في خطوة جديدة تثير القلق بشأن مستقبل القطاع المصرفي في أكبر اقتصادات العالم، أعلنت وكالة التصنيف الائتماني العالمية «ستاندرد آند بورز» (إس آند بي) يوم الاثنين خفض تصنيف خمسة بنوك أميركية إقليمية بدرجة واحدة، مع نظرة مستقبلية سلبية للعديد من البنوك الأخرى.
وأشارت الوكالة إلى أن بيئة الإقراض «القاسية» الحالية في الولايات المتحدة هي ما دفعها لخفض تصنيف البنوك الخمسة والتي تشمل «كي كورب» و«كومريكا اينك» و«فالي ناشيونال بانك كورب» إلى جانب «يو ام بي فيانانشيال كورب» و«اسوشياتد بنك-كورب».
ويأتي قرار «ستاندرد آند بورز» بعد أسبوعين فقط من إعلان مؤسسة «موديز» للخدمات المالية عن خفض تصنيف عشرة من البنوك الصغيرة ومتوسطة الحجم ومراجعة تصنيفات العديد من البنوك الكبرى من بينها بنك «نيويورك ميلون» و«ستيت ستريت» و«نورثرن تراست»، ما أدى لصدمة واسعة في الأسواق حينها.
وفي أعقاب الاضطرابات التي شهدها القطاع المصرفي في بداية العام إثر انهيار بنك «وادي السيليكون»، اضطرت العديد من البنوك الإقليمية إلى دفع أسعار فائدة أعلى على الودائع لجذب العملاء وإقناعهم بعدم سحب أموالهم، ما أثر سلباً على أرباحها، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكن العديد منها من وقف نزيف سحب الودائع.
في الوقت نفسه، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة 11 مرة خلال 17 شهراً لتصل إلى أعلى مستوياتها في 22 عاماً، ما يزيد عزوف العملاء عن الاقتراض وبالتالي التأثير سلباً على أرباح البنوك، خاصة الصغيرة والمتوسطة.
وأشارت «ستاندرد آند بورز» إلى انخفاض متوسط قيمة الودائع في بنك «كوميركا» بنحو 14 مليار دولار منذ الربع الثاني من العام الماضي، ما يعد أحد الأسباب الأساسية وراء خفض تصنيف البنك.
وذكرت الوكالة أن 90 في المئة من البنوك لديها توقعات مستقرة، أما الـ10 في المئة المتبقية فلديها توقعات سلبية، ولا توجد لأي منها توقعات إيجابية.
(اليزابيث باتشوالد-CNN)