ما «الآيس كريم» المفضل لديك؟ يبدو أنه ليس هناك من داعٍ لسؤالك إن كنت من محبيه أم لا، فالكل أجمع على عشق هذه الحلوى ويفضلون تناولها سواء في فصل الصيف أو حتى في الشتاء؛ لكن استهلاك الآيس كريم أصبح في خطر الآن، فالعديد من عشاقه تخلوا عن تناوله.
وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية، فقد انخفض استهلاك الآيس كريم منذ سنوات، ففي عام 1986 تناول الفرد الواحد 18 رطلاً من الآيس كريم العادي، أما بحلول عام 2021، فانخفض الاستهلاك بمقدار الثلث إلى 12 رطلاً فقط للفرد.
بلغ استهلاك الفرد للآيس كريم في الولايات المتحدة ذروته في الأربعينيات لكن نصيب الفرد الواحد منه انخفض في التسعينيات من القرن الماضي.
واحتل الآيس كريم مكانة مميزة في تاريخ الثقافة والطهي الأميركي، وفقاً لما قاله مات سيجال مؤلف كتاب «التاريخ السري للطعام».
استمر الاهتمام بالآيس كريم أثناء الحرب العالمية الثانية، مدعوماً باستخدام الحكومة له للمساعدة في رفع الروح المعنوية.
وقال سيجال «لقد بنينا مصانع آيس كريم، وأنفقنا أكثر من مليون دولار على بارجة عائمة لترتيب دوريات في المحيط الهادئ لتوصيله».
وفي عام 1946، أنتجت الولايات المتحدة نحو 22.7 رطل من الآيس كريم للفرد، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.
لماذا أصبح استهلاك الآيس كريم في خطر بعد ذلك؟
يقول سيجال «أعتقد أن جزءاً من سبب تلاشي الآيس كريم هو تلاشي الحداثة، إضافة إلى المخاوف بشأن تأثير السكر على الصحة، وبالتالي تلاشت صورة الآيس كريم كعلاج مفيد».
مخاوف صحية
في عام 1967، بعد الموت المفاجئ لبيرت باسكن، المؤسس المشارك لإمبراطورية الآيس كريم، كتب جو روبنز في مقال بمجلة «لايف إكستنشن» عن الأضرار الصحية لهذه التجارة «بدأت أعتقد أنه كلما تناولت المزيد من الآيس كريم، زاد احتمال إصابتك بأمراض القلب والسكري والسمنة».
ابتعد روبنز عن الشركة العائلية، وكرّس اهتمامه للدعوة إلى الأنظمة الغذائية القائمة على النباتات، ودعم حقوق الحيوان، ما أسهم في تضرر حجم استهلاك الآيس كريم.
من جهته، يعتقد كبير محللي الألبان في «رابوبانك» لوكاس فوس، أن المشكلة الصحية هي أحد أسباب تراجع استهلاك الآيس كريم.
ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية، فإن استهلاك الآيس كريم قليل الدسم وغير الدسم أفضل حالاً خلال الفترة من 1986 إلى 2021، إذ ارتفع من 6.1 رطل للفرد سنوياً في عام 1986 إلى 6.4 رطل في عام 2021.
يعتقد البعض الآخر أن الأميركيين لا يحبون الآيس كريم بعد الآن، كل ما في الأمر أن أذواقهم قد تطورت، ففي هذه الأيام يتوق المزيد من الأشخاص إلى خيارات متميزة ونكهات معينة، والتي ينتهي بها الأمر بتكلفة أعلى.
تطور تجارة الآيس كريم
على مر السنين، بدأ الآيس كريم في الظهور بأحجام أصغر، كما قال جون كروفورد، نائب رئيس رؤى العملاء لمنتجات الألبان في شركة «سيركانا» لأبحاث للمستهلكين.
وأضاف «كان هناك تحول من الأحجام الكبيرة من الآيس كريم إلى الحزم الفردية»، وأرجع انخفاض استهلاك الفرد إلى إمكانية شراء كميات أقل.
سجلت «سيركانا» انخفاضاً في الحجم في السنوات الأخيرة، ووفقاً لبياناتها، فقط انخفضت مشتريات آيس كريم الألبان من حيث الحجم بنحو 8 في المئة من 2018 إلى 2022، وعلى الرغم من ذلك فقد ارتفعت مبيعات تجارة الآيس كريم بالدولار، ما يعني أن المستهلكين يدفعون مقابلاً مادياً أكبر لمنتجات أقل.
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، برزت علامات تجارية مثل «جينيز»، و«تالينتي»، «فان ليوين»، بينما روّجت للعديد من النكهات الجديدة، ما عزز تجارة الآيس كريم.
على الرغم من أن تعدد الاتجاهات قد تكون ضد النكهات التقليدية، فإنها احتفظت بقوتها وانعكست على استهلاك الآيس كريم، ففي عام 2022 بلغت مبيعات آيس كريم الألبان التقليدي نحو 7 مليارات دولار، وفقاً لشركة «سيركانا».
(دانييل وينر برونر – CNN)