مع تباطؤ الاقتصاد، استعاد أصحاب العمل اليد العليا في المفاوضات مع الموظفين والباحثين عن عمل، ولكن هل سيظل العمل عن بُعد والعمل الهجين ميزتين توفرهما الشركات وتسمح بهما في خِضم تلك الأوضاع؟

وجدت البيانات الحديثة الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأميركي أن 27.5 في المئة فقط من شركات القطاع الخاص أفادت بأن موظفيها عملوا عن بُعد في بعض أو طوال الفترة بين الأول من أغسطس آب 2022، والثلاثين من سبتمبر أيلول 2022.

بعبارة أخرى، قالت 72.5 في المئة من مؤسسات القطاع الخاص إنها لا تملك موظفين يعملون عن بُعد، ارتفاعاً من 60 في المئة في الفترة من يوليو تموز إلى سبتمبر أيلول 2021.

وأوضح مكتب الإحصاء الأميركي أن الإحصائيات المعلنة تستند إلى إجابات المشاركين في الاستطلاع والتي تعكس سياسات العمل عن بُعد الرسمية للشركة، وليست غير الرسمية مثل اتفاق بعض الموظفين بشكل غير رسمي على العمل عن بُعد في بعض الأحيان لظروف استثنائية.

كانت هذه النسبة عالية بشكل صادم للباحثين والمراقبين، مقارنة بما توصلت إليه الدراسات واستطلاعات الرأي الأخرى.

وتشير الدراسات الاستقصائية الأخرى لمن يعملون في جميع القطاعات وليس فقط في القطاع الخاص، إلى أن العمل عن بُعد لا يزال شائعاً في فترة ما بعد الوباء، لأولئك الذين تسمح وظائفهم بذلك.

على سبيل المثال، وجد مركز «بيو» للأبحاث -في استطلاع على المستوى الوطني للعاملين بدوام كامل في الولايات المتحدة أُجري في فبراير شباط- أن 41 في المئة من الموظفين الذين لديهم أعمال تسمح بالعمل عن بُعد يعملون الآن وفقاً لنموذج العمل الهجين، أي بعض الأيام من المكتب والبعض الآخر من المنزل.

يشير ذلك إلى أن الضغط الذي اتبعته الشركات الكُبرى مثل «ديزني» و«أمازون» و«أبل»، بالإضافة إلى العديد من بنوك وول ستريت، لإعادة الموظفين إلى مكاتبهم ثلاثة أيام أو أكثر في الأسبوع ربما لم يغير الأمر كثيراً.

ويؤكد خبراء العمل عن بُعد -بشدة- أن نظام العمل الهجين سيظل ميزة دائمة للعمل في الولايات المتحدة لمجموعة من الأسباب، بما في ذلك تحسين معدل مشاركة الموظفين والاحتفاظ بهم، حتى إذا كانت أوجه الخلل المتعلقة بهذا النظام لا تزال قيد العمل في الوقت الفعلي.

في غضون ذلك، ستبقى وظائف العمل عن بُعد بشكل كامل قائمة، ولكنها قد تصبح أقل انتشاراً مما كانت عليه مؤخراً.

وكشف استطلاع «بيو» الأخير، أن 35 في المئة من المشاركين يعملون عن بُعد بدوام كامل، بانخفاض عن النسبة 55 في المئة المُسجلة في استطلاع أكتوبر تشرين الأول 2020، لكنها لا تزال أعلى بكثير من النسبة البالغة 7 في المئة قبل الوباء.

(جين سهادي، CNN).