بعد أسبوع حافل مليء بالعواصف جراء أحداث بنك «سيليكون فالي»، جاءت بعض الأصوات البارزة في قطاع التكنولوجيا لتدعم علناً البنك المتعسر، بل وتحث الآخرين على فعل الشيء نفسه.

وفي بيان مشترك نُشر هذا الأسبوع صادر عن ائتلاف من كبرى شركات رأس المال الاستثماري، شملت شركاء «لايت سبيد فينشر» وصندوق «ماي فيلد» و«أب فرنت فينشرز»، قالوا فيه «بصفتنا أصحاب رؤوس أموال مجازفة وعملاء في بنك سيليكون فالي، فإننا نوصي شركات محفظتنا بالاحتفاظ أو إرجاع 50 في المئة من إجمالي رأس مالها إلى البنك» وأضافوا خلال البيان «نعتقد أن بنك سيليكون فالي هو واحد من أكثر البنوك أماناً في البلاد».

.

يأتي هذا الإجماع من الدعم مؤخراً في أعقاب الانهيار المفاجئ للبنك يوم الجمعة الماضي، حيث كانت عطلة نهاية أسبوع مشحونة بالنسبة للمديرين التنفيذيين للشركات الناشئة، إذ أصبحوا غير متأكدين إذا ما كانوا سيكونون قادرين على سداد كشوف المرتبات، ثم جاء بعدها بيومين إعلان الحكومة الفيدرالية أنها ستتدخل لضمان تكامل جميع المودعين، كما يأتي أيضاً بعد أن تسببت مشكلة البنك الإقليمية في حدوث صدمة في الأسواق المالية العالمية.

قام فيلي التشيف، الشريك في «تو سيجما فينشرز»، بنشر تغريدة عبر تويتر يوم الثلاثاء، قائلاً إنه تحدث مع مسؤول تنفيذي خطط لإعادة أمواله إلى البنك لأنه «الآن أكثر البنوك أماناً في الولايات المتحدة»، وأضاف التشيف «أنا شخصياً متمسك ببنك سيليكون فالي باعتباره المصرف الأساسي الذي أتلقى منه وديعتي المباشرة».

.

يأتي الدعم العام بعد أن اتُّهم بعض أصحاب رؤوس الأموال في الفترة السابقة بالمساعدة في تأجيج الذعر الأصلي عبر الإنترنت، الذي بدوره أشعل فتيل هروب المودعين من البنك ما أدى إلى انهياره.

يسلط هذا الدفع لمواصلة ممارسة الأعمال التجارية مع بنك سيليكون فالي أيضاً الضوء على العلاقة الفريدة بين مُقرضي قطاع التكنولوجيا ومجتمع الشركات الناشئة، واعتمادهم المتبادل على بعضهما البعض.

عمل البنك مع ما يقرب من نصف مجموع شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية المدعومة من المشاريع الأميركية، وقد أدى انهياره إلى زيادة التحديات في القطاع التكنولوجي، إذ انخفض التمويل الاستثماري وارتفعت أسعار الفائدة، وأدى عدم اليقين على مستوى الاقتصاد الكلي الأوسع إلى انخفاض التمويل للمشاريع الطموحة والخاسرة التي خرجت من وادي السيليكون على مدار العقد الماضي.

الدعم ليس بالإجماع

لكن لا يشترك الجميع في تلك الرغبة في إبقاء الإخلاص تجاه بنك سيليكون فالي بعد انهياره، إذ جاء بانك، أحد الرؤساء التنفيذيين للشركات الناشئة، رداً على البيان المشترك الصادر عن مجموعة شركات رأس المال الاستثماري الذي يحث الناس على مواصلة العمل المصرفي، وقال متسائلاً «سؤال صادق، لماذا أفعل ذلك بعد أن جعلوني أمر بإحدى أسوأ 48 ساعة في حياتي؟».

شهدت مجموعة من أكبر البنوك الأميركية، بما في ذلك «بانك أوف أميركا» و«ويلز فارغو» و«سيتي غروب»، زيادة كبيرة في الودائع منذ أن واجه بنك سيليكون فالي مشكلات الأسبوع الماضي، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر لشبكة CNN.

وقد أخبر العديد من قادة الشركات شبكة CNN أنهم سارعوا لإنشاء حسابات مصرفية في مكان آخر بعد أحداث الأسبوع الماضي، حيث قال أحدهم «لا أريد أن أواجه ذلك مرة أخرى».

ومع ذلك، فإن بيانات الدعم من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة تعكس بعض رسائل البنك الخاصة.

وكتب تيم مايوبولوس، الرئيس التنفيذي المعين في مذكرة للعملاء يوم الثلاثاء «إن الشيء الأول الذي يمكنك القيام به لدعم مستقبل هذه المؤسسة هو مساعدتنا في إعادة بناء قاعدة الودائع الخاصة بنا، سواء من خلال ترك الودائع في بنك سيليكون فالي برديج أو تحويل الودائع التي بقيت خلال الأيام العديدة الماضية».

وشدد مايوبولوس أيضاً على أن إعلان إدارة بايدن أن جميع الودائع محمية بالكامل من قبل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع «يعني بشكل فعال أن الودائع المحتفظ بها لدى بنك سيليكون فالي هي من بين أكثر الودائع أماناً في أي بنك أو مؤسسة في البلاد».

كتبت كاثرين ثوربيك لـCNN