يعود الإنتاج من جديد في أكبر مصنع لأيفون في العالم بعد فترة توقف استمرت منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي، بسبب تطبيق قيود كوفيد-19 في الصين وإضرابات العمال، إذ إنه يعمل الآن بكامل طاقته تقريبًا، وفقًا لتقرير وسائل الإعلام الحكومية الصينية.
ذكرت جريدة «هينان» اليومية يوم الثلاثاء، أن المصنع العملاق في وسط الصين والذي يملكه «فوكسكون» مورد «أبل» كان يعمل بإجمالي 90% من طاقته الإنتاجية والمخطط لها في نهاية ديسمبر، طبقًا لنائب المدير العام للمنشأة «وانغ شيويه» في مقابلة مع جريدة هينان ديلي.
ونُقل عنه قوله: «في الوقت الحالي تبدو دفاتر الطلبات جيدة، وستبلغ الطلبات ذروتها من الآن حتى بضعة أشهر قادمة لما بعد العام الصيني الجديد»، في حين ستبدأ السنة القمرية الجديدة في 22 يناير.
ولم ترد «فوكسكون» بعد على طلب «سي إن إن» للتعليق على التقرير.
وقالت الشركة الشهر الماضي إنها تعمل على استعادة معدلات الإنتاج الذي تضرر بشدة من اضطرابات الإمدادات الناجمة عن قيود كوفيد، إذ قدّر دانييل آيفز محلل «ويدبوش» للأوراق المالية في نوفمبر تشرين الثاني، أن الاضطرابات في مدينة «تشنغتشو» كلفت شركة «أبل» ما يقارب المليار دولار أسبوعياً نتيجة خسارة مبيعات آيفون.
وطبقًا لتقرير «يو بي إس» في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، فقد بلغ الوقت المحدد لاستلام طروحات الآيفون «14 برو» و«14 برو ماكس» 34 يومًا في الولايات المتحدة بسبب قيود سلاسل الإمداد المفروضة في الصين، ووصف محلل «يو بي إس» ذلك الانتظار «بالمتطرف».
ونقلت صحيفة «هينان» اليومية في سياق منفصل نقلًا عن مسؤول تنفيذي لشؤون اللوجستيات بشركة «فوكسكون»، أنه في الأيام الأولى من يناير كانون الثاني حقق حجم الشحنات الواردة والصادرة أعلى مستوى له خلال عام.
ويأتي صدور تقرير الاستئناف الشبه الكامل للإنتاج بعد شهر من قرار الصين المفاجئ لإنهاء إجراءات قيود وباء كورونا التي استمرت نحو ثلاثة أعوام، الأمر الذي أدى إلى حدوث موجة ضخمة من الإصابات بفيروس كوفيد.
ووفقًا لتقرير في صحيفة وول ستريت جورنال، فإن رسالة من مؤسس شركة «فوكسكون» تيري جو لعبت دورًا رئيسيًا في إقناع القادة الصينيين بتسريع خطط تخفيف سياسات كوفيد-19 في البلاد، ونقل عن جو محذرًا من أن الضوابط الصارمة لقيود كوفيد قد تهدد موقع الصين الاستراتيجي والمركزي بالنسبة لسلاسل الإمداد العالمية.
ونقلت صحيفة «هينان» اليومية عن وانغ قوله إن «آيفون سيتي» تعمل في الوقت الحالي بنحو 200 ألف عامل، وذكر أن كل موظف مؤهّلٌ للحصول على مكافآت بحد أقصى 13 ألف يوان (1883 دولارًا أميركيًا) شهريًا، دون التطرق لرواتبهم الأساسية.
وبدأت مشكلات «فوكسكون» في أكتوبر تشرين الأول الماضي مع مغادرة العمال حرم المصنع الواقع في مقاطعة خنان بوسط الصين، بسبب مخاوف متعلقة ببيئة العمل منها فيروس كوفيد ونقص الغذاء، وبسبب نقص الموظفين، تم تقديم مكافآت مجزية بهدف إعادة العمال.
ولكن اندلعت احتجاجات عنيفة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي تزامنًا مع عدم التزام الإدارة بوعودها نحو الموظفين المعينين حديثًا، إذ اشتبك العمال مع ضباط الأمن قبل أن تعرض عليهم الشركة في النهاية نقودًا لترك العمل ومغادرة الموقع.
وقال المحللون إن مشكلات الإنتاج في «آيفون سيتي» ستسرّع من تحقيق تنوع في سلاسل التوريد الخاصة بشركة «أبل» بعيدًا عن الصين.