خطة الحكومة الأميركية لخفض انبعاثات السيارات والشاحنات الجديدة بحلول عام 2032، قد تفتح الباب لبيع المزيد من السيارات الكهربائية لتشكل نحو ثلثي السيارات الجديدة المباعة خلال العقد القادم في الولايات المتحدة.
وكانت السيارات الكهربائية ستصل إلى ذلك الحجم من الحصة السوقية بعد عام 2035 بدون هذه الاشتراطات الجديدة، التي اقترحتها وكالة حماية البيئة الأميركية يوم الأربعاء، وفقاً لما قاله ماتياس هيك محلل القطاع الصناعي بوكالة «موديز».
وتتوقع الوكالة انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة نحو عشرة مليارات طن بفضل المقترحات الجديدة.
وقال هيك إن «الأهداف التي وضعتها وكالة حماية البيئة يمكن تحقيقها، لكنها لن تكون سهلة، وستتطلب حجماً أكبر من الاستثمار، وتظل الخطة مجرّد اقتراح وقد تتغير».
ستتغير الأمور كثيراً خلال العقد المقبل، بما في ذلك البنية التحتية للشحن والمركبات نفسها، وستكون السيارات الكهربائية أكثر جاذبية مع تحسن تكنولوجيا البطاريات وانخفاض الأسعار، كما ستساعد حوافز الحكومة الأميركية، مثل ما نص عليه قانون الحد من التضخم الصادر عام 2022.
قال محلل سياسات النقل والطاقة في «كونسيومر ريبورتس»، كريس هارتو، «بعد عقد من الآن، ستكون السيارات الكهربائية مختلفة عما هو موجود في السوق اليوم»، وأوضح هارتو أنه حتى مع ارتفاع الحصة السوقية للمركبات الكهربائية إلى الثلثين، فإنها لن تملأ الطرق في أنحاء الولايات المتحدة بين عشية وضحاها.
وقال «سيظل نحو 80 في المئة من السيارات يعمل بالغاز في عام 2032، لكن شراء سيارة جديدة سيكون مختلفاً»، وأضاف هارتو «ستكون مسافات السير أطول، كما سيكون الشحن السريع أسهل وتكاليف التشغيل أقل».
وفي هذا السياق، يتوقع هيك أن الشحنة الواحدة لبطاريات السيارات الكهربائية ستسير أطول بنحو 30 في المئة في المستقبل، كما سيكون إعادة شحنها أسرع بنسبة 30 في المئة أيضاً.
وقال هارتو «مع تحسّن شبكات الشحن خلال السنوات المقبلة، لن يكون بيع السيارات الكهربائية أمراً صعباً للمستهلكين الذين يبحثون عن أفضل سيارة بسعر جيد».
قالت إليزابيث كرير، نائب رئيس قسم السيارات الكهربائية في «جيه دي باور» للبيانات وأبحاث المستهلكين، «سيكون هناك أيضاً المزيد من طرازات السيارات الكهربائية المتاحة بحلول عام 2032، حالياً توجد سيارات كهربائية مناظرة لنحو 40 في المئة من طرازات السيارات التي تعمل بالغاز والتي يستطيع الأميركيون شراءها».
تبلغ الحصة السوقية للسيارات الكهربائية حالياً نحو 8.5 في المئة، وتتوقع كرير إنتاج سيارات كهربائية مناظرة لما يقرب من 75 في المئة من المركبات التي يشتريها الأميركيون حالياً بحلول عام 2026، لترفع حصتها السوقية ثلاثة أضعاف لتصل إلى 27 في المئة.
ويعتقد إيفان دروري، محلل القطاع الصناعي في «إدموندز.كوم» لمعلومات السيارات، أن يساعد على تحقيق ذلك العدد المتزايد لصانعي السيارات الذين يدخلون سوق المركبات الكهربائية، مشيراً إلى أن كثيراً من المستهلكين يظلون أوفياء للعلامة التجارية المفضلة لهم.
قال دروري «أعتقد أنه مثلاً في حالة تويوتا، فإن قاعدة قوية من المستهلكين المخلصين لن ترضى بغير سيارات تويوتا».
وتقدم تويوتا طرازاً كهربائياً واحداً في الولايات المتحدة -«بي زد4 إكس»- لكنها تخطط للمزيد، وهناك أيضاً هوندا، وهي علامة تجارية يابانية أخرى لها مريدوها الأوفياء، لا تنتج في الوقت الراهن أية سيارات كهربائية، غير أن الشركة تجهّز مصانع في ولاية أوهايو لإنتاج مركبات كهربائية في المستقبل، وتتوقع هوندا إنتاج أول سيارة كهربائية لها العام المقبل.
وتجهّز جنرال موتورز كذلك عدداً من الطرازات الكهربائية في العام أو العامين المقبلين، وفي هذا الخصوص قال دروري إن خطط جنرال موتورز ستكون فرصة جيدة لاختبار مدى استعداد السوق الأميركية للسيارات الكهربائية في العامين المقبلين.
(بيتر فالديس-دابينا، CNN)