لم تسلم البنوك الكُبرى في الولايات المتحدة من الضربة التي تعرض لها بنكا « سيليكون فالي» و«سيغنتشر»، على الرغم من ضمان حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن وصول عملاء البنكين إلى جميع أرصدتهم اعتباراً من يوم الاثنين.

وانهار بنك «سيليكون فالي»، الذي يركز على الشركات الناشئة والأعمال الصغيرة، في العاشر من مارس آذار، وهو أكبر بنك يفلس منذ الأزمة المالية في 2008.

كما أغلق المنظمون في الولاية بنك «سيغنتشر» يوم الأحد، الأمر الذي غذّى المخاوف من زعزعة استقرار النظام المصرفي الأميركي.

وتكبدت أكبر عشرة بنوك أميركية من حيث القيمة السوقية خسائر بلغت 186.72 مليار دولار منذ ذلك الحين، وفقاً لحسابات «CNN الاقتصادية» المعتمدة على بيانات محرك «رفينتيف» الدولي.

ويمثل هذا الانخفاض نسبة 12 في المئة من القيمة السوقية لأكبر عشرة بنوك أميركية، بقيادة «تشارلز شواب كورب» الذي انخفضت قيمته بنسبة 31 في المئة أو ما يعادل 43 مليار دولار، يليه بنك «ترويست» مع تراجع بنحو 26 في المئة، و«يو إس بانكورب» بنحو 20 في المئة أو 14 مليار دولار.

ومع ذلك، لم تكن أسهم أكبر عشرة بنوك أميركية هي الأكثر تضرراً من انهيار «سيليكون فالي»، إذ تعرضت أسهم البنوك الأصغر للضربة الأكبر، مهددة من خطر خفض تصنيفها الائتماني من قبل وكالة «موديز».

وهبط سهم بنك «فيرست ريبابليك» بأكثر من 60 في المئة خلال تعاملات يوم الاثنين، مع تراجع «ويسترن أليانس» بنحو 47 في المئة، وانخفاض «باك ويست بانكورب» 20 في المئة، بحسب بيانات «CNN».

هل تتكرر أزمة 2008 مجدداً؟

قال دان آيفز، المحلل لدى شركة «ويدباش سيكوريتز» في تصريحاته لشبكة «CNN»، إن الاحتياطي الفيدرالي قام بتسييج كارثة بنك «سيليكون فالي» وتجنب أزمة ذات أبعاد ملحمية للقطاع المصرفي.

وقال بيان مشترك للبنك الفيدرالي ووزارة الخزانة الأميركية صدر يوم الاثنين إن «المودعين جميعهم سيتمكنون من الوصول إلى أموالهم كاملة اعتباراً من الثالث عشر من مارس آذار، مع عدم تحمل دافع الضرائب أية خسائر مرتبطة بالقرار».

كما أعلن الاحتياطي الفيدرالي أنه سيقدم قروضاً بنكية لمدة تصل إلى عام مقابل سندات الخزانة الأميركية والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري التي فقدت قيمتها.

وستوفر وزارة الخزانة أيضاً حماية ائتمانية بقيمة 25 مليار دولار لتغطية خسائر البنوك، والتي من شأنها تسهيل وصول البنوك إلى النقد عندما تكون في حاجة إليه، وهي إجراءات من شأنها الحد من المخاوف المتعلقة بتكرار أزمة 2008.