعويضات بناء على الفترة الزمنية التي قضوها في العمل لدى الشركة.
ومن المقرر أن تكلّف هذه العملية الشركة نحو 1.5 مليار دولار قبل الضرائب هذا العام.
من جهته، قال متحدث باسم «جنرال موتورز» لشبكة CNN، إن برنامج الفصل الطوعي سيقدم لجميع الموظفين الأميركيين ممن يتقاضون الرواتب والذين يمتلكون خبرة 5 أعوام على الأقل من الخدمة إضافة إلى المديرين التنفيذيين العالميين الذين عملوا مع الشركة لمدة عامين على الأقل.
وحرصت الشركة في بيان لها، على دعوة الموظفين للتفكير في البرنامج، وقال متحدث باسم «جنرال موتورز» إنه يمكن تحسين الربحية، والحفاظ على التميز في سوق تنافسي، من خلال خفض التكاليف المنظمة بصفة مستدامة.
وكان تقرير «مكتب إحصاءات العمل» الأمريكي الصادر يوم الأربعاء، قد أوضح انخفاض عدد الوظائف الشاغرة التي وفرتها سوق العمل في الولايات المتحدة بنهاية يناير كانون الثاني إلى 10.8 مليون وظيفة، مقابل 11.23 مليون وظيفة في ديسمبر كانون الأول، علماً أن الأرقام تعكس ضرورة مراقبة الفيدرالي للمزيد من المؤشرات لرسم صورة كلية عن أولوياته عن سوق الوظائف الذي قد يشهد المزيد من الزيادات المؤلمة في أسعار الفائدة مستقبلاً؛ سعياً لكبح جماح التضخم.
التوظيف الاستراتيجي
تمتلك «جنرال موتورز» 167 ألف موظف على مستوى العالم، منهم 124 ألف في أميركا الشمالية، ويشمل ذلك أكثر من 42 ألف عضو في نقابة عمال السيارات المتحدة.
وكانت الشركة قد أعلنت مؤخراً عن أرباح سنوية قياسية للعام الماضي 2022، كما أعلنت أيضاً عن خططها لخفض التكاليف بنحو ملياري دولار على مدار العامين المقبلين، بما في ذلك خفض النفقات العامة للشركة بصفة عامة.
بدورها، قالت الرئيسة التنفيذية ماري بارا للمستثمرين «إننا لا نخطط لتسريح الموظفين، بل نعمل على تقليص عملية التوظيف على الأدوار الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية فقط، على أن نستغل ذلك للمساعدة في إدارة عدد الموظفين الإجمالي».
التحول للسيارات الكهربائية
تنفق «جنرال موتورز» مبلغاً ضخماً من المال لتحويل الإنتاج من السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين إلى مجموعة من السيارات الكهربائية.
وفي النهاية، سيؤدي ذلك إلى تقليل تكاليف العمالة نظراً لأن المركبات الكهربائية لا تستغرق ساعات طويلة من العمل لإنتاجها، إلا أنها تتطلب مليارات الدولارات على شكل استثمار مقدم.
وتعتزم الشركة استثمار نحو 35 مليار دولار حتى عام 2025، في التحول إلى السيارات الكهربائية، بهدف توفير مجموعة كاملة بحلول عام 2035.
وفي الشأن ذاته، أعلنت شركة «فورد» عن خططها في فبراير شباط الماضي، لإلغاء 3800 وظيفة في جميع أنحاء أوروبا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وتوجهها نحو إنتاج السيارات الكهربائية.
وقالت في بيان إن تلك الخطة تأتي ضمن جهود الشركة لتوفير هيكل تكلفة أكثر تنافسية في أوروبا، مضيفة أنها تعتزم تقليص الوظائف من خلال الفصل الطوعي.
كتب- جوردان فالينسكي (CNN)
أسهم في كتابة التقرير كل من: كريس إيزيدور وبيتر فالديس-دابينا (CNN)