وقّعت شركة التعدين العربية السعودية «معادن»، مجموعة من الاتفاقيات بهدف زيادة قدراتها الاستكشافية والتعدينية، وفقًا لما أعلنته لسوق تداول السعودي.

وتعتمد استراتيجية الشركة خلال الفترة المقبلة على الاستثمار في قطاعات خام الحديد والنحاس والنيكل والليثيوم كشريك غير مشغل يمتلك حصص أقلية.

اتفاقية مع صندوق الاستثمارات العامة

شملت الاتفاقيات التي وقّعتها شركة التعدين العربية السعودية «معادن»، اتفاقية مع صندوق الاستثمارات العامة بهدف تأسيس شركة للاستثمار في الأصول التعدينية على الصعيد الدولي، وبهدف تأمين المعادن الاستراتيجية.

ويأتي ذلك ضمن مجموعة من الاتفاقيات قامت شركة التعدين العربية السعودية بالتوقيع عليها، بهدف تأسيس أربع شركات للاستكشاف والاستثمار في مجال الأصول التعدينية.

وبموجب هذه الاتفاقية مع صندوق الاستثمارات العامة، تمثل نسبة ملكية «معادن» في الشركة نحو 51 في المئة، فيما تبلغ نسبة ملكية الصندوق نحو 49 في المئة، على أن يبلغ رأس مال الشركة الأولي المدفوع نحو 187.5 مليون ريال.

ومن المقرر أن تسهم «معادن» من مواردها الخاصة في حصتها في الشركة البالغة قيمتها 95.625 مليون ريال.

اتفق الطرفان على التزامهما بتمويل الشركة بمبلغ إجمالي يصل إلى نحو 11.95 مليار ريال، ليكون الحد الأقصى لاستثمار «معادن» في الشركة نحو 6.095 مليار ريال، ما لم يختلف الاتفاق بين «الأطراف» مستقبلًا.

ويعد صندوق الاستثمارات العامة أكبر مساهم في «معادن» إذ يمتلك نحو 67.18 في المئة من أسهمها.

الاستحواذ على أسهم «إيفانهو»

وقعت «معادن» كذلك على اتفاقية البنود الرئيسية للاستحواذ على 9.9 في المئة من أسهم الشركة الأميركية «إيفانهو» (Ivanhoe Electric)، وذلك مقابل 474 مليون ريال أي ما يعادل 126.4 مليون دولار، على أن تكتمل الصفقة في الربع الأول من العام الجاري، علمًا أنها مموّلة بالكامل من موارد الشركة.

وبموجب هذه الاتفاقية ستقوم «معادن» بتأسيس شركة جديدة مملوكة مناصفةً مع «إيفانهو» بغرض الاستكشاف وتطوير مشروعات التعدين في السعودية، مستخدمةً تكنولوجيا التايفون (Typhoon) التي من شأنها أن تسهم في تسريع عمليات الاستكشاف، وتقليل المخاطر والتكاليف، وذلك بحثًا عن إمكانية وجود معادن كبريتية تحتوي على النحاس والنيكل والذهب والفضة.

.

التعاون مع شركة «باريك» للذهب

كما أعلنت «معادن»، عبر تداول السعودية، توقيعها اتفاقية شراكة مع «باريك للذهب تي 7 المحدودة» التابعة لشركة «باريك» للذهب، بهدف تأسيس شركة في السعودية مملوكة مناصفةً بينهما بهدف تسريع عمليات استكشاف الموارد.

ومن المقرر أن تسهم «معادن» بنحو 7.6 مليون دولار من مواردها الذاتية في الأعمال الاستكشافية.

وتتعاون «معادن» مع شركة «باريك» للذهب السنغافورية لتأسيس شركة للاستكشاف والتنقيب في جنوب منطقة جبل صايد، إذ تمتلك شركة التعدين العربية السعودية رخصة للتنقيب هناك، وستكون الشراكة مناصفة بين الطرفين.

إنتاج الأسمدة الفوسفاتية

بقيمة 278 مليون دولار، وقّعت «معادن» عقد خدمات الهندسة والمشتريات وإدارة الإنشاء مع شركة «وورلي بارسونز» العربية المحدودة وجيزا الدولية بهدف بناء المرحلة الأولى من مشروع الفوسفات 3، في مدينتي وعد الشمال ورأس الخير للصناعات التعدينية، ومن المتوقع أن يقوم المشروع بإنتاج 1.5 مليون طن سنويًا من الأسمدة الفوسفاتية.

قطاع التعدين في رؤية المملكة 2030

قطاع التعدين في المملكة العربية السعودية هو أحد القطاعات المساهمة في تحقيق التنوع الاقتصادي.

وطبقًا للبيانات والمؤشرات الكلية الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء السعودية، فإن إجمالي الناتج المحلي لقطاع التعدين (مستعبدًا البترول والغاز) بلغ 15.32 مليار ريال سعودي خلال 2021 مرتفعًا من حجم الناتج في 2020 الذي بلغ 13.39 مليار ريال سعودي، محققًا بذلك معدل نمو إيجابيًا قدره 14.4 في المئة.

وطبقًا لأحدث تقارير وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، فقد أشار إلى وجود مساحة كبيرة غير مستكشفة من الأراضي التي يمكنها أن تشجّع الاستثمار الأجنبي في قطاع التعدين، إذ يمكن أن تتجاوز الموارد الجيولوجية السعودية نحو 1.3 دولار أميركي، فيما يظل أكثر من 48 نوعًا من المعادن غير مكتشف بعد.

لذلك، فقد وضعت رؤية السعودية 2030 قطاع التعدين ضمن أولوياتها، وتستهدف زيادة مساهمة القطاع إلى إجمالي الناتج المحلي للقطاع بواقع 47 مليار دولار أميركي.