طلبت شركة بوينغ من شركات الطيران فحص جميع طائراتها من طراز 737 ماكس؛ بحثاً عن مسمار مفكوك محتمل في نظام الدفة، بعد أن اكتشفت إحدى شركات الطيران مشكلة محتملة في جزء رئيسي في طائرتين.
وعثرت شركة طيران دولية لم تذكر اسمها على مسمار به صامولة مفقودة في آلية ربط التحكم في الدفة، أثناء إجراء الصيانة الروتينية، وعثرت على مسمار مماثل لم يتم ربطه بشكل صحيح في طائرة لم تُسلم بعد، تُستخدم دفة الطائرة للتحكم في الطائرة وتحقيق استقرارها أثناء الطيران.
ماذا قالت بوينغ؟
وقالت بوينغ إنه تم إصلاح الطائرة ذات المسمار المفقود، لكنها تريد التأكد من فحص جميع طائرات (737 ماكس) البالغ عددها 1370 طائرة والموجودة في الخدمة بالفعل في جميع أنحاء العالم بحثاً عن مشكلات مماثلة.
وقال متحدث باسم بوينغ في بيان، «عُولجت المشكلة التي تم تحديدها في الطائرة المشار إليها»، وأضاف «من باب الحذر الشديد، نوصي المشغلين بفحص طائراتهم من طراز (737 ماكس)، وإبلاغنا بأي نتائج».
وأبلغت شركة بوينغ إدارة الطيران الفيدرالية التي قالت يوم الخميس، إن التفتيش يتضمن البحث عن «مسمار مفكوك محتمل في نظام التحكم في الدفة»، وتستغرق المهمة نحو ساعتين، وفقاً لإدارة الطيران الفيدرالية، وستقوم شركات الطيران بإبلاغ الهيئة التنظيمية بالتقدم المحرز في عمليات التفتيش.
وقالت بوينغ إن الإصلاح يتضمن إزالة لوحة الوصول، والتحقق بصرياً من الصواميل والمسامير، ستقوم شركة بوينغ بإجراء الفحص على جميع الطائرات الجديدة في المستقبل.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إنها «ستفكر في اتخاذ إجراء إضافي بناءً على أي اكتشاف آخر للأجهزة غير محكمة الربط أو المفقودة».
عنصر الأمان المفقود
الجزء المعني هو عنصر أمان بالغ الأهمية، وتطلب إدارة الطيران الفيدرالية فحصاً مزدوجاً له، وهذا يعني أن مجموعتين من العيون يجب أن تشير إلى أن الطائرة جاهزة للطيران.
لقد شكّلت المشكلات الهندسية والجودة التي تواجهها بوينغ تحديات كبيرة للشركة؛ فقد أدى تحطم طائرتين من طراز (737 ماكس) إلى مقتل جميع الأشخاص البالغ عددهم 346 فرداً على متن الرحلتين؛ ما أدى إلى توقف الطائرة عن العمل لمدة 20 شهراً، وكانت أيضاً واحدة من المآسي الأعلى تكلفة للشركات في التاريخ، إذ كلفت شركة بوينغ أكثر من 20 مليار دولار.
عادت الطائرة (ماكس) إلى الجو حاملة الركاب في معظم الأسواق حول العالم بدءاً من أواخر ديسمبر كانون الأول 2020، لكنها واجهت مشكلات أخرى، بما في ذلك في أبريل نيسان عندما قالت بوينغ إنها اكتشفت مشكلة تصنيع في بعض طائرات (737 ماكس) بعد أن استخدم أحد الموردين «عملية تصنيع غير قياسية» أثناء تركيب قطعتين من التركيبات في الجزء الخلفي من جسم الطائرة، على الرغم من إصرار بوينغ على أن المشكلة لا تشكل خطراً على السلامة.
واجه طراز الطائرة (ماكس) العديد من الإشعارات لإجراء عمليات فحص إضافية منذ عودته إلى الخدمة، وتقول شركة بوينغ إن ذلك نتيجة لتركيزها المتزايد على السلامة، لكن لا يمكن تبرير الخلل المفقود في نظام بالغ الأهمية، كما أشار ديفيد سوسي، محلل السلامة في CNN.
وقال سوسي «إذا غادرتْ الطائرة المصنع مع هذا الجزء المفقود، فهذا يشير إلى أن تحسينات ثقافة أسس الأمن والسلامة على مدى السنوات الثلاث الماضية وتحسين عمليات التفتيش على معايير السلامة الحرجة لأنظمة الطيران في بوينغ لم تنجح».
مشكلات طرازات بوينغ الأخرى
واجهت شركة بوينغ مشكلات وتأخيرات وغرامات مالية لجميع الطائرات حاملات الركاب الأخرى تقريباً؛ فقد أبلغت إدارة الطيران الفيدرالية عن مشكلات في الجودة مع طائرات الشركة (787 دريملاينر)، ما دفع بوينغ إلى وقف عمليات التسليم لهذا الطراز مؤقتاً في العام الماضي، وعلى الرغم من أن طائرة (دريملاينر) لم يتم إيقافها مثل طائرة ماكس، فإنها لا تزال تضر بالنتائج النهائية للشركة.
واجهت شركة بوينغ خسائر تشغيلية هائلة في الأرباع الأخيرة أثناء محاولتها تسليم العدد الضخم من طائرات 737 ماكس للعملاء وزيادة التكاليف على الطائرات الأخرى، بما في ذلك الطائرة التي ستحل محل طائرات (إير فورس وان) الحالية.
(غريغوري والاس، CNN)