أدت دعوى قضائية رفعتها شركة «X»، المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك، إلى إغلاق مجموعة إعلانية كبرى غير ربحية تعرف باسم «التحالف العالمي للإعلام المسؤول» (GARM)، هذه المجموعة، التي تأسست بهدف حماية العلامات التجارية من ظهور إعلاناتها بجانب محتوى غير قانوني أو ضار، وجدت نفسها وسط نزاع قانوني مع منصة التواصل الاجتماعي X، بعد اتهامات بأنها تآمرت لمقاطعة الإعلانات على المنصة. وبالرغم من عدم صدور حكم قضائي حتى الآن، فإن المجموعة قررت إنهاء أنشطتها بسبب الاستنزاف المالي والضغط المتزايد.
قامت مجموعة الإعلانات الكبرى في الصناعة بإغلاق أبوابها بعد أيام من قيام شركة «X» المملوكة لإيلون ماسك برفع دعوى قضائية تزعم أن المجموعة تآمرت بشكل غير قانوني لمقاطعة الإعلانات على منصته، وقالت المجموعة في بيان يوم الجمعة «هي مبادرة صغيرة غير ربحية، والاتهامات الأخيرة التي أُسيء فهم غرضها وأنشطتها بشكل مؤسف قد تسببت في إلهاء واستنزاف كبير لمواردها وماليتها.. لذلك، تتخذ GARM القرار الصعب بوقف أنشطتها».
مجموعة التحالف العالمي للإعلام المسؤول، والمعروفة أيضاً باسم GARM، هي مبادرة تطوعية من صناعة الإعلانات يديرها الاتحاد العالمي للمعلنين وتهدف إلى مساعدة العلامات التجارية في تجنب ظهور إعلاناتها بجانب محتوى غير قانوني أو ضار، وأكدت المجموعة أنها لا تزال تخطط للدفاع عن نفسها في المحكمة.
إن نهاية GARM تمثل انتصاراً مؤقتاً لماسك والرئيسة التنفيذية لشركة X ليندا ياكارينو، رغم أن القاضي لم يصدر حكماً بعد. وقالت ياكارينو في منشور على منصة X يوم الخميس «لا ينبغي لمجموعة صغيرة أن تحتكر ما يتم تحقيق الربح منه.. هذا اعتراف مهم وخطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح.. آمل أن يعني ذلك أن الإصلاح على مستوى النظام البيئي قادم».
ومع ذلك، قد تدفع الدعوى القضائية المزيد من المعلنين بعيداً عن X، كما كتبت نانديني جامي وكلير أتكين، مؤسستا مجموعة مراقبة Check My Ads Institute، في مقالة رأي يوم الخميس قالتا فيها «الجميع يمكنهم أن يروا أن الإعلان على X هو علاقة تجارية محفوفة بالمخاطر للمعلنين».
تزعم الدعوى القضائية أن GARM نظمت «لمنع مليارات الدولارات من الإعلانات عن تويتر» لأن المجموعة كانت قلقة من أن المنصة انحرفت عن معايير سلامة العلامات التجارية بعد استحواذ ماسك عليها في أواخر عام 2022.
لدى GARM أكثر من 100 عضو. أربعة من هؤلاء الأعضاء (CVS، Unilever، Mars، وشركة الطاقة الدنماركية Ørsted) تم تسميتهم كمدعى عليهم في الدعوى المرفوعة في محكمة فيدرالية في تكساس يوم الثلاثاء.
تم إنشاء GARM في عام 2019 بعد حادثة إطلاق النار في مسجد كرايستشيرش في نيوزيلندا، حيث بث القاتل الجريمة مباشرة على فيسبوك، بعد ذلك، واجهت العلامات التجارية مشكلات حيث كانت إعلاناتها تظهر بجانب محتوى غير قانوني أو ضار، وقالت المجموعة في بيان لها إنها قلّلت من نسبة هذه الإعلانات من 6.1% في عام 2020 إلى 1.7% في عام 2023.
أثارت العلامات التجارية مخاوف مماثلة عندما استحوذ ماسك على X في عام 2022، ما أضر بأعمال الإعلانات الأساسية للمنصة، وقد أوقفت العديد من العلامات التجارية إنفاقها بسبب مخاوف من أن تظهر إعلاناتهم بجانب معلومات مضللة أو خطاب كراهية، وهو ما روج له ماسك نفسه في بعض الأحيان. كما أن الدعوى تستمر في عداوة ماسك مع المعلنين الذين يعتمد على أموالهم؛ في العام الماضي، قال ماسك للعلامات التجارية التي غادرت المنصة «اذهبوا لت*** نفسكم».
ورغم أن قادة X أشاروا في بعض الأحيان إلى أن أعمال الإعلانات للشركة كانت تتحسن، قالت ياكارينو في مقطع فيديو يوم الاثنين «لقد تآمروا لمقاطعة X، ما يهدد قدرتنا على الازدهار في المستقبل»، مضيفة أن فقدان الدولارات الإعلانية وضع الشركة «في خطر طويل الأمد».
نهاية GARM قد تثير مخاوف للجهات الرقابية الأخرى على وسائل الإعلام، رغم أن القاضي وقف إلى جانب منظمة غير ربحية في دعوى مماثلة.
كما رفعت X دعوى ضد مركز مكافحة الكراهية الرقمية، زاعمة أن المجموعة غير الربحية انتهكت شروط الخدمة عندما درست وكتبت عن خطاب الكراهية على المنصة وألقت اللوم عليه في إبعاد المعلنين، قام قاضٍ فيدرالي برفض الدعوى في مارس، واصفاً إياها بأنها محاولة لمعاقبة مركز مكافحة الكراهية الرقمية على الخطاب المحمي.
(راميشا ماروف وكلير دافي CNN)